أعرب خبراء طيران عن اعتقادهم ان جون كينيدي الابن فقد التحكم بطائرته او ان محركها توقف فجأة، بعدما اظهرت المعلومات الاولية ان الطائرة هبطت بسرعة 4700 قدم في الدقيقة وتحطمت في المياه. وتزامن ذلك مع اعلان عائلة كينيدي رسميا وفاة جون وزوجته وشقيقتها بعد فقدان الامل في العثور عليهم احياء. قاعدة اوتيس الجوية، هيانيسبورت ماساتشوستس - رويترز، ا ف ب - اظهرت معلومات رصدها الرادار ان ارتفاع الطائرة المنكوبة التي كان يقودها جون كينيدي الابن انخفض الى 1100 قدم بسرعة هائلة خلال ثوان، قبل تحطمها في المحيط الاطلسي. وبلغت سرعة هبوط الطائرة المنكوبة 4700 قدم في الدقيقة، ما يمكن ان يساعد على فهم ما حدث للطائرة من طراز "بايبر ساراتوغا" التي تحطمت ليل الجمعة قرب منتجع مارثاز فينيارد وعلى متنها كينيدي الابن 38 عاما وزوجته كارولين بيسيت 33 عاما وشقيقتها لورين 35 عاما. واكد خبراء في مجال الطيران ان انخفاض الطائرة بهذه السرعة يعني ان قائدها فقد القدرة على التحكم فيها او ان محركها الوحيد توقف فجأة فهوت في المحيط. وقال جون نينس خبير الطيران لشبكة "اي بي سي نيوز" التلفزيونية ليل اول من امس ان الطائرة هوت "وكأنها في مهمة غوص. هذا معدل هبوط غير عادي. الهبوط الطبيعي لا يتم بهذه السرعة. التفسير الوحيد الممكن هو تحطم هيكل الطائرة او حدوث عطل مفاجىء في المحرك، ما جعلها تلف وتهوي". لكن مسؤولي الهيئة الفيديرالية لسلامة النقل رفضوا التعليق على ملابسات هبوط طائرة كينيدي الابن. وقال روبرت بيرس كبير المحققين في الهيئة ان الطائرة المنكوبة مزودة جهازا متصلا بلاسلكي الطائرة يسجل الرسالة الاخيرة التي ارسلتها. واستطرد: "نحن لا نعرف بعد هل كان الجهاز في وضع تشغيل؟". البحث مستمر وبعد فقدان الامل في العثور عليه وعلى زوجته وشقيقتها احياء، ركزت السلطات جهودها على العثور على هيكل الطائرة المتحطمة الذي قد يفسر سبب الكارثة. وقال كبير المحققين في هيئة سلامة النقل خلال مؤتمر صحافي ان احدث المعلومات الواردة من محطة رادار، اظهرت ان الطائرة انخفضت الساعة 40،9 و20 ثانية مساء بالتوقيت المحلي من ارتفاع 2200 قدم الى 1100 قدم خلال 14 ثانية فقط، اي ما يعادل 4700 قدم في الدقيقة. وقال خبراء الطيران ان معدل الهبوط المعتاد في هذا الارتفاع يراوح بين 400 و500 قدم في الدقيقة. وكانت تقارير سابقة اشارت الى ان الطائرة هبطت 700 قدم في الدقيقة، ما وصفه احد المسؤولين بأنه "في حدود امكانات الطائرة". وحصل كينيدي الابن على رخصة قيادة الطائرة العام الماضي فقط، نظرا الى ممانعة والدته جاكلين ذلك اثناء حياتها. واشترى الطائرة المنكوبة قبل ثلاثة اشهر فقط. وذكرت تقارير انه كان متخوفا من السفر ليلا. وقبالة سواحل مارثاز فينيارد، استعد امس فريق من الغواصين للبحث عن حطام الطائرة المنكوبة، لليوم الثاني على التوالي. وقال الاميرال ريتشارد لارابي من خفر السواحل في مؤتمر صحافي ان عملية خفر السواحل تحولت من البحث والانقاذ الى عملية لانتشال حطام الطائرة. وقال ديف اوني قائد حرس السواحل، ان الفريق المكون من خمسة غواصين لم يعثر حتى الآن "على شيء يذكر". اسرة كينيدي وخرجت اسرة كينيدي التي تلاحقها المآسي أول من أمس عن صمتها للمرة الاولى منذ اختفاء طائرة جون. وأعربت عن "حزنها واساها البالغين". وأصدر السيناتور ادوارد كينيدي عم الفقيد بيانا جاء فيه: "نحبه كثيرا وفقده سيترك فراغا في حياتنا. لقد كان شعاعا مضيئا في حياتنا وحياة الامة كلها والعالم اسره الذي عرفه منذ ان كان صبيا صغيراً. انه الابن المحبب لوالديه وقد انضم اليهما الآن عند الرب". وكان السيناتور كينيدي سافر الى لونغ ايلاندز في نيويورك حيث عزى شقيقة الفقيد كارولين البالغة من العمر 41 عاما وهي الوحيدة الباقية على قيد الحياة من الاسرة الصغيرة للرئيس الراحل جون كينيدي. ومكث باقي افراد اسرة كينيدي في مقرها في هيانيسبورت في كيب كود حيث نكس العلم للمرة الاولى منذ اختفاء طائرة كينيدي الابن عشية زفاف ابنة عمه روري. وكان جون الابن متوجها لحضور الزفاف عندما فقدت طائرته. وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون عبر عن حزنه لفقدان جون وزوجته وشقيقتها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وقد بدت عليه علامات التأثر: "جون كينيدي وشقيقته وزوجته كانوا يكنون مودة غير عادية لابنتي وزوجتي. وفقدانه شيء صعب للغاية بالنسبة لنا على الصعيد الشخصي". وأصدر مجلس الشيوخ الاميركي قرارا يقول ان "قلب الامة مع عائلتي كينيدي وبيسيت". وانضم باراك الى مقدمي التعازي الى عائلة كينيدي التي قال انها "واجهت فواجع كثيرة وتواجه الآن فاجعة اخرى اعتقد انها اثرت في قلوب بلايين الناس في مختلف انحاء العالم". وحفرت صورة جون الصغير في اذهان الاميركيين وهو في الثالثة من عمره واقفا يحيي كفن والده الرئيس الراحل جون كينيدي عقب اغتياله عام 1963. اما والدته جاكلين كينيدي اوناسيس فتوفيت بالسرطان عام 1994.