من تتبعنا لنشاطات المعارضة العراقية، وآخرها الاجتماع الذي عقد في واشنطن يوم الاثنين 24 أيار مايو 1999 نلاحظ استبعاداً تاماً للاشوريين في مثل هذه النشاطات على رغم انهم يمثلون القومية الثالثة في العراق بعد العرب والأكراد، كما انهم دينياً يمثلون الدين الثاني بعد الاسلام حوالى 90 في المئة من مسيحيي العراق. يثير هذا الاستبعاد لدينا الشكوك في كون المعارضين للنظام القائم يدركون عمق مشاكل البلد، كما أنه يثير اسئلة عن ادراكهم للاسلوب السليم لتحقيق الوحدة الوطنية. ان من حقنا ان نسأل "هل على الاشوريين لكي يمثلوا في مثل هذه المؤتمرات ان يرتبطوا بأحد الدول الاقليمية لكي يؤخذ لهم اعتبار في ميزان القوى العراقية"؟ ان تجربة الاشوريين مع مختلف السلطات العراقية كانت مريرة، بسبب اعتبارهم غرباء في وطنهم، وبسبب حملهم السلاح ضد الدولة العثمانية، هذا الشيء الذي لم يتمكن أحد من غفرانه على رغم قيام العرب والأكراد بمثله. واليوم تنعقد في واشنطن اجتماعات للمعارضة مع الادارة الأميركية، للبحث في مستقبل العراق، هل يمكن لأي واحد من أفراد المعارضة ان يقول لنا كيف يدرسون مستقبل بلد بغياب ممثل عن ثالث قومية فيه، وتمثله في المعارضة ثلاثة تنظيمات سياسية الحزب الوطني الاشوري، حزب بيت نهرين الديموقراطي، الحركة الديموقراطية الاشورية، أم نعود لسؤالنا الأول، لأي بلد اقليمي تريدون ان نجيّر قرارنا لكي نشارك في البحث عن مستقبل بلدنا؟ المانيا - تيري بطرس