أحيا الشاعر العربي أدونيس والشاعر الالماني دورس غرونباين أمسية شعرية مشتركة في "دار ثقافات العالم "في برلين" مقدّماً مختارات من نتاجهما باللغتين العربية والألمانية. وقدّم الجلسة الناقد والشاعر هارالد هارتونغ متحدّثاً عن كلا الشاعرين. وقدّمت القراءات على مرحلتين. في مرحلة أولى قرأ كل من الشاعرين قصائده بلغته. وفي مرحلة ثانية تبادلا القراءة، فقرأ غرونباين بالألمانية قصائد للشاعر أدونيس ترجمها عن العربية الكاتب الألماني ستيفان فايدنر، وقرأ أدونيس بالعربية قصائد للشاعر غرونباين ترجمها عن الألمانية الباحث والشاعر عادل قره شولي. أمّا ختام الجلسة فكان عبارة عن مناقشة دارت بين الناقد هارتونغ والشاعرين اضافة الى الكاتب المترجم ستيفان فايدنر. وتناولت عدداً من المسائل وأولاها مسألة الترجمة وإمكان ترجمة الشعر وما يفقده في الترجمة، وحول الرسالة التي يحملها النص المترجم من ثقافته الى الثقافة المضيفة. وتبادل أدونيس وغرونباين الأسئلة حول خصوصيات الحالة الشعرية في ثقافة كل منهما، وحول الإكراهات التي يواجهها الشاعر، والعلاقة بالتقاليد الشعرية لكل من الثقافتين. فقال غرونباين ان الشعراء في المانيا والغرب اجمالاً ابتعدوا بل انقطعوا عن التقاليد الشعرية، ولم يكن في الستينات أي شاعر مهم يستعيد تقاليد الوزن مثلاً. وأنه هو نفسه يضمن شعره بعض الصور أو المقاطع الشعرية القديمة، ولكن في كيمياء جديدة وإيقاع جديد وتقنية ترمي الى التوكيد على المسافة والاختلاف كنوع من "روح بابلية". وعن سؤال حول الشعرية العربية أجاب أدونيس بأن الشعر العربي الجديد هو في مأزق اشكالي، وفي توتر مع واقعه وموروثه، وهو في مناخ البحث. والشاعر لا يزال يبحث عن هويته الخاصة إزاء تاريخ شعري شديد الوطأة. وهو تقنياً إمّا متنوّع بحسب الأوزان القديمة وارتكازاً الى وحداتها أو متحررٌ من الوزن من دون أن يتحرر من الموروثات الفكرية. هذا فضلاً عن التوتر بين تطلعات الشاعر والمجتمعات. وهذا التوتر بحد ذاته يمنح الشعر عمقاً خاصاً. وقال ستيفان فايدنر ان المترجم يكتشف لدى الترجمة ولدى نقل مفردة عربية الى لغة ثانية أن المفردات مثقلة بالمعاني وانها لا يمكنها أن تحتفظ بهالاتها الدلالية في اللغة الثانية. وكان فايدنر يتولى في الوقت نفسه الترجمة من العربية الى الألمانية، فضلاً عن ترجمة فورية وفّرتها الدار، من الألمانية الى الفرنسية.