أمضى المغاربة امس يوم عطلة غير معلن وغير عادي في متابعة ظاهرة الكسوف ليس مباشرة ولكن أمام شاشات التلفزيون. وبدت شوارع العاصمة المغربية خالية من اي حركة مع البدايات الأولى للكسوف، ولزم المغاربة بيوتهم خوفاً من الانعكاسات المحتملة للظاهرة، بخاصة وان الحكومة المغربية أمرت بعطلة لفائدة العاملين في القطاعين العام والخاص بغية تفادي احتمال تعرض الرعايا لانعكاسات اشعة الشمس وقت الكسوف، وتعطلت ادارات الدولة والادارات المحلية والمؤسسات العامة. وكانت شوارع الرباط امس شبه خالية من المارة ومن وسائل النقل، بينما أغلقت المقاهي والمتاجر وباقي المرافق الاجتماعية والاقتصادية ابوابها. وتوقفت وسائل النقل العامة عن الحركة في انتظار انتهاء الكسوف. لكن عشرات المغاربة تجمعوا في خيام نصبت لمراقبة كسوف الشمس ما شكل فرصة امامهم لتتبع آخر كسوف للشمس في الألفية الثالثة. وكان المغاربة ينتظرون بلهفة كبيرة موعد الكسوف، لكن متعتهم لم تكتمل بسبب جزئية الظاهرة اولاً حيث لم يتعد احتجاب الشمس 50 في المئة اضافة الى غياب النظارات الواقية والاجهزة الخاصة بمتابعة الكسوف. ولجأ المغاربة بعد فشل كل محاولات البحث في الصيدليات والمراكز العامة عن الاجهزة الواقية من الاشعاعات الشمسية الى ابداعات شخصية مستخدمين طرقاً تقليدية لرؤية الكسوف رغم التحذيرات المتكررة بعدم المشاهدة المباشرة للظاهرة. وكان التركيز اقوى على احداث ثقب صغير في قطعة من الورق المقوى واستخدامها أعلى الرأس مع ادارة الرأس الى الشمس الوسيلة الاكثر شيوعا للرؤية المباشرة للكسوف، كذلك استخدام طرق بسيطة وتقليدية من بينها اقتناء الزجاجات التي يستخدمها اللحامون في الاقنعة الواقية. بيد ان الغالبية الساحقة اعتكفت امام اجهزة التلفزيون لمتابعة القنوات الفضائية ومتابعة وقائع الكسوف الكلي في البلدان التي عاشت هذه الظاهرة. وانطلق الكسوف في المغرب من مدينة الصويرة وسط غرب البلاد المطلة على المحيط الاطلسي في حدود الساعة الثامنة و47 دقيقة بتوقيت غرينيتش وانتهى في مدينة بوعرفة في الساعة الثامنة و58 دقيقة و28 ثانية. وكان سكان المناطق الشمالية للبلاد اكثر حظاً من نظرائهم في المدن الداخلية والجنوبية، بحيث اتسعت في تلك المناطق نسبة احتجاب الشمس ووصلت النسبة الى حدود 50 في المئة في مدينة طنجة شمال البلاد بينما لم تتعد 1،11 في المئة في مدينة الداخلية جنوب البلاد. وفي تونس أقفرت الشوارع في المدن التونسية أمس على رغم ان عدداً من العمال والموظفين وصلوا الى أماكن عملهم قبل العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي. وتسمّر الناس أمام أجهزة التلفزيون في البيوت والمقاهي لمتابعة الكسوف الذي كان جزئياً عبر المحطات الفرنسية والمحلية. وانهار الإقبال على ساحل البحر والمسابح في المناطق السياحية بسبب التحذيرات التي رددتها وسائل الاعلام طوال أيام من مخاطر التحديق في الشمس. إلا ان الحركة عادت سريعاً الى الشوارع قبل نهاية الكسوف وان حاذر الناس من رفع بصرهم الى السماء.