يواصل العراق تنفيذ خطط وبرامج لزيادة طاقته الانتاجية الحالية من النفط الخام للوصول الى معدلاتها قبل فرض العقوبات عليه نتيجة غزوه الكويت عام 1990، "بالاعتماد على قدراته الذاتية". وأفادت وكالة الأنباء العراقية ان مجلس الوزراء العراقي الذي يترأسه صدام حسين "اعطى الضوء الأخضر لوزارة النفط للمباشرة بتنفيذ خططها وبرامجها لتطوير حقول الانتاج واستعادة طاقات انتاج النفط الخام من خلال تطوير الحقول المنتجة من قبل شركاتها والقطاع الصناعي المحلي". وكان العراق فقد طاقته الانتاجية من النفط الخام التي تجاوزت ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل في اليوم بعد تعرض منشآته النفطية ل"دمار شامل" خلال حرب الخليج الثانية 1991. وقدر مستوى الدمار بين 10 و100 في المئة في منشآت الانتاج وشبكات الأنابيب ومستودعات الخزن ومنافذ التصدير ومصانع المنتجات النفطية ومعالجة المياه الصناعية. واستعاد العراق، بحسب وكالة الأنباء العراقية، خلال السنوات الثماني الماضية طاقته الانتاجية من النفط الخام تدريجاً باستخدام خزينه من المعدات الاحتياطية والمواد المصنعة محلياً. غير أنه اشتكى في الأشهر الماضية من عدم تمكنه من زيادة انتاجه الى ما قيمته 5.2 بليون دولار كل ستة أشهر، كما سمحت بذلك قرارات الأممالمتحدة، وذلك لافتقاده قطع الغيار والمعدات اللازمة لتحديث مواقع انتاجه النفطية. الى ذلك، يؤكد وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ان بلاده "ستواصل الصعود بطاقتها الانتاجية من النفط الخام والوصول بها الى طاقات مشابهة لفترة ما قبل فرض العقوبات". ويلفت الى ان العراق "يواصل التفاوض مع الشركات النفطية الأجنبية لاستثمار بعض الآبار النفطية في اطار برنامجه المستقبلي لزيادة طاقته الى معدل 6 ملايين برميل يومياً". وتشير أرقام تنقلها وكالة الأنباء العراقية الى ان العراق يعد البلد الثاني بعد المملكة العربية السعودية من حيث الاحتياطي النفطي العالمي، اذ يبلغ احتياطه المؤكد 112 بليون برميل اضافة الى 224 بليون برميل في "طور الاستكشاف" مما يؤهله الى الوصول بطاقته الانتاجية اليومية الى 8 ملايين برميل بحسب ما تشير اليه الدراسات النفطية. وسجلت خطوات العراق في زيادة معدلات الانتاج "اعتماداً على قدراته الذاتية" المباشرة بانتاج النفط الخام من حقل غربي القرنة في محافظة البصرةجنوب الذي يعتبر من الحقول العملاقة لما يمتلكه من احتياطات تقدر ب20 بليون برميل. وبدأ الانتاج في الحقل بمعدل 40 ألف برميل يومياً وصولاً الى 200 ألف برميل العام المقبل. فضلاً عن وضع التصاميم والخطط لرفع الانتاج في مشرف ضمن حقل الرميلة بطاقة 50 ألف برميل في اليوم. ويؤكد المدير العام لشركة نفط الجنوب رافد الدبوني ان شركته تمتلك "حقولاً عملاقة تشكل احتياطاتها 65 في المئة من مجمل احتياطات العراق من النفط الخام، أبرزها حقول غربي القرنة والرميلة ومجنون ونهر عمر والفكة واللحيس والصبة وغيرها". ويقول الدبوني ان معدلات الانتاج "ستتجاوز العام المقبل مليونين و300 ألف برميل في اليوم اذا ما واصلت الشركة تنفيذ خططها وفق برنامج لزيادة الانتاج". الى ذلك كشف المدير العام لشركة نفط الشمال طلال عاشور ان "معدل انتاج حقول شركته تجاوز المليون و200 ألف برميل يومياً في اليوم وهو المعدل ذاته الذي كانت تنتجه عام 1990". وقال عاشور ان الشركة بدأت تنفيذ برنامج "لزيادة معدلات التصدير عبر خط الأنابيب العراقي - التركي الى طاقته التصميمية البالغة مليونا و600 ألف برميل في اليوم"، منوهاً بتحقيق شركته "مستويات متقدمة في إعادة تأهيل خط الأنابيب العراقي - السوري المتوقف منذ 16 عاماً". وكان الجانبان السوري والعراقي اتفقا العام الماضي على إعادة تشغيل الخط لتصدير النفط الخام من حقول كركوك وغرب العراق وصولاً الى ميناء بانياس السوري على البحر الأبيض المتوسط.