رأى خبراء في منطقة القوقاز ان العدد الكبير من الاقليات القومية والدينية الى جانب الفقر المدقع في داغستان يجعل من هذه الجمهورية "قنبلة موقوتة" تشبه جمهورية الشيشان الانفصالية المجاورة لها. وبلغ التوتر ذروته في داغستان باعلان "دولة اسلامية" في مناطقها المحاذية للحدود مع الشيشان، بقيادة الزعيم الشيشاني شامل باسايف والمقاتل الاردني الملقب "خطاب". موسكو - أ ف ب - تشهد جمهورية داغستان القوقازية منذ اشهر توترا متزايدا، بلغ ذروته باعلان مجموعات اسلامية اقامة دولة اسلامية مستقلة اول امس وتوجيهها دعوة الى الجهاد ضد الروس. وتشكل هذه الجمهورية في الاتحاد الروسي منطقة ترتدي اهمية استراتيجية اذ يعبرها انبوب للنفط يربط بحر قزوين بساحل روسيا على البحر الاسود. وتبلغ مساحة "بلاد الجبال" هذه 50300 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة يعيش اكثر من ربعهم في العاصمة محج قلعة. ويشكل الروس 10 في المئة من سكان داغستان وغالبيتهم من المسلمين. وتضم الجمهورية اكثر من ثلاثين اقلية قومية تنطق بعشرين لغة قوقازية محكية. ورأى الخبراء في منطقة القوقاز ان العدد الكبير للاقليات القومية والدينية في هذه الجمهورية يجعل منها "قنبلة موقوتة" تشبه جمهورية الشيشان الانفصالية المجاورة لها. وداغستان هي احدى المناطق الاكثر فقرا في روسيا، اذ يعيش بين 40 و80 في المئة من سكانها تحت عتبة الفقر. وتبلغ نسبة البطالة الدائمة فيها 20 في المئة من قوة العمل ولكنها تطاول 56 في المئة من الشباب. ومعظم الوظائف موسمية. وتشكل الزراعة المورد الرئيسي للجمهورية التي تتمتع بمناخ ملائم كان يسمح لها في عهد السوفيات بتلبية احتياجاتها وحتى ارسال اموال الى موسكو. لكن هذا القطاع انهار بسبب غياب العناية به. ولم تعد الصناعة الغذائية البالية تعمل. والمجالان اللذان حافظا الى حد ما على وضعهما هما صيد السمك في بحر قزوين وزراعة العنب. ورسميا، يعمل اقتصاد الجمهورية بنسبة اقل ب 30 في المئة من قدرتها، فيما تأتي 87 في المئة من ميزانية الجمهورية من موسكو. والى جانب المشاكل المشتركة بين كل جمهوريات روسيا، تعاني داغستان من حرب الشيشان التي قطعتها عن جارتيها الاكثر ارتباطا بها وهما الشيشان واذربيجان التي كان قسم من انتاجها الزراعي يحول في مصانع داغستان. وقطعت حرب الشيشان داغستان خصوصا عن طرق المواصلات الرئيسية وهي الطريق وسكة الحديد اللذين يربطان بين روستوف وباكو اي بين الشاطئ الروسي على البحر الاسود وسواحل اذربيجان على بحر قزوين. وداغستان مثل اذربيجان تملك نفطا في البحر. لكن نقله عبر البحر الاسود بانبوب النفط الذي يمر في الاراضي الشيشانية اصبح مشكلة ايضا.