بعد خمسة ايام هزت ايران، استعاد المحافظون السيطرة على الوضع في طهران امس، وعادت الشعارات المعادية لأميركا الى الظهور في لافتات حملها المتظاهرون الذين قدر عددهم بعشرات الآلاف، يتقدمهم رموز النظام، المعتدلون والمحافظون، في مسيرة ضخمة اطلق عليها "تجمع الوحدة" راجع ص7. ودعا مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي "ابناءه الباسيج" ميليشيا المتطوعين و"الحرس الثوري"، وقوات الأمن الى "قمع قاعدة الأعداء وإخضاعها" وكذلك "العصابات التي تدعمها مجموعات سياسية مفلسة بتشجيع من الخارج". اما الطلاب فدعوا الى وقف موقت للتظاهرات. وتوعد نائب رئيس مجلس الشورى البرلمان سكرتير مجلس الأمن القومي الايراني حجة الاسلام حسن روحاني بمعاقبة "اللصوص ومثيري الشغب" في "محاكمات نموذجية" بوصفهم "مفسدين". ومعروف ان العقوبة المترتبة على هذه التهم هي الاعدام. وهدد روحاني "الدول التي اخطأت بدعمها المتظاهرين" ب"الرد المناسب". وبدأ عشرات الآلاف بالتجمع صباح امس وسط طهران تلبية لدعوة المحافظين، خصوصاً خامنئي الذي حمل المتظاهرون صوره، فيما غابت صور الرئيس محمد خاتمي، كما حملوا لافتات تحمل شعارات: "حياتي ملك للمرشد" و"الموت لأميركا" و"الموت لاسرائيل". واحتشدت الجموع في حرم جامعة طهران يتقدمها رموز النظام الذين جلسوا على الأرض، وانضم اليهم بعض النواب والوزراء، وبينهم رئيس مجلس الشورى علي اكبر ناطق نوري ورئيس مجلس مراقبة الدستور احمد جنتي، ووزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي. وسار في التظاهرة آلاف المسلحين من الميليشيا، و"أنصار حزب الله"، بحراسة رجال الأمن و"الحرس الثوري"، وهتف المتظاهرون "ليخرج المنافقون من الجامعة". وبدا واضحاً ان خامنئي والمحافظين استعادوا السيطرة على الوضع، اذ اضطر المعتدلون الى المشاركة في المسيرة لكي يبعدوا عن انفسهم شبهة معاداة النظام. وكان خامنئي اعطى الضوء الاخضر للميليشيا و"الحرس الثوري" و"أنصار حزب الله" للتصدي للمتظاهرين. وقال في رسالة وجهها الى الأمة: "على ابنائي الباسيج ان يكونوا مستعدين للتواجد على اي مسرح يحتاج الى وجودهم لاخضاع قاعدة الاعداء وقمعها... مرّ يومان على قيام عصابات مدعومة من مجموعات سياسية مفلسة، بمساندة من اعداء الخارج وتشجيعهم، بتدمير الممتلكات العامة في انحاء طهران، محدثة حالاً من الفوضى، مشيعة الذعر بين الناس". وسيطرت قوات الامن و"أنصار حزب الله" على معظم مناطق وسط طهران ليل الثلثاء بعد اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين. وحذر وزير الدفاع علي شمخاني من الاضطرابات قائلاً: "سنفرض الامن بالقوة". وشوهدت عناصر من الميليشيا و"انصار حزب الله" تجوب الشوارع مزهوة، شاهرة اسلحة الى جانب قوات الامن. الى ذلك، اعلن حجة الاسلام حسن روحاني انه سينفذ عملية "تطهير كبرى"، وتوعد نائب رئيس مجلس الشورى "اعداء الثورة" الذين اعتقلوا خلال التظاهرات ب"محاكمة نموذجية". وقال ان الموقوفين والمتهمين بدعم المتظاهرين "لصوص ومثيرو شغب"، مضيفاً ان بعضهم من "المجرمين اصحاب السوابق وينتمون الى جماعات معادية للثورة". وأكد ان المعتقلين سيحالون على القضاء بصفتهم "مفسدين في الارض"، وهي تهمة عقوبتها الاعدام. وزاد مخاطباً المحتشدين في جامعة طهران: "ثورتنا باتت في حاجة الى عملية تطهير كبرى، وذلك سيؤدي الى تقدم النظام والثورة". وهدد الدول التي ساندت التظاهرات الطالبية، خصوصاً تركيا من دون ان يذكرها بالاسم، ب"رد مناسب". وقال ان "التصريحات التي ادلت بها دول معينة ستسجل في ملفاتنا ويجب ان تعلم اننا سنوجه اليها الرد اللازم في اللحظة المناسبة".