وقّع نجم كرة القدم المغربي الدولي مصطفى حجي، أحسن لاعب افريقي لعام 1998، عقداً للعب اربع سنوات مع نادي كوفنتري الانكليزي، ليكون بذلك ثاني لاعب مغربي ينضم لهذا النادي بعد يوسف شيبو، وذلك لقاء 3،6 مليون دولار، فصار اغلى لاعب عربي في التاريخ. وكان حجي 26 عاماً اكمل تكوينه الفني في مدرسة نادي نانسي الفرنسي ثم لعب لفريقه الاول، وانتقل منه الى سبورتينغ لشبونةالبرتغالي، حيث امضى موسمين، ثم الى ديبورتيفو كورونيا الاسباني. وكان سبورتنيغ لشبونة مانع في التحاق مصطفى حجي بديبورتيفو الا عند اكتمال عقد السنوات الثلاث، الا ان هذا الاخير، الذي لم يستأنس بالحياة الرياضية وحتى الاجتماعية داخل البرتغال، كسر عصا الطاعة وتوجه الى النادي الاسباني ووقّع معه عقداً جديداً. ولان ادارة سبورتينغ منعت اي تفاوض، كان اللجوء الى الاتحاد الدولي فيفا الذي حسم الموضوع، وقضى بانتقال حجي الى ديبورتيفو لقاء نحو مليوني دولار. الليل الطويل في كورونيا وباستثناء المرحلة الاولى من التعاقد مع النادي الاسباني التي شهدت تألقاً كبيراً لحجي، فان الموسم المنصرم لم يكن بمستوى ما كان يحلم به اللاعب الذي واجه مشاكل صحية اولاً حيث تعرض لكسر في ابهام القدم وخضع بعد انتهاء مونديال 1998 لعملية جراحية. ومع انه تجاوز مرحلة الاصابة واستعاد كامل لياقته، الا ان مدرب ديبورتيفو كورونيا غضّ عنه الطرف وفضّل عليه مجموعة اخرى من اللاعبين، ولم يستعد رسميته داخل النادي الا في الجولات الاخيرة من الدوري الاسباني عندما دمّره اليأس وقتله الاحباط. ونتيجة لهذا الوضع غير الطبيعي، الذي اعتبره حجي اجحافاً في حقه، بدأ بالمطالبة بفسخ عقده، وصرح ذات مرة "انا لم آت لاكون احتياطياً، فإما ان العب وإما ان أنتقل الى فريق آخر". وبرغم التطمينات التي كان يرسلها رئيس نادي ديبورتيفو من وقت الى آخر، مبدياً تشبث ادارته بالنجم المغربي، الا ان الاخير كان يؤكد انه لن يعود الى اللعب في اسبانيا، وانه يفضّل العودة الى عائلته المقيمة في فرنسا، وتحديداً في مدينة نانسي، والتي لم توافقه منذ ان غادر فرنسا للعب بالبرتغالواسبانيا. أندية كثيرة سارعت عند علمها بالخبر الى الاتصال بادارة ديبورتيفو كورونيا من فرنسية الى برتغالية وانكليزية. وكان حجي يفضّل نادي اولمبيك مرسيليا على كل الاندية الاخرى، الا ان العائق الكبير الذي كان يبرز في كل مرة هو: كيف السبيل الى ارضاء نادي ديبورتيفو الذي لم يكن يقبل مبلغاً آخر يقل عن 6 ملايين دولارات للتنازل عنه؟ واستحال على مرسيليا دفع هذا المبلغ الكبير، وكان ينتظر بيع احد نجومه ليحصل على الصفقة، الا ان ذلك لم يحدث، وبرز الى الواجهة نادي كوفنتري ، الذي صرف في وقت سابق 3 ملايين دولار لضم يوسف شيبو من نادي بورتو البرتغالي. وسارت المفاوضات بين ادارة كوفنتري وادارة ديبورتيفو بوتيرة سريعة، وتم الاتفاق في النهاية. وكانت المرحلة الثانية هي مفاوضة اللاعب المعني الذي وجد دائماً في الكرة الانكليزية فضاء رائعاً للابداع: "بقيت دائماً احلم باللعب في دوري يشجع على الابداع... وبقوة ما نشاهده اليوم ليس هناك افضل من الدوري الانكليزي…. اشعر فعلاً بأنني سأستعيد المتعة المفقودة". وبخصوص النقلة النوعية التي ينتظرها على مستوى ادائه الاحترافي بعد الانتقال الى انكلترا يقول حجي: "من الطبيعي ان اعمل جاهداً الى تكريس الصورة الجميلة التي من اجلها صرف نادي كوفنتري كل هذا المال، انهم يريدون حجي المونديالي... وحجي احسن لاعب افريقي... وانا سأحاول ان اعطيهم ذلك، والله الموفّق". يوسف روسي الرابع؟ بانضمام حجي الى كوفنتري، يكون المغربي الثالث الذي يدخل فضاء الاندية الانكليزية، بعد يوسف شيبو، وبعد حسن كشلول الذي كان اول من دخل انكلترا مطلع سنة 1999 عندما تعاقد ولثلاث سنوات مع نادي ساوثمبتون. وهناك أخبار عن امكانية التحاق لاعب مغربي آخر بالاندية الانكليزية، هو المدافع يوسف روسي، والمفاوضات بين ناديه الفرنسي الحالي رين ونادي ليفربول لا تزال جارية.