فاز الرجاء البيضاوي المغربي على الاهلي المصري بهدف سجله محمد خوباش 89 امام 60 ألف مشجع مصري متحمس في ملعب القاهرة الدولي ضمن الجولة الثانية من دوري ابطال افريقيا لكرة القدم. وانفرد الرجاء بصدارة المجموعة الاولى وله 6 نقاط، وأصبح المرشح الأقوى والأجدر بالتأهل الى النهائي. والهزيمة هي الاولي، على ملعبه، في تاريخ الاهلي في مسابقات الاندية الافريقية عموماً. "الحياة" أشارت طوال الايام العشرة الماضية الى الخلافات الحادة داخل النادي الاهلي، وكشفت عن توتر العلاقة بين الالماني راينر تسوبيل المدير الفني واللاعبين، ولجوء الالماني الى استبعاد اللاعبين الكبار والى تصفية حساباته معهم. وأكدت "الحياة" أن الاهلي سيتعرض لأكثر من هزيمة في ظل الانقسام الداخلي، وسرعان ما صدقت التوقعات ولقي الاهلي الهزيمة الاولى له في 23 عاماً في المسابقات الافريقية في القاهرة، والأغرب انها جاءت مستحقة، والخسائر لا تقف عند ضياع 3 نقاط وفقدان صدارة المجموعة وتدني الامل في التأهل الى النهائي، ولكنها امتدت لتشمل طرد هشام حنفي ووقفه وشغب جمهور الاهلي واحتمالات تعرض النادي لعقوبة نقل المباريات. جاءت المباراة ساخنة من بدايتها، وغاب عدد كبير من النجوم وابرزهم التوأم حسام حسن وابراهيم حسن في الاهلي والشاذلي وخاليف في الرجاء. تبادل الجانبان الهجوم في خطورة، وتعرض جلال زجموش لإنذار مبكر في الدقيقة العاشرة، ورفض الحكم الدولي التونسي مراد الدعمي صراخ لاعبي وجماهير الاهلي لاحتساب ركلة جزاء بعد مخاشنة لمحمد جودة داخل المنطقة. ولاحت الفرصة الحقيقية الاولى في المباراة في الدقيقة 20 عندما حول علاء ابراهيم برأسه الكرة التي ارسلها سيد عبدالحفيظ من ضربة ركنية، ومرت الكرة من الحارس المغربي عبدالقوي لكن المدافع المتألق خربوش محمد ابعدها برأسه من على خط المرمى. وتألق عبدالقوي في انقاذ تسديدة لهادي خشبة. واضطر المدرب الارجنتيني اوسكار فيلوني الى استبدال زجموش في الدقيقة 25 حتى لا يتعرض للطرد باكراً. وارتفع تيار العنف من جانب الضيوف ونال يوسف الصقري وبو شعيب المباركي انذارين. وانفتحت الثغرات في دفاع الاهلي اثناء الهجمات المغربية المرتدة، وفشل زكريا رضواني في استغلال انفراد كامل بمرمى عصام الحضري حارس الاهلي، وانتهى الشوط الاول سلبياً. وفي الشوط الثاني، ازداد الايقاع سرعة من الجانبين وضاعت فرصتان ثمينتان في الدقيقة الاولى من علي ماهر مهاجم الاهلي المنفرد ثم بوشعيب المغربي المنفرد ايضاً، وتعددت الركلات الركنية لمصلحة الاهلي من دون جدوى لغياب اللاعب الذي يجيد ضربات الرأس. وشكل علاء ابراهيم بتحركاته خطراً على الدفاع المغربي وانفرد في الدقيقة 55 لكنه سدد بجوار القائم، واستبدله الالماني تسوبيل بزميله وليد صلاح الدين وسط ذهول الجميع، واشرك سعيد عبدالعزيز بدلاً من مشير حنفي لزيادة العدد الهجومي للاعبيه. وأدى التغيير الخاطئ لارتباك شديد في صفوف الاهلي وتحول اللعب تماماً لمصلحة الرجاء واهدر بوشعيب المباركي انفرادين للضيوف في دقيقة واحدة وسط ذهول الجماهير المصرية المتوترة، ورد الاهلي بهجوم عشوائي عن طريق الكرات العالية الساقطة داخل منطقة الجزاء، كان اغلبها من نصيب جريندو وحفيظ عبدالصادق وطلال القرمور. وفي الدقيقة 84 اشتعلت المباراة بلا داع عندما فشل الحكم في السيطرة على الموقف، وبدأت الواقعة اثر تعمد سعيد عبدالعزيز ضرب المهاجم المغربي محمد خباش، الذي اشترك في الدقيقة 81 بدلاً من رضوان الحيمر، داخل منطقة الجزاء ولم يعاقبه الحكم، وانطلق عبدالعزيز بالكرة في مواجهة خربوش محمد الذي ثأر لزميله بضربة قاسية واكتفى الحكم باحتساب الخطأ، وجاء هشام حنفي لاعب الاهلي من اقصى الملعب ليوجه لكمة قاسية الى وجه خربوش وأسقطه بالضربة القاضية واتسع نطاق الدفع والوخز بين اللاعبين. وبعد تهدئة الامور اشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه هشام حنفي معلناً طرده بعد 84 دقيقة، وعاد الحكم لإنذار خربوش رغم انه لم ينذره عند ارتكاب المخالفة وأنذر الحارس عبدالقوي لإضاعة الوقت. ورغم النقص العددي لاحت للاهلي فرصة نادرة لإحراز هدف الفوز في الدقيقة 87 من تمريرة رائعة لوليد صلاح الدين وانفراد كامل لسعيد عبدالعزيز لكنه فشل في تسلم الكرة وطالت الى الحارس. طمع الضيوف في الفوز، وشنوا هجمة جماعية منظمة وتبادلوا الكرة داخل منطقة الجزاء لكن البطء اضاع الفرصة الثمينة وحول مدافعو الاهلي الكرة الى ركلة ركنية، ورغم ان الركنية كانت الثالثة للرجاء مقابل 20 للاهلي الا ان الضيوف استثمروها بنجاح عندما استغل محمد خباش الكرة العالية التي مرت من الحارس والمدافعين وحولها برأسه داخل الشباك الخالية هدفاً مغربياً ولا اغلى.