صدر عن دار "الآفاق العربية" في سلسلة مدن تراثية كتاب "استانبول التاريخ وروعة الحضارة" للدكتور الصفصافي احمد المرسي. والكتاب تغلب عليه العاطفة في كثير من جمله وعباراته، وهو ما يفقده الروح الاكاديمية، غير ان استعانة المؤلف بالعديد من المصادر التركية والعثمانية تزيد من قيمة عمله. ويؤخذ على المؤلف ايضا السرد في بعض المواضع من دون داع. وابرز اقسام الكتاب القسم الخاص بفتح القسطنطينية، خصوصاً التفاصيل اللافتة للنظر على نحو ما ذكره من خطط محمد الفاتح لفتح المدينة. ويوضح المؤلف الخلاف بين مقر الحكم العثماني "طوبقوسراي" والقصور الملكية في اوروبا التي تقتصر على كونها مقراً لإقامة الحاكم فقط، بينما يشكل "طوبقوسراي" مدينة داخل العاصمة مطوقة بأسوار وأبراج عالية، ويتألف من مبانٍ عدة لإدارة شؤون الحكم واقامة السلطان وحاشيته. ويركز الصفصافي على منشآت المعماري سنان في استانبول، بخاصة في عهد سليمان القانوني، وابرزها مجد شهرزاده ومجمع السليمانية الذي شيد على ربوة عالية، واستمر العمل فيه سبع سنوات وضم مسجداً جامعاً في المنتصف، حول كليات جامعية. ومن اروع آثار استانبول قصر "ضولمة باهجة" الذي شيده السلطان عبدالمجيد على الطراز الاوروبي. ويقول المؤلف في عرضه لهذا القصر انه يضم عدداً من السرايات منها قصر والده السلطان وقصر آغا دار السعادة وقصر السلحدار وقصر الخزيندار.