يعقد مجلس الشورى الايراني اليوم الاربعاء، جلسة سرية لمناقشة قانون الانتخابات العامة، يحضرها اعضاء في مجلس صيانة الدستور ووزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري، اضافة الى قانونيين مستقلين. توقعت اوساط سياسية ايرانية ان تكون جلسة مجلس الشورى الايراني لمناقشة قانون الانتخابات العامة حافلة بالخلافات بين الاصلاحيين الذين لا يرون حاجة الى تعديل القانون الانتخابي وبين المحافظين الذين يريدون ايجاد موانع قانونية تحول دون وصول الشخصيات الاصلاحية الى البرلمان في انتخابات الدورة السادسة لمجلس الشورى المقرر اجراؤها مطلع العام المقبل. وفي اطار الصراع القائم بين الاصلاحيين والمتشددين، اعدّ القضاء الايراني مسودة لائحة قانونية جديدة خاصة بالجرائم السياسية، ستقدم الى مجلس الشورى للمصادقة عليها مطلع الشهر المقبل، وتؤكد هذه اللائحة على ان اي عمل يؤدي بصورة مباشرة او غير مباشرة الى الاخلال بالمصلحة العامة للدولة، يعد جريمة سياسية. وتنص اللائحة ايضاً على اعتبار نشر الاكاذيب والادلاء بالتصريحات غير المسؤولة جرائم سياسية يعاقب عليها القانون. وتشمل قوانين الجرائم السياسية الافراد والاحزاب والمؤسسات السياسية والمهنية والصحف ووكالات الانباء الداخلية والخارجية وغيرها من المؤسسات المدنية والعسكرية. وستكون هذه الخطوة في حال صادق عليها البرلمان ومجلس صيانة الدستور، اول اجراء قانوني يحد من الاتهامات المتبادلة التي تشهدها الساحة السياسية الايرانية منذ ان تسلم الرئيس محمد خاتمي مقاليد السلطة في البلاد. وعلى خلفية تبادل الاتهامات بين الجناحين الاصلاحي والمتشدد، اعتقلت السلطات الايرانية علي توكلي عضو اللجنة المركزية في الاتحاد الاسلامي للطلبة الجامعيين. ويبدو ان القضاء في صدد توجيه تهمة الى توكلي الطالب في جامعة طهران تتعلق بدوره في تنظيم التظاهرات الطلابية، وما نجم عنها من اعمال عنف منتصف تموز يوليو الماضي. مناورات في طهران الى ذلك، افادت مصادر عسكرية رسمية في طهران ا ف ب ان من المقرر ان تنظم ميليشيات "باسيج" الثورية متطوعون اسلاميون اليوم وغداً، مناورات عسكرية كبيرة على التلال في شمال شرقي طهران. ويفترض ان يشارك 50 الف عنصر في هذه المناورات التي ستجرى في موقع المناورات الكبير التابع للحرس الثوري باسدران في المنطقة. وأفيد ان ترتيبات لوجستية كبيرة اتخذت في الايام الاخيرة ونشرت اسلحة خفيفة وشبه ثقيلة في شمال شرقي طهران حيث حولت مئات الخيم التلال في هذه المنطقة الجبلية الى معسكر ضخم. وتهدف هذه المناورات التي تحمل اسم "فدائيو الامام" الى "احباط مؤامرات اعداء الثورة الاسلامية". ونقلت صحيفة "ايران" الحكومية عن الجنرال محمد حجازي قائد قوات المتطوعين ان الهدف من هذه المناورات اظهار "قوة الباسيج وعزمهم على الدفاع عن الثورة". وأوضحت المصادر ذاتها ان عمليات كوماندوس للافراج عن رهائن محتملين وعمليات انزال بالمظلات وغيرها ستتخلل المناورات التي تستمر يومين. وهذه المناورات الاولى التي تنظم في منطقة طهران. وتأتي بعد اسابيع قليلة على تدخل الميليشيات الاسلامية بقوة لوضع حد لتظاهرات الطلاب والاضطرابات التي شهدتها احياء عدة من طهران. وهذه الميليشيات قوة شبه عسكرية انشئت بامر من الامام الخميني في بداية الحرب الايرانية - العراقية لتنظيم مقاومة شعبية في مواجهة هجمات القوات العراقية ولطردها من المدن الايرانيةالمحتلة في المحافظات الغربية للبلاد. وكان مؤسس الجمهورية الاسلامية يهدف الى تشكيل ميليشيات شعبية تضم حوالي 20 مليون عنصر. لكن هذه الميليشيات تؤكد حالياً ان عدد عناصرها يصل الى خمسة ملايين في كافة انحاء البلاد.