على هامش "المعرض الأوروبي - العربي الخامس للكتاب" أقيمت في "معهد العالم العربي" في باريس، مساء أوّل من أمس، أمسية تكريم للشاعر الراحل نزار قباني بحضور ابنته، هدباء، التي جاءت خصيصاً من لندن وبحضور عدد كبير من محبّي نزار قباني. في صالة المجلس الاعلى التي حملت واجهتها الزجاجبة صوراً كبيرة للشاعر، قدّمت الكاتبة والشاعرة اللبنانية، فينوس خوري - غاتا، الأمسية بكلمة عرضت فيها انطباعاتها ومعرفتها بنزار قباني، في حين قدّم الشاعر المصري عبدالمعطي حجازي والزميل محمد علي فرحات شهادتين شخصيتين عن الشاعر الراحل وأعماله. تذكّر حجازي لقاءاته الاولى بنزار قباني الذي عاش في الخسمينات في القاهرة. في إطار عمله في السلك الدبلوماسي السوري، وذكر بأن أوّل تعرّف حصل في كازينو-اوبرا حيث كان نجيب محفوظ يعقد لقاءً أسبوعيا كل يوم جمعة. وقال حجازي ان مجموعته الشعرية الاولى نُشرت عند دار "الآداب" في بيروت بفضل صديقه نزار قباني، وأنه كان يحلّ عليه ضيفاً في بيروت مع شعراء عرب آخرين. وبعد أن تكلّم عن المواقف السياسية المشتركة بشكل عام بينهما، توقّف قليلاً عند الشعر وقال بأن نزار قباني استطاع ان يصل بشعره الى جمهور الشعر والى أبعد من هذا الجمهور، ودافع عن بساطة شعر نزار قباني الذي أتُهم أحيانا بالسذاجة، معتبراً أن وراء هذه البساطة يوجد "عمل شاق جدّا وموهبة عظيمة". فهو، حسب حجازي، "يسّر هذه اللغة التي لا تُنال إلا لمثل نزار قباني" ولغته لا تختلط بلغة سواه فإنها "اللغة النقيّة بطابع نزار التي تجسّدت فيها روحه". ومن جهته، ركّز محمد علي فرحات على شعر نزار قباني مشيراً الى أنه كان "شاعر الحياة اليومية" وأن شعره كان يحسّ به الإنسان". وقال بأن نزار قباني كان حريصاً على الاستجابة لنداء الحياة الشعبية وأنه كان يشعر بنبض الرأي العام وبتجاوب معه إذا توافق مع نبضه الخاص. وأوضح فرحات أن السجالات على شعره جاءت خارج سجالات الشعر لا سيّما في المجالات السياسية، ولأن شعره هو "شعر الحياة"، بقي خارج جدالات الحداثة العربية. وتذكّر فرحات علاقته بنزار قباني عندما كان الشاعر ينشر قصائده في الصفحة الثقافية في "الحياة" على مدى سنوات، وقال بأن نزار قباني كان منضبطاً جداً - أكثر من أي صحافي عرفه - في إرسال المادّة التي كان ينوي نشرها في الوقت المحدّد كما كان، كلّما سافر، يؤمّن مادّة إضافية وكافية كي لا يخلق فراغاً في غيابه... وقرأ فرحات رسالة أرسلها الشاعر تعليقاً على عنوان كان ابتكره الزميل محمد علي: "شعب نزار قباني" في حين قرأ عبدالمعطي حجازي مقتطفات من الشعر بالعربية، وقدّم ممثلان قراءات لنصوص شعرية مترجمة الى اللغة الفرنسية. وبين كل قراءة وقراءة، كانت للموسيقى والغناء مكانة فأدّت المطربة المغربية، نزيهة، يرافقها عازف على العود بعضاً من أشهر الأغاني التي اعتمدت على كلمات نزار قباني، بينها "أيظّن" لنجاة الصغيرة و"قارئة الفنجان" لعبدالحليم حافظ.