تعقد الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة من 15 الى 17 تموز يوليو المقبل ندوة في مدينة العريش الساحلية عنوانها "أثر الإسلام في مصر وأثر مصر في الحضارة العربية الإسلامية" وذلك في إطار الاحتفال بمرور 14 قرناً على الفتح الإسلامي لمصر. وصرح منسق الندوة الدكتور قاسم عبده قاسم ل "الحياة" بأن عقد تلك الندوة في العريش بالذات يرجع الى انها كانت نقطة الدخول الاولى للجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص الى مصر، كما ترتبط بها روايات تاريخية عن تردد الخليفة عمر بن الخطاب في السماح بذلك الفتح وعن رسالة ارسلها الى قائده تأمره بالرجوع فلم يفتحها الا في العريش. ويضاف الى ذلك، كما يشير الدكتور قاسم، ان العريش هي بوابة مصر الشمالية الشرقية التي جاء منها - عبر مختلف العصور - التجار والرسل والمهاجرون كما جاء منها الغزاة. وذكر الدكتور قاسم، الذي يرأس قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الزقازيق، أن الفتح الاسلامي لمصر انطلق من ضرورة عسكرية واستراتيجية لحماية الفتوحات الاسلامية في بلاد الشام وفلسطين، وكذلك لاستكمال حركة الجيوش الاسلامية لفتح شمال افريقيا، والوصول الى مياه الاطلسي لجهة ان مصر كانت تعتبر قاعدة عسكرية وبشرية مهمة لهذه الحركة. واضاف انه بالنسبة الى المصريين كانت لهذا الفتح نتيجتان أساسيتان: الاولى تمثلت في تحول غالبيتهم الى اعتناق الدين الجديد خلال فترة زمنية استمرت حتى منتصف القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي على أقل تقدير، وهو ما يدل على ان التحول الى الاسلام كان تحولاً طوعياً واختيارياً ولم يحدث نتيجة ضغوط او اضطهادات مارسها الفاتحون. اما النتيجة الثانية، والتي تعتبر اكثر اهمية من الناحية التاريخية كما رأى الدكتور قاسم، فتمثلت في اتخاذ المصريين العربية لساناً وتخليهم للمرة الاولى في تاريخهم عن اللغة المصرية القديمة بتطوراتها المختلفة. وستعالج الندوة الجوانب التاريخية للفتح الاسلامي لمصر من خلال ثلاثة محاور هي: الظروف التاريخية للفتح، التعريب وانتشار الاسلام، الاسهام المصري في الحضارة العربية الاسلامية. وسيشارك في الندوة عدد كبير من الباحثين منهم مصطفى العبادي ومحمد عمارة وأحمد فؤاد باشا ومحمد الكحلاوي وحامد ابو أحمد وأحمد مختار عمر. ويشار الى أن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة ستطرح، على هامش الندوة، طبعات جديدة من كتب "فتوح مصر وأخبارها" لابن عبدالحكم، و"فهارس تاريخ ابن اياس" و"مفرِّج الكروب" لابن واصل وكتاب "الروضتين في أخبار الدولتين" لأبو شامة.