شهد حفل استقبال اقامته وزارة الخارجية البريطانية مساء اول من امس برعاية وزير الدولة الجديد لشؤون الشرق الأوسط بيتر هين العرض الأول لفليمين وثائقيين انتجتهما دائرة المعلومات في الوزارة عن "الاسلام في بريطانيا". وجاء حفل الاستقبال اثر مؤتمر من يوم واحد عن "تشجيع الفنون الاسلامية في المملكة المتحدة" نظمته هيئة "فيزيتنغ آرتس" بالمشاركة مع "جمعية الكومنويلث الملكية". وكان المؤتمرالفعالية الأخيرة في مهرجان ثقافي فني استمر خمسة أشهر بعنوان "الاسلام في بريطانيا" شمل الكثير من الفعاليات في انحاء البلاد. وقال الوزير هين ان نشاط الوزارة يشكل "اعلانا واضحا عن عزم الحكومة البريطانية البدء بعملية ازالة سوء الفهم المتبادل وتشجيع الحوار بين الحضارتين". وأضاف ان الفيلم الأول "ينظر الى تجربة المسلمين الذين استقروا هنا، ويتفحص بعض المشاكل التي يواجهونها اليوم، فيما ينظر الفيلم الثاني الى كيفية تأثير الحضارة التي جاءوا بها على نسيج الحياة البريطانية، أي هويتنا وكيف ننظر الى انفسنا". وعبر عن ارتياحه لحماس محطات التلفزيون في انحاء العالم الاسلامي لعرض الفيلمين، وهما باللغات الثلاث، الانكليزية والعربية والاوردو. انتجت الفيلمين رومانا محمود، المسؤولة في دائرة المعلومات في وزارة الخارجية البريطانية، واخرجهما نافيد أخطار، وهما بصوت الشخصية التلفزيونية المعروفة شهناز باكرافان. واستشارت الوزارة اثناء التهيئة للفيلمين السفارات والمنظمات الاسلامية في لندن اضافة الى الباحثين. وأطلعت محطات التلفزيون في باكستان ومصر واندونيسيا وسورية على النسخ الأولية للحصول على اراء الخبراء. وعلى الرغم من ان مدة كل فيلم لا تتجاوز نصف ساعة فقد نجحا في تغطية الكثير من اوجه تاريخ ونشاطات ومساهمات مليون ونصف مليون مسلم في حياة بريطانيا. ومع النبرة الايجابية فيهما، فانهما يطرحان ايضا بعض المشاكل التي تواجه المسلمين، من بينها الخوف التاريخي من الاسلام وتناول وسائل الاعلام له القائم في معظمه على التحامل والجهل. أول مجموعة من المسلمين هاجرت الى بريطانيا كانت من البحارة اليمنيين وجاءت في سبعينات القرن الماضي. وقتل مئات من البحارة اليمنيين في الحرب العالمية الثانية اثناء مشاركتهم في عمليات الامداد البحري عبر خطوط الملاحة في شمال الأطلسي. ويعرض الفيلم الأول أشرطة مثيرة بالأبيض والأسود عن حياة الجالية اليمنية. يزور الفيلم ايضا جامع الملك فهد والمركز الاسلامي الذي افتتح اخيرا في ادنبره عاصمة اسكتلندا. أما الفيلم الثاني فيبرز تأثير الفنون الاسلامية على بريطانيا منذ القرن الماضي، كما ينظر الى المساهمات الحالية للمسلمين في الكثير من اوجه الحياة البريطانية، من الطعام الى الفنون التصويرية الى المسرح والموسيقى. وهناك في المكتبة البريطانية ما لا يقل عن 30 ألف مخطوطة اسلامية، اضافة الى 150 الف كتاب من العالم الاسلامي.