ليس من الضروري أن تكون تجليات نزعة المركزية الأوروبية - الأميركية بالغة الحدة والعداء في موقفها من آداب العالم الثالث بوجه عام، أو أدبنا العربي بوجه خاص، إذ يمكن أن تكون التجليات أقل حدة وعدائية، وبعيدة عن تعمد التحقير المكشوف أو حتى المضمر، ولكن نزعة المركزية نفسها تظل باقية، مهما كانت مراوغة نعومتها الظاهرية، إذا جاز أن نستخدم هذه الصفة في هذا السياق، كما يظل تكرار تجلياتها المتنوعة علامة على تأصل جذورها. ويعني ذلك أن العنصر التكويني المتأصل بالسلب في هذه النزعة لا يفارق كل تجلياتها، خصوصا من حيث هي نزعة ترى العالم كله من منظور مركزها، ولا تمنح حق الوجود أو القيمة إلا للآداب التي تعيد إنتاج نماذجها بأكثر من معنى، ولا تتردد في إقصاء المغاير لها لكي لا يبقى سوى حضورها المهيمن الذي لا يقبل المخالفة. وللإقصاء صور متعددة في مستويات الممارسة التطبيقية - الأدبية أو النقدية - التي لا يفارقها مفهوم عالمية الأدب. وأولى هذه الصور التهميش الذي يتقلص بالحضور، ويدنى به إلى حال أقرب إلى الغياب. وثانيتها اختيار ما لا يخلف في الوعي الثقافي العام سوى الأوهام التي يراد تثبيتها والإبقاء على شيوعها. وثالثتها رفض دعم ترجمة الآداب المهمشة، والانصراف عن نشر المترجم منها على أوسع نطاق، وذلك جنباً إلى جنب مع تضييق دائرة التعريف بهذه الآداب إلى أبعد حد. ودليل ذلك ما نلاحظه من ندرة نصوص الأدب العربي المترجمة التي لا يعرفها الطلاّب في الجامعات الغربية إلا على سبيل التخصص في الأدب العربي أو الآداب الشرقية، وداخل أقسام محصورة بين أقواس التهميش وعدم العناية بالتيارات الإبداعية العربية المعاصرة إلا في ما ندر. وقس على ذلك تردد الناشرين في العواصم الأوروبية والأميركية في الإقبال على ترجمة ما ينتسب إلى الأدب العربي إلا ما اتخذ أشكالاً فضائحية، أو عالج موضوعات عجائبية غربية من وجهة نظر القارئ الغربي في تصور هؤلاء الناشرين. ويوازي ذلك المكانة الأقل من هامشية التي تمنحها موسوعات الأدب العالمية للأدب العربي على وجه الخصوص، وآداب العالم الثالث على وجه العموم، وذلك من حيث هي آداب بعيدة عن الصفات العالمية التي تتجسد في آداب المركز وحده. ومثال ذلك الموسوعات التي يطلق عليها عنوان "أدب العالم" world literature . وهو مصطلح تكشف ممارساته العملية عن تقلص دلالاته في سياقات تطبيقه، ومن ثم عن عدم التكافؤ بين داله العام ومدلوله الخاص، فالدال ينصرف إلى عموم العالم، والمدلول الفعلي للاستخدام ينصرف إلى خصوص العالم الذي يتحول، مرة أخرى، إلى مركز لا يرى سوى تجلياته التي تستعيد صورته. والمثال الذي يغني عن غيره في هذا السياق هو موسوعة "الدليل المرجعي إلى أدب العالم" Reference Guide to World Literature. وهي موسوعة ضخمة صدرت طبعتها الثانية سنة 1995 في 1520 صفحة من القطع الكبير الخاص بالموسوعات. وتشرف عليها دار نشر متخصصة في موسوعات أدب العالم، لها ما لا يقل عن خمس موسوعات تتناول الآداب الأميركية والفرنسية وغيرها. والمحرر الرئيسي للموسوعة ليسلي هيندرسون Lesley Henderson تشاركه في تحمل مهمة التحرير سارة م. هال Sarah M. Hall. وتحتوي الموسوعة على مداخل ل490 كاتباً وكاتبة، وأكثر من 500 مقال عن الأعمال الأدبية لهؤلاء الكتاب والكاتبات الذين يتوزعون على عصور الأدب المختلفة من اليونان القديمة إلى عصرنا الحاضر. ويخضع التعريف بالأدباء والأديبات الذين تضمهم الموسوعة إلى نظام ثابت في الأغلب الأعم، إذ يتكون التعريف من سيرة حياة مختصرة، ثم قائمة بالأعمال الإبداعية وأهم المؤلفات، ويعقب ذلك مسح نقدي يتولاه ناقد خبير بالموضوع لعمل من الأعمال البارزة، أو يتولاه أكثر من ناقد لأكثر من عمل حسب الأهمية والموقع. وتتضمن السيرة الحياتية التفاصيل المتوقعة عن الميلاد والتعليم والحالة الاجتماعية ومراحل العمر والعمل، فضلا عن الجوائز وألوان التكريم المختلفة. وتهتم القوائم الببليوغرافية بالأعمال المترجمة إلى اللغة الانكليزية، خصوصاً بعد استيفاء البيانات المتعددة للنشر. والموسوعة على هذا النحو، ومن حيث الظاهر على الأقل، مفيدة للقارئ الذي يريد أن يتعرف إلى أدب العالم في تاريخه المتباين الطويل أو أقاليمه المتنوعة. لكن هذا السطح البراق سرعان ما يتكشف عن تخطيط متحيز ليس سوى ممارسة إيديولوُية لنزعة المركزية الأوروبية - الأميركية. ويظهر ذلك في الملاحظات الخمس التالية: أما الملاحظة الأولى فهي خاصة بالمستشارين الذين يعتمد عليهم الاختيار في الموسوعة. وعددهم عشرون مستشاراً. تسعة عشر منهم أوربيون وأميركيون موزعون على الجامعات الإنكليزية والأميركية. وهندي واحد منتسب إلى جامعة خارج المركز الجغرافي الأوروبي - الأميركي. وهو جيردار راتي من جامعة نيودلهي. وتركيبة المستشارين على هذا النحو دالة على انتسابها إلى مركزها. وذلك وضع يترتب عليه مفارقة يصعب تجاهلها في عمل موسوعي ضخم عن "أدب العالم" لا يتسع بدوائر مستشاريه لتمثيل التنوع الفعلي لأعراق العالم وأقطاره. ولا تتباعد الملاحظة الثانية عن المنظور نفسه، وهي خاصة بأسماء الذين أسهموا بكتابة مداخل الدليل المرجعي، أو صاغوا مقالاته النقدية، وعددهم يزيد على ثلاثمئة وستين باحثاً وباحثة. والأغلبية العظمى من هذه الأسماء تنتسب إلى الجامعات الأوروبية - الأميركية، ومن ثم إلى المركز الأوروبي - الأميركي، وليس من بينها من ينتسب إلى العالم الثالث إلا في أندر النادر. وقد حاولت العثور على باحث عربي ضمن هذه الأسماء يمكن أن يسهم بالكتابة عن أعلام الأدب العربي، فلم أجد سوى اسم واحد، ظننت أن صاحبه عربي، وهو اسم على أحمد، ولكن سرعان ما اكتشفت أنه من مسلمي الهند، بعدما عدت إلى قوائم التعريف بالمساهمين، وعرفت أنه كاتب للرواية والقصة القصيرة والمسرحيات، وترجم شعر أسد الله خان غالب من اللغة الأوردية إلى اللغة الإنكليزية، فضلاً عن ترجمة مختارات من الشعر الأوردي بعنوان "التراث الذهبي" سنة 1973 قبل وفاته. ويعنى ذلك أن القائمين على تحرير هذه الموسوعة لم يشعروا أنهم في حاجة إلى استشارة متخصصين من العالم الثالث في أمور آدابهم الخارجة عن المركز المهيمن، ولم يفكروا في ضرورة الاستعانة بباحثين أو باحثات من العالم الثالث نفسه ليسهموا بالكتابة عن أعلام المبدعين الذين يزدحم بهم التاريخ الثقافي لقارتي آسيا وإفريقيا اللتين تنالان أقل القليل من اهتمام هذه الموسوعة. وتنصرف الملاحظة الرابعة إلى البداية التاريخية التي تبدأ منها الموسوعة، وهي اليونان القديمة التي تجعل منها الموسوعة نقطة الانطلاق التاريخية - ومن ثم الجغرافية - لأدب العالم كله. وإن دل هذا الاختيار على شيء فإنما يدل على أن الموسوعة تنبني على العنصر التكويني الأول لنزعة المركزية الأوربية على نحو ما حلّلها سمير أمين في دراسته اللامعة عنها. أعني اختراع أصل هيليني منقطع عن كل ما قبله وما حوله، وإعادة كل شيء إلى هذا الأصل بوصفه مصدر التقدم ورحم الحضارة العالمية. وقد أوضح مارتن برنال الحقيقة التاريخية لهذا الأصل الإيديولوجي في كتابه "أثينا السوداء" في فصل أطلق عليه عنواناً دالاً هو: "اختلاق اليونان القديمة"، وأثبت أن تصور هذا الأصل بوصفه البداية الأولى ليس سوى حكاية وهمية، خصوصاً حين نعرف أن قدماء الإغريق كانوا يعتبرون أنفسهم "تلامذة" الشرق تعلموا منه مبادئ الحضارة والفكر، ولم ينكروا تعلمهم على أيدي قدماء المصريين والفينيقيين وغيرهم من الحضارات السابقة عليهم، ولم يروا أنفسهم رمزاً يعارض الشرق أو يناقضه كما تصورهم أفكار نزعة المركزية الأوروبية، وكيف يفعلون ذلك واللغة اليونانية نفسها - في ما يقول مارتن برنال - استعارت نصف معجمها للألفاظ الرفيعة من المصرية القديمة والفينيقية؟ ولا أقصد من وراء ذلك التقليل من شأن دور اليونان، أو حتى "معجزة" اليونان، وإنما تأكيد انتماء اليونان القديمة نفسها إلى الشرق الأسبق، وتوضيح أن تجاهل آداب الشرق الأقدم في موسوعة عن "أدب العالم" إنما هو فعل ينفي صفة "العالمية" الفعلية عن هذه الموسوعة، ويثبت وقوع منظورها في قبضة رؤية إيديولوُية لا ترى سوى مركزها، ولا تتردد في استبعاد كل ما لا ينتسب إلى هذا المركز أو ينقض أسطورة بدايته. أما الملاحظة الرابعة فخاصة باختيارات المؤلفين أنفسهم عبر عصور التاريخ المختلفة. ويسهل الانتباه إلى أنه حتى نهاية الألف الأولى من الميلاد لا يوجد في الموسوعة اسم كاتب ينتمي إلى خارج المركز الأوروبي الذي يتمحور حول الأدب اليوناني اللاتيني، ويمتد ليشمل أعلام الكتابة المسيحية من أمثال القديس جيروم والقديس أوغسطين. ولا يوجد في ما يقارب ستين كاتباً من الألف الأولى للميلاد أي اسم عربي، لا في العصر الجاهلي ولا في عصور الإسلام التي تدخل ضمن الألفية الأولى. وتختلف أعلام الألفية الثانية نوعاً ما، لأنها تضم بعض كتاب الحضارة الشرقية، فهناك أسماء الفردوسي وعمر الخيام وجلال الدين الرومي وشمس الدين محمد حافظ الشيرازي، لكن هذه الأسماء سرعان ما تختفي حين نجاوز القرن الرابع عشر، فلا تضم الموسوعة سوى الأسماء الأوروبية إلى نهاية القرن التاسع عشر. وبالطبع، يقع التركيز على كتاب النهضة الإيطالية، ومنها إلى أعلام الأدب الفرنسي والإنكليزي والإيطالي والألماني والأسباني والروسي. ولا شيء على الإطلاق عن الأدب العربي الذي يبدو كما لو كان أدباً غير موجود في التاريخ الذي تعتمده هذه الموسوعة، ومن ثم لا ينتسب إلى "أدب العالم" على النحو الذي يراه القائمون على تحريرها. ويستمر الموقف على هذا النحو طوال القرن العشرين، فيما عدا بعض الاستثناءات اللافتة للانتباه، إذ تبدأ الموسوعة في إدخال بعض كتّاب اليابان، كما تضم أسماء لكتاب من أميركا اللاتينية، خصوصاً الذين حصلوا على جائزة نوبل، وأخيراً، تشير الموسوعة إلى كل من توفيق الحكيم 1898-1987 ونجيب محفوظ أطال الله في عمره. وهي لم تفعل ذلك إلا بعد أن ذكرت قبلهما وبعدهما عشرات وعشرات أقل منهما في القيمة الأدبية، ابتداء باسماء من صنف س. و. عجنون 1888-1970 وليس انتهاء بأسماء من صنف اسحق دينسين 1885-1962 أو ألفريد دوبلين 1878-1957 أو بريمو لي÷ي 1919-1987. وإذا وقفنا على ترجمة توفيق الحكيم وتقديم أدبه في الموسوعة، وهو التقديم الذي نهض به بول ستاركى، لاحظنا الاختصار البالغ على الفور. وفي الوقت نفسه، التركيز على أن إقامته في فرنسا ما بين 1925-1928 "لعبت الدور الرئيسي في تحديد مجرى مستقبل عمله الأدبي". يضاف إلى ذلك عدم وجود مقال واحد على الأقل عن عمل من أعمال توفيق الحكيم التي ترجم منها خمسة عشر عملاً على الأقل إلى الإنكليزية، الأمر الذي يجعلها في متناول محرري الموسوعة ونقادها، ولكنه التحيز الذي تؤكده المقارنة بين كيفية التقديم المخل لأعمال توفيق الحكيم من دون إفراد أى منها بتحليل نقدي والتقديم المسهب المطوّل لأعمال برتولت برخت 1898-1956 المولود مع توفيق الحكيم في السنة نفسها، حيث نرى، إلى جانب التعريف به الذي يصل إلى أربعة أمثال التعريف بالحكيم، خمس دراسات لخمسة نقاد عن خمسة من أهم أعماله. وحتى لو تركنا كاتباً في شهرة برخت، وقمنا بمقارنة أخرى بين تقديم توفيق الحكيم وكاتب أقل شهرة ومكانة من برخت، مثل إريك ماريا ريمارك 1898-1970 المولود في السنة نفسها التي ولد فيها الحكيم وبرخت وجدنا احتفاء الموسوعة به دال، وتخصيصها دراسة كاملة عن روايته "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية". وهو الأمر الذي لم يحدث مع توفيق الحكيم المنتسب إلى أدب لا تحتل لغته العربية المكانة التي تحتلها اللغة الألمانية التي كتب بها برتولت برخت وإريك ماريا ريمارك على السواء. وما يقال عن توفيق الحكيم يقال عن نجيب محفوظ المولود سنة 1911 على رغم أن الثاني حصل على جائزة نوبل سنة 1988. وتلفت قائمة أعماله كثرة ما ترجم له إلى الإنكليزية قبل نوبل وبعدها. وأول ما يلفت الانتباه في التقديم الذي كتبه وليام هتشنز الخطأ الذي جعل لمحفوظ ابناً وابنة، والصحيح ابنتان، وكذلك نسبة رواياته الواقعية، ومنها الثلاثية، إلى "الواقعية الاشتراكية" التي جلبت له الشهرة، والصواب "الواقعية النقدية". وإذا جاوزنا التقديم المخل، لاحظنا عدم وجود تحليل نقدي لعمل واحد من أعمال الكاتب الكبير، كما جرت العادة مع كتاب العالم المعترف به، فليس في التقديم سوى إشارة مخلة إلى الثلاثية بوصفها أهم الأعمال من وجهة نظر كاتب التقديم. ومرة أخرى، لو قارنا بين تقديم نجيب محفوظ وتقديم الموسوعة للكتاب المولودين معه في العام نفسه، لاحظنا أن الكاتب السويسري ماكس فريش 1911-1991 الذي لم يحصل على جائزة نوبل، يضم القسم الخاص به ثلاث دراسات نقدية عن مسرحيتين له ورواية. والفارق يرجع في تقديري إلى انتساب اللغة الألمانية التي كتب بها ماكس فريش إلى لغات المركز، وذلك مقابل اللغة العربية التي لا تقترب من هذا المركز، بل لا يعترف بوجودها في موسوعة تجعل من نفسها "الدليل المرجعي إلى أدب العالم". ولا أتحدث عن غياب اللغة العربية على سبيل المجاز وإنما على سبيل الحقيقة، الأمر الذي يقودني إلى الملاحظة الأخيرة، وتتصل بنسب تكرار الأعمال الأدبية منسوبة إلى لغاتها في الموسوعة. وطبعا، النسبة الأعلى للمكتوب باللغة الإنكليزية، لغة الموسوعة ولغة قرائها على السواء. وتأتي بعدها اللغة الفرنسية 116 ثم الألمانية 87 ثم الإيطالية 50 مقابل 31 من اللاتينية ثم الروسية 28 ثم الإسبانية 23. وتليها الهولندية 13 التي تأتي بعدها اليونانية الحديثة 7 مقابل 25 من اليونانية القديمة. ويعقبها الصينية 6 التي لها من العدد ما للغة الفارسية القديمة. ويلفت الانتباه أنه لا توجد إشارة إلى أدباء أو أديبات اللغة الفارسية الحديثة في إيران وغيرها، أو أدباء الأوردية المعاصرين، فضلا عن كتّاب اللغة التركية وغيرها من اللغات الآسيوية، أو اللغات الإفريقية التي فرضت آدابها حضورها اللافت في مراحل ما بعد الاستعمار. والطرفة الأخيرة لهذه الموسوعة أن اللغة العربية لا توجد ضمن فهارس اللغات الموجودة في نهايتها. أما اسما نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم فيردان تحت عنوان "اللغة المصرية" في الفهارس، كما لو كانت اللغة التي يكتب بها الكاتبان المصريان تختلف عن اللغة التي يكتب بها غيرهما من الكتاب العرب في تونس أو المغرب أو لبنان أوسورية أو العراق أو غير ذلك من أقطار العرب. وبالطبع، لا يجاوز عدد كتاب العربية الرقم اثنين مما يجعل للأدب العربي كله المكانة نفسها التي تمنحها الموسوعة للأدب التشيكي الذي لا يصل - مثل الأدب العربي - إلى الرقم 6 الذي تصل إليه مرات تقديم الأدب الهنغاري. والسؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه الملاحظات هو: هل يمكن - حقاً - أن نعتبر هذه الموسوعة ممثلة ل"أدب العالم"؟ إن مفهوم "أدب العالم" فيها لا يعنى سوى آداب المركز بالدرجة الأولى، ومجموعة من الآداب التي اقتربت منه، أو اعترف بها بطريقة أو بأخرى، أما ما عدا ذلك فمطروح في الأطراف التي يتم تهميشها إلى أبعد حد بالقياس إلى المركز، أو تتكرر عمليات إقصائها وإلغائها من الحضور. وما فعلته موسوعة "الإطار المرجعي إلى أدب العالم" ليس سوى مثال واحد فحسب من أمثلة عدة على المركزية التي لا ترى أبعد من دائرتها ومن صورها المكرورة.