تايبه - أ ف ب، رويترز، د ب ا - أفادت حصيلة رسمية موقتة امس ان 0561 شخصاً على الأقل قتلوا، وأصيب 3732 غيرهم بجروح في الزلزال الذي ضرب تايوان ليل الاثنين- الثلاثاء، وهو الأعنف منذ اكثر من قرن. وأشار مسؤول في وزارة الداخلية الى انه تم احصاء غالبية الضحايا في منطقة نانتو وتايتشونغ . وظل بضعة الاف تحت الأنقاض او مفقودين. وقدرت تايبه قوة الزلزال ب 3.7 درجات على مقياس ريختر المفتوح إلا أن الشبكة الفرنسية الوطنية لمراقبة الزلازل في ستراسبورغ قدرت قوته ب 1.8 درجات. وتضررت أنحاء مختلفة من تايوان وانهارت مبان وتعرض حوالى 30 ألف منزل لاضرار جسيمة أو للتدمير خصوصاً في المنطقة الجبلية جنوب العاصمة. وكان مركز الزلزال على بعد 150 كيلومترا جنوب غربي تايبه. وتم إعلان حال الطوارئ في البلاد وتكليف القوات المسلحة أعمال الانقاذ. وتعهدت اليابان والولايات المتحدة والصين، الخصم السياسي لتايوان، بتقديم المساعدة وبمجرد شروق الشمس أصبح واضحاً للعيان الحجم الحقيقي للدمار وبدت مشاهد المباني المنهارة والدخان المتصاعد من جراء الحرائق المشتعلة. وهرع السكان في حال من الهلع الى الحدائق العامة والساحات، يعتريهم الخوف الشديد من العودة الى منازلهم، وشرعت فرق الانقاذ في العمل باستخدام الرافعات والجرافات وغيرها في محاولة للعثور على أحياء تحت الانقاض. ومن بين المناطق الأكثر تضرراً مدينة نانتو وتايزونغ وزانغوا الواقعة في مركز الزلزال. وفي العاصمة تايبه التي يقطنها 5.2 مليون شخص واصل عمال الاطفاء مكافحة الحرائق، واستخدموا الرافعات لانقاذ المحتجزين تحت الأنقاض. وقال ليو تشانغ تشينغ المدرس المتقاعد انه شعر بالزلزال بينما كان جالساً في شقته الواقعة في الطابق السابع عشر، وشاهد الكتب وهي تتساقط عن الرفوف والباب الزجاجي وهو يتحطم. وأضاف انه أراد أن يغادر هو وزوجته، المصابة بالجلطة الدماغية، المبنى غير انه أيقن أنه لا يستطيع أن يستقل المصعد وزاد "بقيت في الشقة ممسكاً بيدها وانتظرت الموت. كان أكثر الأيام رعباً في حياتي". وصدر في تايوانواليابان والفيليبين تحذير من احتمال وقوع هزات ارتدادية بعد الزلزال. وانقطع التيار الكهربائي والماء وخطوط الهاتف عن اكثر من 4،6 ملايين منزل، وأغلقت المدارس والبنوك والمحلات التجارية أبوابها كما أغلق السوق المالي واضطرت ثلاثة خطوط نقل ضخمة في تايبه الى التوقف عن العمل. ومن بين المناطق الأكثر تضررا بالزلزال مقاطعة نانتو الجبلية وسط تايوان التي لا يقطنها سوى عدد قليل من السكان، وكذلك مقاطعة تشايي قرب تايبه. وأصيب ضاحية هسين تشوانغ التي يسكنها الأغنياء في العاصمة بأضرار جسيمة وكذلك بلدة يوانلي في مقاطعة تشانغهوا وسط البلاد. وطالب الرئيس لي تونغ هوي الشعب بالتزام الهدوء. بينما أعلن رئيس الوزراء فنسنت شاو تشكيل قوة طوارئ للعمل على تنسيق عمليات الاغاثة. وأذاع الراديو نداءات من أجل التبرع بالمال والملابس ومياه الشرب وحاويات التبريد لحفظ الجثث. ويذكر ان تايوان تقع على حزام الزلازل في منطقة المحيط الهادي وهو يشمل جزر اليوتيان واليابان والفيليبين ونيوزيلاندا وتشيلي والولايات المتحدة. والمعروف ان ثلثي الزلازل التي تضرب العالم تحدث في هذه المناطق. وحسب وكالة أنباء سينخوا فان أقوى زلزال ضرب تايوان كان عام 1935، وقضى على 31185 شخصاًعندما تعرضت مدينة تايهوكو للدمار الشامل. وكان زلزال بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر وقع قبالة الساحل الشرقي من الجزيرة عام 1963 وأسفر عن قتل 18 شخصاً. كما ضرب زلزال بقوة 3.7 درجات مدينة تايدونغ جنوب شرقي تايوان عام 1951 وأسفر عن مقتل 353 شخصاً. أما مدينة بولي التي كانت مركز الزلزال الذي ضرب تايوان صباح أمس فتعرضت لأربعة زلازل بين آب اغسطس 1919 وشباط فبراير 1920. ويذكر ان تايوان تتعرض لحوالي ثلاثة آلاف زلزال كل عام، غير أن معظمها يحدث قبالة الساحل الشرقي ونادراً ما توقع أضراراً جسيمة.