جاءت خاتمة مشوار موسم كرة القدم في المغرب مثيرة ودامعة في آن واحد، فبينما كان نادي الرجاء البيضاوي يعزف على أوتار الفرح لحن اللقب الرابع على التوالي الذي حصده قبل جولة واحدة من نهاية الدوري، كان نادي الدفاع الحسيني الجديدي يؤدي غالياً ثمن رقصة الفرح لانه كان هو خصم يوم الاحتفال، وخسارته عنت هبوطه الي الدرجة الثانية. وبخلاف التنافس بين مجموعة من الأندية على تحسين المراكز، كانت أربعة أندية مدعوة لجولة حاسمة لتحديد الهابطين الاثنين إلى الدرجة الثانية. طبعاً الكل كان يتكهن بأن يكون مولودية وجدة الضحية الثانية لأن استمراره ممتازاً يتطلب معجزة حقيقية. أكثر من هذا، كان نادي مولودية وجدة يلعب أمام نادي الكواكب المراكشي المحتل للمرتبة الثانية، والذي لا يمكنه أبداً المساومة في مؤهلاته الفنية الكبيرة التي جعلت منه وصيفاً للبطل باقتدار كبير. وعلى رغم ان مولودية وجدة بادر إلى التسجيل في الدقيقة 25 بواسطة لاعبه حفيظ من ركلة جزاء، إلا أن الكوكب اعلن عن غزو حقيقي توّجه بالتوقيع على أربعة أهداف سجل منها مريانة هدفان وكذا الحال بالنسبة لعبدالصمد الرياحي. هذا الفوز العريض الخامس عشر لنادي الكوكب عزز موقعه في المركز الثاني برصيد 58 نقطة، وفتح لفارس النخيل المغربي المجال لدخول منافسات كأس الاتحاد الافريقي فيما تجمد رصيد مولودية وجدة عند 24 نقطة، وكان أول النازلين إلى الدرجة الثانية. وانحصرت هوية الهابط الثاني بين الدفاع الحسيني الجديدي ورجاء بن ملال وشباب المحمدية، وقد بلغت الإثارة ذروتها عندما كانت الأندية الثلاثة تتسابق بشكل جنوني لتأمين الفوز، ذلك ان رجاء بن ملال صاحب الست وعشرين نقطة كان مطالباً بتحقيق أي نتيجة إلا الخسارة، لأنها وبكل بساطة كانت ستدفعه رأساً إلى الدرجة الثانية. هذه الخسارة تبددت نوعاً ما عندما تمكن الزنزوني من تسجيل هدف السبق لرجاء بن ملال في مدينة أغادير. وعلى نفس المنوال سار الجديدي في البيضاء، حيث بادر إلى التسجيل في مرمى الرجاء عن طريق بونوار في نصف الساعة الأولى، وبشكل متأخر افتتح طارق شهاب التسجيل لفائدة شباب المحمدية في مدينة مكناس. إلا أن الدقائق الأخيرة من عمر المباريات كانت فاصلة، إذ تمكن بوشاقور من احراز هدف الأمان لنادي شباب المحمدية... هدف عزز الفوز، وبالتالي وضع الشباب في مأمن من كل خطر إذ ارتفع رصيده من النقاط إلى 30. واقتصر الصراع على الدفاع الحسيني الجديدي ورجاء بن ملال. صحوة نادي الرجاء البيضاوي، التي هي صحوة كبرياء بطل، قلبت كل الأشياء رأساً على عقب، ذلك ان الرجاء احرز ثلاثية جميلة، إذ تمكن رزقي 48 ورضوان لحمير 83 وطلال القرقوري 86 من بلوغ مرمى الجديديين، فيما لم يتمكن الجديديون من بلوغ مرمى الرجاء إلا مرة ثانية وأخيرة بواسطة اللاعب بوشعيب في الدقيقة الأخيرة من المباراة. هذا الفوز رفع رصيد الرجاء البيضاوي إلى 62 نقطة، وجمد رصيد الدفاع الحسيني الجديدي عند 27 نقطة. وسمح هدف حسن كاي لاعب حسنية أغادير بأن يتساوى رجاء بن ملال والدفاع الحسيني الجديدي في رصيد النقاط 27 وهو ما ادى الى اللجوء الي اللائحة لتحديد الفريق الهابط. وبما أن اللوائح المنظمة للدوري المغربي تنص على اللجوء أولاً للنسبة الخاصة، أي إلى نتيجة مبارتي الذهاب والاياب للفصل بين ناديين تساويا في النقاط، فقد كانت كلمة الفصل لنادي رجاء بن ملال الذي كان قد تعادل ذهاباً بميدان الجديدة بهدف لمثله، وفاز اياباً على أرضه بهدفين لصفر. كأس المغرب على صعيد آخر، تقرر اقامة المباراة النهائية على كأس العرش بين الوداد البيضاوي والجيش الملكي الاحد المقبل على ملعب الامير عبدالله في الرباط، وكانت تأجلت في اكثر من مناسبة الى حين تفرغ الفريقين بسبب التزاماتهما القارية والمحلية.