تعالوا بنا - نتسلى - ب "شتم" العالم - بعضا من الوقت. انه عالم "سوقي".. بذيء. عالم منحل.. سافل لا أخلاق له.. ولا عهد .. ولا ذمة. عالم العهود المنقوصة، والوعود المكذوبة، والشعارات الزائفة، عالم الغمز .. واللمز.. والنفاق. انه عالم الخوف.. والفزع. لا يأمن فيه خليل.. خليله، ولا أخ أخاه، ولا أب ابنه، أو زوج زوجته. يمشي الناس فيه في أكبر الحواضر - وظهورهم الى الحوائط خوفا - من طعنة غادرة، أو رصاصة طائشة، أو - على الأقل - يد متسللة - إلى جيب معطفك أو يد جامحة تخطف حقيبتك - أو ربما .. يد مخمورة تلكمك.. أو تصفعك. إنه عالم.. لا يجد فيه الناس .. في ازواجهم رحمة.. ولا سكناً. ينام الازواج فيه.. على بطونهم.. أو يتحزمون ب"أحزمة" عفة - حديدية حول خصورهم - خوفا من القطع و"القص" .. والطعن. وينامون بعين واحدة .. وأذن واحدة. والعين الأخرى والأذن الأخرى - مشحوذة الاحساس - نحو "المطبخ" وادراج "التسريحات". خوفاً من الرفيق الغادر.. او الرفيقة الغادرة. عالم .. مأبون، أصبح ل"الشذوذ" فيه .. "متحدثون رسميون" وبرامج سياسية.. ومحطات اذاعة وتلفزيون.. وصحف.. ومجلات.. وممثلون في "البرلمانات".. وقائمة طويلة من "الحقوق" والوثائق القانونية والتشريعية، وقائمة أطول .. من الشركات ورجال الأعمال - الذين يخشون بأسهم، ويطمعون في قوتهم الشرائية. عالم منافق يقدم "المصالح" على "المبادئ" ويجعل "القوة" فوق "الحق" عالم جبار - جاهل - غشوم، يأكل أطفاله، أو يلقي بهم في "مزابل التشرد" و"الصعلكة" أو يصطادهم كما "الجرذان" أو يجوعهم ك"الكلاب الضالة" أو يبيع أعضاءهم بالجملة - أو التجزئة، أو يسومهم العذاب في سراديب المصانع، أو حقول المزارع أو يئدهم - إن كانوا بناتا - وأداً جاهليا قديما - أو وأدا جاهليا - محدثا. عالم .. مادي.. مبتذل.. سفيه. ينفق فيه "الشمال" الأموال الطائلة - والموارد الباهظة على مسرات سخيفة، وينحر الجوع - والفقر والجهل - والمرض جنوبه البائس .. المسكين وتزيد فيه ثمن علبة كافيار على متوسط دخل الفرد - في أمم جنوبية كادحة. عالم الجريمة .. والمخدرات.. والعصابات المنظمة. وعالم الجنس.. والإثارة.. والمباهج المبتذلة. وعالم "الرجال الجوف" و"النساء الطمثات" و"الأجنة المهجنة" عالم بلا أحلام - ولا آمال ولا آفاق. عالم الليل - والظلام و"السراديب". إلى آخره .. إلى آخره.. إلى آخره.. ثم ماذا.. بعد؟ هل غادر الشاتمون .. من متردّم؟