"النظام العالمي" مصطلح سياسي يعبّر عن توازنات قوى دولية اكثر من تعبيره عن قواعد يمليها عقل أو منطق أو حتى رؤية ثقافية. والنظم التي فرضها الغرب منذ صعوده هي في المقام الاول وسائل تتيح لطرف ان يستغل الآخر بشكل مقنن لا يضطر فيه الى استخدام القوة - أو حتى التهديد باستخدامها - لأن تسوية النزاعات بالقوة تعكس عجز النظام عن تنظيم العلاقات بين اطرافه بشكل مستقر. وهذه الطبيعة اتسمت بها السياسة العالمية منذ بدأت ازمة الاسواق وما تبعها من عمليات احتلال عسكري واسعة قام بها الغرب في فترة الاستعمار، ويعود ذلك الى بنية الثقافة الغربية وطبيعتها المادية التي بدأت من "السوق" لتنتهي الى ابادة "الآخر"، أيّ آخر. ومن البديهي ان العالم لا يستغني عن نظام عالمي - عادلاً كان أم ظالماً - فالخلافات والصراعات في مختلف اشكالها لا بد لها من قاعدة للحل، وكل تحكيم بين متنازعين يحتاج الى قانون وقاض، ولكي يقبل المتنازعون حكم القانون يجب ان يؤمنوا بعدالته أو يعجزوا عن رفضه. ولما كان الوصول الى قانون للتعايش الدولي تؤمن بعدالته القوى العالمية - فضلا عن كل امم الارض - امراً مستحيلا، فإن انتصار وجهة نظر بعينها، أو في أفضل تقدير إمكان التوفيق بين اكثر من وجهة نظر في صياغة وسط، يكون هو الحل الممكن. ولأمتنا تجربة تاريخية مشرفة كانت فيها هي مركز العالم واستُلهم من منهجها نظامٌ عالمي أتاح للغرب أن يخرج من تخلفه وأن يصبح مركز العالم. واذا كان التغني بالامجاد مرضاً نحاول الافلات منه، فإن فقدان الذاكرة الحضارية هو موت لعقل الأمة وروحها، وبين هذين حل وسط نميل اليه. فلم توجد في التاريخ الانساني تجربة استطاعت حل مشكلة "الآخر" كما حلها الاسلام. وإذا كانت هذه هي مشكلة الواقع السياسي العالمي الاكثر تعقيدا، فإن لدينا ما يمكن ان نقدمه كرسالة نحملها اولا وكحل تحتاج اليه الامم المستضعفة. ويغلب على الدراسات التي تناولت النظام العالمي وآلياته ومنطلقاته البدء من افتراض حتمية البقاء داخل النظام العالمي ثم الانتقال من هذه الفرضية، معلنةً كانت أو مضمرة، الى حساب تبعات البقاء: فالغات مثلا كقاعدة جديدة لحكم العلاقات الاقتصادية تعني كذا وكذا من الخسائر، وكذلك محاولة عولمة المفهوم الغربي لحقوق الانسان، الى آخر اجراءات النظام، ثم يقوم المتخصصون بتجميع هذه البنود في رقم اجمالي يمثل "الفاتورة" التي تدفعها الأمة مقابل البقاء. والغريب أن احداً لم يقدم لنا كشف حساب بالمكاسب المترتبة على بقائنا داخل النظام، ولم يتم حتى الآن التفكير في "الفرض المستبعد" وهو خروجنا من هذا النظام لا الدعوة الى انشاء نظام اكثر عدلا. من الإنصاف الاقرار بأن موازين القوة ليست في مصلحة الامة العربية، لكن تلك الموازين ليست المعيار الوحيد للتقويم، كما أن العرب - منفردين- ليسوا الاقوى لكنهم قد يكونون من بين القوى الكبيرة، كما ان مفهوم القوى لا يقتصر فقط على القوة العسكرية والاقتصادية، فالبشر والتاريخ والموقع الجغرافي والثقافة هي ارقام مهمة في موازين القوى، ومن الحكمة ان نختار الميدان الذي نحسن الحرب فيه لا ان نُستدرج الى حيث يريدون. وإذا كان الخصم سيحاول ايضا جرنا الى الميدان الذي يحسن الحرب فيه فإنه على الاقل سيصبح مضطراً هو الآخر الى الحرب على جبهة لا يُحسن الحرب فيها. وقبل الحديث عن إمكان الخروج نقوم بمحاولة لتوصيف الاوضاع القائمة واستنتاج اتجاهات التطور المحتملة. فثمة تمايزات رئيسية على الساحة العالمية ينبغي الانتباه اليها، فهناك مجموعة من الثقافات المختلفة يطلق عليها مجتمعة "الثقافة الغربية" وبشيء من التدقيق تتضح ملامح كيانات متعددة مرشحة لأن تكون كيانات متنافسة، إن لم تصبح متصارعة. فالثقافات: الفرنسية والانكلوسكسونية والجرمانية وايضا الثقافة الروسية العائدة الى حضن الغرب بعد قطيعة موقتة، كل هذه الثقافات تختلف في جذورها وطبيعتها قليلا أو كثيرا، كما ان للعامل الديني دوره في تعميق هذا التمايز اكثر واكثر. ففرنسا الكاثوليكية ليست روسيا الارثوذكسية. وحال الإحياء الديني العالمية العابرة للقارات والقوميات سيكون لها دور في تأكيد هذا التمايز، يضاف الى ذلك ان زوال الخطر الشيوعي عن اوروبا سيجعلها تعطي اولوية للشؤون الاقتصادية، ما يدفعها بعيدا عن اميركا لترتبط باتجاه حركة النمو الاقتصادي، فتكون شرق آسيا وجهتها الاكثر احتمالا بعد ان اصبحت في غير حاجة الى حليف عسكري. وعند الحديث عن الواقع وعن ملامح المستقبل لا بد أن تكون لنا وقفة مع شرق اسيا، هذه المنطقة الزاخرة اقتصادياً وحضارياً وسكانيا، فالحضارات الرئيسة فيها، الهندية والصينية واليابانية هي حضارات غير معادية للاخر - باستثناء الحضارة الهندية ولظروف خاصة لا مجال للخوض فيها هنا - كما انها حضارات سكونية لا تسعى الى السيطرة على العالم ولا تعتبر نفسها مبشرة بنموذج حضاري أو عقائدي تسعى الى فرضه وهو ما يجعل احتمال تحولها الى قوة استعمارية بديلة امراً مستبعدا ورغم ان حدود العلاقة التي يمكن اقامتها مع هذه الحضارات ليست موضوع هذا المقال، فان التقويم المبدئي يتراوح بين التحالف الموقت والتعاون الوثيق. يمثل الظرف السياسي الذي يحيط بنا حائلا دون التفكير الهادئ والتأمل المتأني. فليس اصعب من العمل في ظل انهيار امبراطورية، خصوصاً اذا كانت هذه الامبراطورية في حجم وشراسة وصلف الولاياتالمتحدة الاميركية، فالنمر الجريح لا يقبل الا خضوع الاخرين ولا يملك ترف البحث عن بدائل تغنيه عن البطش بالمتمردين على سلطته. ويعكس انهيار الولاياتالمتحدة الذي أعتبره بدأ فعلاً خطأ المفهوم القائل بضرورة احراز قوة عسكرية تكفي لتدمير الاخرين، فهذا سبب رئيسي لما تمر به اميركا الآن. وعلى رغم أن هذا الصراع قضى على الاتحاد السوفياتي بأسرع مما يقضي على الولاياتالمتحدة، فإن اللاعبين الجدد على ساحة الصراع التقني أهم ما في الصناعات العسكرية المتقدمة يعلمون جيدا انه كان من اسباب انتهاء الصراع الاميركي - السوفياتي، وفات الأمة العربية ان تسير في هذا الطريق الذي كان كفيلاً بتغيير موقعها على خريطة العالم. والحق ان الطريقة التي انتهى بها النظام العالمي الثنائي القطبية جعل الولاياتالمتحدة تحاول حشد تحالف دولي يستهدف حراسة تخلف امم الجنوب بسيف من نار حتى لا تتمكن من فك قيود الأسر واولها التخلف التقني. وتبدأ عملية تحديد ملامح أي نظام من تحديد اهدافه. فكل نظام يقوم لتحقيق مجموعة من الاهداف بأعلى كفاءة ممكنة. وكلما كان النظام صريحاً في اعلان اهدافه الحقيقية اختفت شكاوى الكيل بمكيالين والتحيز وفرض المفاهيم. أما عندما يكون المضمر اكثر من المعلن، فإن النظام يصبح - في حد ذاته - سبباً في تفجير الصراع. واذا كانت عملية صياغة نظام عالمي جديد تتوالى فصولها في ظل فراغ ايديولوجي عالمي وإحياء ديني عابر للقارات والقوميات، فإن الصراع يصبح بديلاً مرشحا اكثر من غيره من أشكال التفاعل. فكما يقول صموئيل هنتنغتون: "من الممكن ان تكون نصف بريطاني، نصف فرنسي ولكن من المستحيل ان تكون نصف مسيحي نصف مسلم". وإذا كان المشروع العلماني الغربي في اكثر التقديرات تفاؤلاً يمر بأزمة عميقة، فإنه حسب تقديرات اقل تفاؤلاً تصدّع فعلاً من الداخل، وما يصدر عنه من صيحات ما بعد الحداثة ليس صيحات الجيش المنتصر بل أنات المحتضر، والصعود الهائل للمسيحية الذي شهده الغرب في اثناء انهيار المنظومة الاشتراكية سيكون رقماً ضخما في معادلة المستقبل. واذا كانت الديباجات المسيحية تظهر وتختفي في الخطاب السياسي للغرب، فإن ظهورها اكثر في المستقبل قد يكون محتماً ومستحيلا في آن واحد. محتم لأنه تعبير عن واقع سياسي لا يمكن تجاهله ومستحيل لأنه يصادف مناخاً عالميا مستعدا لأقصى درجة للاستقطاب الديني، ونماذج ايران وافغانستان والبوسنة تشكل هاجسا لا يمكن تجاهله، كما ان الصحوة الاسلامية بتشكيلاتها الواسعة وجماهيريتها الساحقة تدفع الغرب اكثر واكثر الى محاولة تأكيد علمانيته في ظرف هو بلا شك شديد الصعوبة. وكما هي العادة دائما تبدأ صيحات الانذار من المفكرين ذوي البصيرة القادرة على رؤية المستقبل البعيد، وتشكل دراسة صموئيل هنتنغتون صيحة من هذا النوع، فهو يحذر من صدام حضارات ويقسم العالم الى تشكيلات حضارية رئيسية ويتوقع صداماً وتحالفا بين بعضها. وهذا السيناريو المتصور يبدأ من مقدمة صحيحة لكنه ينتهي الى نتيجة غير حتمية على الاطلاق، لا يحتمها المنطق بل يحتمها التحيز المسبق الكامن وراء منهج هنتنغتون فهو ابن حضارة أرست قاعدة "ويل للمغلوب" في جولات صراعها مع الغير، لذا فانه يتوقع ان تتصادم كتل بشرية ضخمة يكون دافع كل منها للصراع "حضاريا" وهو اعتراف شديد الاهمية بدور البعد الديني في واقع العالم الغربي وغير الغربي. واذا كنا نحاول تلمس البدائل، فإن نمط النظام العالمي الذي اعتاد الغرب فرضه يجب ان يتغير، فليس حتما ان يكون هناك نظام عالمي واحد، ولا ضرورياً ان يكون له مركز جغرافي واحد، ولا مقبولاً ان يضبط أداءه اطار نظري ومفهومي واحد. فالاسلام ارسى قاعدة حتمية هي اختلاف البشر، وجعل الهدف من هذه التعددية التعارف لا التصارع، كما ان سنّة الله الكونية في ذلك ان يكون التدافع قانوناً دائما يحكم حياة البشر وحركتهم. وهذه اللمحات السريعة حول الروح التي تحكم وضع تصور للنظام العالمي واختلاف الحضارات في فهمها وتصورها مدخل مناسب للحديث عن بديل. فإذا كان ثمة تفهم في بعض الدوائر الثقافية في الغرب لوجود تمايز حضاري وبأن العالم مكون من مجموعات حضارية متعددة، فلماذا لا يستبدل حتمية الصراع بإمكان التعاون؟ ولماذا لا تطرح فكرة وجود انظمة عالمية متعددة؟ خصوصاً في ظل عمليات التحالف الضخمة التي تتم عبر النصف الشمالي للكرة الارضية وايضا في شرقها، ووفق هذا يمكن ان يكون هناك نظام يضم شاطئ الاطلسي وآخر محيطه دائرة ثقافة الكانغي، ورابع في المحيط الاسلامي… وهكذا. وليس من شك في ان كلفة الخروج من النظام العالمي الذي بدأت عملية تشكيله ليست قليلة، كما انها تختلف نوعياً عن تبعات البقاء داخل هذا النظام، فالكرامة لا تقاس بأي كلفة اقتصادية او سياسية أو عسكرية يمكن ان تتحملها الامة مقابل بقائها، وعلى العلماء والاكاديميين ان يبحثوا، كل في مجال تخصصه، عن بدائل لفكرة البقاء وان يحاولوا تقديم كشف حساب متوقع. وغني عن البيان ان أمتنا ليست المتضرر الوحيد من هذه المنظومة الظالمة ومن ثم فإن فرصة تكوين حلف عالمي من امم الجنوب، غنيها وفقيرها، لتكون جبهة تحاول ان تطرح تصورا - او تصورات - بديلة، امر وارد تماما خصوصا ان في ثقافات الجنوب رؤى للذات والاخر والكون تصلح لتكون اساسا لنظام عالمي اكثر عدلاً، او، حسبما تهدف هذه الرؤية، لنظم عالمية متعددة تستوعب التمايزات الحضارية وتحولها الى رصيد يمكن الاعتماد عليه لبناء عالم يحترم اعضاؤه ما بينهم وبين الاخرين من خلاف. واذا كنا - نحن العرب - من اكثر امم العالم تضرراً من المنظومات العالمية التي فرضها الغرب فإن دوراً طليعيا في مسيرة كهذه يصبح عبئاً على أكتافنا اكثر من غيرنا، وفي تراثنا الذي أغناه الاسلام الكثير الذي يمكن ان نقدمه، واذا كان قد فاتنا حتى الآن ان نغتنم فرصة تاريخية قلما تتكرر هي حقبة الازدهار النفطي لبناء مشروع تنموي نخرج به من دائرة التخلف والفقر، فينبغي ألا تفوتنا فرصة اخرى تاريخية يمكن ان نقدم فيها مشروعاً حضاريا يكون صوتاً للجنوب "المستضعف" في مواجهة الشمال "المستكبر"، فحال الفراغ الايدلوجي التي خلفتها انهيارات عدة اهمها انهيار الاتحاد السوفياتي، تفتح امامنا باباً حقيقياً لقيادة امم وقعت، ولزمن طويل، فريسة احتلال واستغلال واستتباع ثقافي قضى على ثرواتها ويوشك ان يقضي على هويتها. واذا كان ثمة مثال يوضح المقال فهو المثال الاكثر حضورا والاكثر مرارة: قضية فلسطين التي عشنا عقوداً طويلة نسعى الى حلها من خلال الشرعية الدولية، غافلين عن مفاهيم سياسية وحضارية كامنة وراء مؤسسات وآليات هذه الشرعية الدولية. وهي مفاهيم لا يمكن ان تفرز نقيضها. فالنموذج الاستيطاني الإحلالي الذي يجسده الكيان الصهيوني يعتبر اعلى درجات تجلي النموذج الغربي، كما تعتبر انجح عملية قام بها الغرب ضد الامة العربية اذا قيست بالنتائج التي تمخضت عن الحروب الصليبية وعمليات الاستعمار الواسعة التي لم تستطع ان تبني كياناً سياسيا يماثل هذه الدولة، وكان حتمياً على العرب ان يفكروا مبكرا في التأسيس لعالمية جديدة كتلك التي أرسى قواعدها الرسول صلى الله عليه وسلم في واقع عالمي لا يختلف عن الواقع الحالي كثيرا وإن كان التكثيف التقني صبغ نظرتنا الى العالم بصبغة مادية تناقض روح حضارتنا. بقي ان نشير الى ان أبنية عدة تحتاج الى اعادة النظر وفق هذه الدعوى التي يترتب عليها بالضرورة آثار اقتصادية وسياسية، وهي تشكل تحدياً حضارياً سيشحذ قدراتنا على إبداع بدائل اقتصادية وسياسية وتقنية تستهدف في المقام الاول تحقيق اكتفاء ذاتي نسبي يمكننا من التعامل مع الكتل الحضارية الاكثر تقدماً من موقع مختلف، فالتقنيات البيئية يمكن ان تقدم لنا رصيدا هائلا من البدائل التي تغنينا عن استيراد منتجات يفرضها السياق الحضاري الذي نرتضي العيش فيه اكثر مما تفرضها الحاجات الاساسية. كما لا يغيب عن الذهن ان ثمة تجارب تنموية كان مسرحها الجنوب نجحت من خلال بدائل وطنية ورؤى تنموية تعتمد اساسا على الموروث الثقافي المحلي، واستطاعت كسر حصار حديدي فرضه الغرب على التنقنيات المتقدمة، بل استطاعت ان تحتل مكان الاولية في ساحة الصراع الاقتصادي مؤكدة بذلك ان التخلف هو حال شرطية يمكن الفكاك منها ببدائل عدة، وان الطريق الذي سلكه الغرب في التنمية ليس السبيل الوحيد، وعلى صناع السياسات ان يفكروا بجدية في إمكان اقامة احلاف اقتصادية جنوبية - جنوبية تنقل مركز الفعل والتأثير والتقدم خارج الغرب. وكل تفكير في محاولة لتغيير الواقع لا مفر من ان يبدأ من حقيقة تخلفنا ومن اهمية التقنية، ليس فقط لحل مشكلاتنا الاقتصادية ولكن للحفاظ على وجودنا وكرامتنا، فلا يمكن أن يتحقق الامن القومي لأمة من دون احراز قدر كاف من التقنية لحمايته، وتزداد اهميتها بالنسبة الى امتنا التي يفصل شرقها عن غربها عدو مدجج بأحدث الاسلحة، وليس صعبا التمكن من الوصول الى توافق بين ما نملك وما نريد. لكن التقنية تحولت في وعينا الى طائر خرافي يستحيل قهره، ومن الحكمة الاقرار بأنها تملك ما يشبه السحر، ولكن، وكما قرر القرآن، "ولا يفلح الساحر حيث أتى..."، وسنن الله الكونية فيها من القوانين التي اثبتت التجارب قدرتها الفائقة على مواجهة أفانين الساحر الغربي، ما يعتبر رصيداً ينبغي علينا تثمينه والافادة منه وملحمة البطولة التي تترى فصولها على ارض الجنوب اللبناني تؤكد ان المقاومة إرادة اولاً واخيراً، وان الذي يرمي حجراً ليرفع عن نفسه ظلماً يكون كما قال تعالى: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". لنرمِ سهامنا ولنترك التسديد والاصابة على الله، غير غافلين عن ضرورة احراز كل وسائل القوة الممكنة، فنحن مأمورون بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة لا أن نستجدي منهم شروطاً أفضل للاستسلام. * كاتب مصري.