بغداد، مسقط، القاهرة - "الحياة" ، أ ف ب - وضعت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة اللامم المتحدة يونيسكو الحجر الاساس لاول مدرسة ضمن برنامج لبناء 400 مدرسة في العراق، وأعلن مسؤول عراقي أمس ان بلاده ليس لديها اي مانع في اجراء محادثات مع الشركات النفطية الاميركية لتنفيذ مشاريع تطوير حقوله اذا ما رغبت هذه الشركات في ذلك. وذكرت وكالة الانباء العراقية التي لم توضح طريقة تمويل المشروع ان احتفالا اقيم لوضع الحجر الاساس لاول مدرسة بحضور وزير التربية العراقي فهد الشكرة ومسؤول رفيع المستوى في "يونيسكو". واعرب الوزير العراقي عن شكر بلاده للمشروع الذي اقره مدير عام "يونيسكو" فيديركو مايور بعد الضربات الجوية الاميركية والبريطانية على العراق في كاون الاول ديسمبر الماضي. وكان مايور قال في 23 الشهر ذاته في مدريد "اذا كنا قادرين على توجيه 400 صاروخ فلنقم ببناء 400 مدرسة الان. ولتحل التربية مكان الحرب والكتب مكان القنابل". الى ذلك، قال وكيل وزارة النفط طه حمود موسى لدى افتتاحه معرضا للمنتجات النفطية "ان العراق ليست لديه موانع في اجراء مشاورات مع شركات النفط الاميركية للتعاون معها اذا ما رغبت هذه الشركات في ذلك". واضاف موسى ردا على اسئلة الصحافيين ان "عدم مشاركة الشركات النفطية الاميركية في هذا المعرض يعود الى الضغوط التي تمارسها الادارة الاميركية عليها". وتشارك في المعرض الذي اقيم على ارض معرض بغداد الدولي ويستمر ثلاثة ايام ست وخمسون شركة عربية واجنبية من 22 بلدا تعرض آخر مبتكراتها في ميدان النفط والغاز بهدف ابرام عقود مع وزارة النفط في اطار اتفاق النفط مقابل الغذاء والدواء. وكانت بغداد أكدت انها تمنح الاولوية الى شركات الدول التي لا تعاديها. واوضح موسى ان قيمة المعدات الخاصة بقطاع النفط التي وصلت حتى الآن تتراوح بين ستين وسبعين مليون دولار من اصل 600 مليون دولار، وقال ان هذا التأخير سببه "العراقيل التي يضعها مندوبا اميركا وبريطانيا" في لجنة العقوبات. واكد موسى سعي العراق الى رفع طاقته الانتاجية من النفط الخام في المستقبل القريب، وقال "هدفنا الوصول بالانتاج الى 5،3 مليون برميل يوميا مع نهاية العام المقبل". وتبلغ قدرة العراق الانتاجية حاليا 6،2 مليون برميل يوميا. على صعيد آخر، يجري وفد عراقي يرأسه عباس جمعة الحررجي رئيس اتحاد الصناعات لقاءات مع مسؤولين عمانيين لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين. ويتوقع ان يلتقي الوفد الذي وصل الى مسقط أول من أمس في زيارة تستغرق اربعة ايام، وزيري التجارة والصناعة مقبول بن علي بن سلطان والزراعة احمد بن خلفان الرواحي. ونقلت الوكالة العمانية للأنباء عن رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان الشيخ سالم بن هلال الحليلي قوله ان "هناك العديد من المجالات التي يمكن للبلدين الشقيقين عمانوالعراق التعاون في اطارها وذلك من خلال تبادل الخبرات والتقنيات المتوفرة". وقد بلغت قيمة الصادرات العمانية التي استؤنفت في 1997 الى العراق 17،1 مليون ريال 3 ملايين دولار في 1998. الى ذلك، أشاد وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك ب "دعم مصر الدائم للشعب العراقي خاصة في المجال الصحي والدوائي، والذي كان سبباً رئيسياً لتخفيف المعاناة عن شعب العراق". وأعرب أوميد عن أمله - في تصريحات صحافية لدى مغادرته القاهرة امس، حيث شارك في اجتماعات الدورة ال46 للمكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية- في ان تحصل شركات الدواء المصرية على النصيب الأكبر من صادرات الدواء للعراق في إطار المرحلة السادسة من مذكرة "النفط مقابل الغذاء"، مشيراً الى ان بلاده تعطي "أهمية متميزة للمنتجات المصرية". وبلغ إجمالي الصادرات المصرية للعراق خلال المراحل الخمس من برنامج "النفط مقابل الغذاء" ما يزيد على نصف بليون دولار أميركي، واتفق الجانبان على ان تقيم مصر معرضاً دائما للأدوية في بغداد. وأجرى الوزير العراقي محادثات مع نظيره المصري الدكتور اسماعيل سلام خلال زيارته لمصر، اتفق خلالها الجانبان على تدعيم التعاون بينهما في مجالات الصحة والدواء. وأعلن الوزير العراقي عن اتفاق مع مصر تقوم بمقتضاه بتدريب مجموعة من الأطباء العراقيين على كيفية القيام بعمليات زرع النخاع "بعد الزيادة الكبيرة والخطيرة في امراض سرطان الدم بين العراقيين". وأشار الى ان وزير الصحة المصري وافق على ايفاد وفد طبي الى العراق الاسبوع المقبل لإجراء عمليات "قلب مفتوح" لعدد من المرض العراقيين في "المركز العراقي لأمراض القلب".