في تطور سريع ومتلاحق للأزمة الكبرى التي تعيشها كرة القدم المصرية التي بدأت بالخسارة القاسية امام السعودية في بطولة القارات واستقالة اتحاد اللعبة، عين الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيساً جديداً لاتحاد الكرة. على صعيد اخر، قدم الجهاز الفني للمنتخب بقيادة محمود الجوهري استقالتة. واكد الجوهري ان امر الاستقالة متروك لمجلس الادارة الجديد الذي سيتولي شؤون الكرة خلفاً لمجلس سمير زاهر، وانه على استعداد لاستكمال المسيرة اذا ما رغب المجلس الجديد، خصوصاً وان المنتخب أمامه ارتباط رسمي ومهم خلال الفترة المقبلة يتمثل في مواجهة ايران على الكأس الافرواسيوية. ويقام لقاء الذهاب في طهران في 27 تشرين الاول اكتوبر المقبل، ولقاء الاياب في القاهرة في 17 تشرين الثاني نوفمبر، اضافة الى نهائيات كأس الامم الافريقية التي تستضيفها نيجيريا وغانا معا في مطلع العام المقبل ويدافع فيها المنتخب عن لقبه. وفي الوقت الذي استقبلت فيه جماهير الكرة المصرية نبأ استقالة اتحاد الكرة والجهاز الفني بسعادة وارتياح فإن لاعبي المنتخب حزنوا بشدة لاستقالة الجوهري مؤكدين أنه لا يتحمل أي جزء من مسؤولية ما حدث في بطولة القارات، وأصروا على ان الحكم الباراغوني اوبالرو اكينو هو المسؤول الاوحد عن الهزيمة الثقيلة. الجوهري... أشهر مشهور بلا جدال يعد محمود الجوهري هو اشهر مشهور في تاريخ الكرة المصرية خصوصاً في مجال التدريب وتحديداً مع المنتخب، وقد كان اكثر المدربين الذين اثاروا جدلاً في الشارع الكروي المصري على مدار اكثر من 10 سنوات وهو من اشهر المدربين العرب على الاطلاق. بدأ الجوهري مشواره الكروي في النادي الاهلي ناشئاً وخدمه الحظ كثيراً في الظهور الاول مع جيل الافذاذ امثال صالح سليم والضظوي وحلمي ابو المعاطي وغيرهم بعد ان حل بديلاً للنجم والهداف القديم احمد مكاوي الذي اعتزل في عز نجوميته اثر حادث دراجة نارية. ولعب الجوهري اول مباراة رسمية له عام 1956، ثم شارك في اول انجازات الكرة المصرية بالفوز بكأس الامم الافريقية عام 1957 واحرز 4 أهداف في مرمى السودان في المبارة النهائية. واضطر الجوهري للاعتزال وهو في قمة العطاء والشهرة بعد ان تعددت اصاباته في الركبة التي اجرى فيها عدة عمليات جراحية... وبعد اعتزاله عام 1966 استمر مع الاهلي ودرب فريق الاشبال ثم فريق الامل الذي كان يضم وقتها الخطيب واكرامي ومصطفى يونس ومصطفى عبده وغيرهم عام 1972. وسافر الجوهري الى السعودية حيث عمل مدرباً لفريق اتحاد جدة مع الخبير الالماني ديسر سمر الذي استفاد منه الجوهري كثيراً في مجال التدريب... وفي عام 1981 عاد الى القاهرة مرة اخرى ودرب الفريق الاول بالنادي الاهلي وقاده لاحراز اول بطولة افريقية في تاريخه عام 1982. وقاد الجوهري مجموعة من الناشئين للفوز على الزمالك 3-2 في اكبر مفاجآت الكرة المصرية وبات الجوهري المعشوق الاول لانصار الفانلة الحمراء. ومرة اخرى ترك الجوهري الاهلي وسافر الى الامارات لتدريب نادي الشارقة... وعاد عام 1988 ليقود المنتخب، ونجح في تحقيق اعظم انجازات الكرة المصرية في العصر الحديث بعد ان قادها الي نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990 بعد غياب دام 56 عاماً. وصار اول مدرب وطني يحقق هذا الانجار، وبعد ان قاد مصر الي التعادل مع هولندا 1-1 وايرلندا بدون اهداف خسر من انكلترا صفر-1 وودع منتخبه البطولة. واقيل الجوهري من منصبه بعد الهزيمة الودية الثقيلة التي تعرض لها المنتخب امام اليونان 6-صفر في اب اغسطس عام 1990 في اثينا. وبقرار جمهوري عاد الجوهري لقيادة المنتخب في تشرين الاول اكتوبر عام 1991 بعد هزيمة المنتخب الاولمبي على يد الالماني ديتريش فايتسا في دورة الالعاب الافريقية الخامسة بالقاهرة، واستمر في منصبه حتى عام 1994 واستقال بعد ان فشل في قيادة مصر الى نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة. واللافت ان الجوهري قاد الزمالك الغريم اللدود للاهلي ونجح في الثأر لنفسه من ناديه السابق بالفوز عليه مرتين: في كأس السوبر الافريقية في جنوب افريقيا 1-صفر، وفي الدوري المحلي 2-صفر. وفي عام 1997 قام سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المستقيل، باستدعاء الجوهري لانقاذ المنتخب بعد الهزة التي تعرض لها في تصفيات كأس الامم الافريقية وكأس العالم على يد الثنائي فاروق جعفر والخطيب، وعاد من سلطنة عمان حيث كان يعمل مديراً فنياً لمنتخبها ، وقاد مصر الى النهائيات الافريقية، لكنه فشل في قيادتها الى مونديال فرنسا 1998 بعد الهزيمة التاريخية من ليبيريا 1-صفر. وفي عام 1998 حقق الجوهري لمصر انجازاً رائعاً باحراز كأس افريقيا في بوركينافاسو، ليكون اول افريقي يحرز ذهبية البطولة لاعباً ومدرباً، وهو الانجاز الذي اهل مصر للمشاركة في بطولة القارات التي وضعت نهاية درامية للجوهري ومنتخب مصر.