رقصة ، التانغو، المستمرة، بين الشمس، والأرض، والقمر، أجدر أن تثير، دهشتنا. وظهور الشمس كل صباح من الجهة الشرقية، لكل جغرافياً بشرية، واطلالة القمر كل مساء على أركان الأرض المظلمة، أحرى أن يثير اعجابنا. لكن "العادة" تبدد الدهشة، والتعود يصنع "الغفلة"، والروتين يحجب "الحقيقة"، والألفة، تخلق "الجحود" و"الانكار" * تدور الأرض… حول نفسها * وتدور الأرض حول الشمس * ويدور القمر… حول الأرض * وجميعهم في فلك… يسبحون وتتشابك، الأيادي… والأقدام… والمواقع… والظلال، وتتلاقى في نظام، وتوقيت دقيق، يجعلنا قادرين على التنبؤ الحاسم، لملايين السنين المقبلة. * ويحدث، في وقت، معروف الزمان، محدد المكان، أن يتطفل القمر بين الشمس المهيبة، والأرض الحالمة، فتغرق هذه الزيتونة الصغيرة في ظل عملاق كبير، فتتسع أحداقنا… الغبية… دهشة، ونفتح أفواهنا… البليدة استغراباً، ونبدو، جميعاً، مثل الصعيدي الذي رأى المصباح الكهربائي، للمرة الاولى، ومثل الطفل الذي يشاهد الألعاب النارية للمرة الأولى، ومثل العبد الضعيف، عندما يأكل، الأيسكريم، شوكولاته، وفانيلا، أو يرى وجهاً جميلاً، في كل مرة. * ومع ذلك، فمن حق الأرض، وساكنيها، أن يعبروا عن دهشتهم، عندما يشاؤون، وبالطريقة التي يختارونها، خصوصاً وأننا أصبحنا، متبلدين، متجمدين، لا شيء يثير دهشتنا، أو يبعث فضولنا، أو يحرك الدماء في عروقنا. * الكسوف المدهش، هو حركة نظامية، تبدو، وكأنها خروج على النظام، تماماً، كما يدهشك، المحاسب القانوني، الذي ، يوفر عليك مدفوعات ضريبية كبيرة، باستخدام "النظام" - ضد النظام. * والكسوف المعجز، يثبت القاعدة الكونية على نحوٍ يبدو كما لو كان استثناء منها. * هذا "التناقض" الظاهر، يثبت، الانسجام، وهذا الشذوذ، البادي يؤكد الانتظام، وهذا "اللاضير" الطافي يظهر الضد المتأصل في الأشياء. * الضد… يثبت نقيضه… ولا ينفيه * والاستثناء… يؤكد… القاعدة… ولا يلغيها * الفرع… يظهر… "الأصل"… ويكون… أدل عليه… من نفسه، وأفصح… في التعبير… عنه… من نطقه، وأقدر، في الدلالة. * رقصة "التانغو" الكونية… المثيرة، على أنغام "قوانين"… مرهفة… دقيقة تدعونا… كل لحظة، الى نفض الغبار، عن قدرتنا على الاندهاش، والانبهار فنرى "النظام" في "الفوضى" ونرى "الفوضى" في "النظام" ونتعرف، وراء ذلك، وقبله، ومعه… على، العظيم، مبدع ذلك كله. * سبحان… الذي أبدع الأكوان، وقدر الأقدار، وخلق "الدهشة" وأراد لها… أن تظهر… وأن تغيب.