ستشهد مصر مع مطلع القرن المقبل نموذجاً مماثلاً "لهونغ كونغ" الصينية، حيث تتضافر الانشطة السياحية والصناعية والتجارية في آن واحد، وذلك من خلال إضافة منطقة العين السخنة الى خريطة السياحة والاقتصاد والاستثمار المصري. ومنطقة العين السخنة التي تقع على بعد 120 كم من القاهرة، عرفت منذ سنوات بانها مصيف اليوم الواحد او شاطئ القاهرة نظراً الى قربها من العاصمة مقارنة بمدن ساحلية اخرى مثل بورسعيد والاسكندرية. وهي تتسم بمياه البحر الصافية وسحر الجبال، متعددة الالوان، ورمال الصحراء الذهبية، بالاضافة الى الاهمية التاريخية والتي تتمثل في اديرة الرهبان العتيقة في المنطقة. ميناء العين السخنة ويأتي هذا الازدهار الذي تشهده العين السخنة مع قرب الانتهاء من الميناء الذي يخدم خليج السويس اضخم موانئ البحر الاحمر، إذ يجري العمل حالياً على قدم وساق للانتهاء من تنفيذه قبل نهاية السنة الجارية. وتكلف انشاء الميناء نحو 600 مليون جنيه مصري، وتنفذ رصيف الميناء الذي يبلغ طوله كيلومترين شركة يونانية على ان يستقبل الميناء السفينة الاولى التي تبلغ حمولتها 30 الف طن في كانون الاول ديسمبر المقبل. وكانت الانظار التفتت الى الاهمية الجغرافية والسياحية والاقتصادية للمنطقة منتصف الثمانينات. وبدأت اعمال التطوير بإزالة مخلفات الحروب والالغام، وهي مهمة نفذتها القوات المسلحة المصرية. وتوالت اعمال التنمية والتطوير فتم تعديل شبكة الطرق ورفع كفاءة طريق القاهرة - القطامية - العين السخنة، والعمل على ازدواج طريق السويس - العين السخنة. كما تم الانتهاء من محطة الكهرباء الرئيسية وقوتها 50 كيلووات، وتوصيل الخدمة الهاتفية الى المنطقة بسعة 800 خط لخدمة المشاريع السياحية والاقتصادية. الاستثمارات السياحية وذكر وزير السياحة الدكتور ممدوح البلتاجي ان الاستثمارات السياحية في المنطقة فاقت اربعة بلايين جينه مصري، مشيراً الى ان التنمية السياحية في العين السخنة تأتي في اطار المشروع القومي لتنمية غرب خليج السويس. وتحدث عن مشروع لبناء مطار داخل منطقة الميناء، ما يؤدي الى انعاش حركة السياحة الدولية. وطالب البلتاجي المستثمرين بضرورة تحقيق معدلات جودة عالية لتسويق المنطقة عالمياً لاسيما وانها تتمتع بمقومات سياحية وبيئية فريدة تتيح لها تقديم انواع مختلفة من السياحة. وبالاضافة الى السياحة الشاطئية وسياحة اليخوت فإن في العين السخنة عيون كبريتية عدة تستخدم في علاج الامراض الجلدية والروماتيزمية، ما يفتح الباب امام السياحة العلاجية، فضلاً عن السياحة الدينية للاديرة. ويؤكد رئيس "هيئة التنمية السياحية" المهندس عادل راضي انه سيتم رفع السعة الفندقية في المنطقة الى نحو عشرة آلاف غرفة خلال العامين المقبلين، والاهتمام بالمشاريع الخدمية المتنوعة والانشطة الترفيهية مثل حدائق الالعاب المائية والغولف. وهناك حالياً نحو 82 مشروعاً ومنشأة سياحية تحت التشغيل، بين فنادق وقرى سياحية. ويؤكد راضي على ضرورة مراعاة الأبعاد والضوابط البيئية عند اقامة المشاريع الاستثمارية في المنطقة، باعتبار ان السياحة تعتمد اساساً على الموارد البيئية الطبيعية، وعلى اهمية الالتزام بالفصل بين الانشطة السياحية والتجارية الصناعية عن طريق مناطق عازلة. ومن جانب آخر، اوشكت عمليات اعداد المنطقة الصناعية على الانتهاء. وجرى رصف الطرق والمرافق لاستقبال المستثمرين ورجال الاعمال، وذلك لاقامة منطقة صناعية عملاقة توضع على خريطة العالم الصناعية والاقتصادية. وتبلغ مساحة المنطقة 200 مليون متر مربع تتولى اربع شركات تخطيطها ومدها بأعمال البنية الاساسية، ثم تسويقها للشركات والمصانع لاقامة المشاريع المختلفة. وبدأ بالفعل انشاء عدد من المصانع منها: مصانع للسيراميك والحديد والصلب والاسمدة، ويخصص انتاجها للتصدير. ومن المتوقع ان تستوعب المنطقة الصناعية في العين السخنة مليوني فرصة عمل، وان تبلغ جملة الاستثمارات فيها 150 مليون جنيه مصري.