يعكس التخطيط العمراني الجديد لمدينة سانت كاترين السياحية مدى الاهتمام بتطوير الجوانب السياحية في المنطقة نظراً الى الموقع الفريد الذي تحتله المدينة وتعدد المقاصد السياحية بها إلى جانب إمكاناتها الشاطئية العالية، وما تزخر به أعماقها من شُعاب مرجانية وأسماك ملونة يشتهر بها البحر الأحمر. وتحتل المدينة مكانة بارزة في مجال السياحة الدينية إذ بها دير "سانت كاترين"، وهو من أشهر الأديرة التي تجتذب السياح في العالم. وينطوي التخطيط الجديد لمنطقة سانت كاترين حتى عام 2017، كما أعلن وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة الدكتور محمد ابراهيم سليمان، على تأكيد الطابع السياحي للمنطقة والحفاظ على طابعها البيئي والعمراني. ويتضمن المخطط الهيكلي اعتبار دير سانت كاترين، وامتداده حتى وادي الراحة، منطقة حماية بيئية وعمرانية مع معالجة الطابع العمراني للعمارات الموجودة في المنطقة التي تبلغ 40 وحدة سكنية لكي تتفق مع طابع المكان، فضلاً عن العمل كذلك على معالجة الطابع المعماري لقرية سانت كاترين الحالية. وتتضمن الخطة ايضاً إنشاء تجمع عمراني في وادي الاسباعية على مساحة 105 أفدنة، وسيضم منطقة سياحية يغلب عليها الطابع البيئي تستوعب 2100 سرير بكثافة 20 سريراً في الفدان، وإنشاء منطقة سكنية جديدة للعاملين في السياحة وإسكان الموظفين على مساحة 70 فداناً تستوعب 2450 فرداً، ويتوسط المنطقتين السياحية والسكنية مركز خدمات يحوي الكثير من الخدمات السياحية والعامة. وتقع مدينة سانت كاترين على بُعد 150 كيلومتراً جنوب شرقي أبو رديس، عند هضبة ترتفع عن سطح البحر بنحو 2500 متر، وتبلغ مساحتها 819 كيلومتراً ولا يتجاوز عدد سكانها 4219 نسمة، حسبما أوردت تقارير مركز المعلومات في مجلس الوزراء. وهي تعد من أهم مراكز السياحة في مصر. وكانت الأهمية السياحية لمحافظة جنوبسيناء وراء الاهتمام بتطوير البنية التحتية بها، إذ تم زيادة طاقة مياه الشرب بها لتقارب 59 ألف متر مكعب يومياً، كما وصل إجمالي الطرق المرصوفة في المدينة إلى نحو 169 كيلومتراً، وتم رفع قدرة الاتصالات بها وزيادة عدد الخطوط الهاتفية التي بلغت 500 خط حتى الآن، علاوة على دعم شبكات الكهرباء بها وتركيب محطات لتوليد الطاقة. وتتمتع مدينة سانت كاترين بإمكانات سياحية عدة، فهي ذات طابع خاص، ويمر الطريق إليها خلال وادي فيران والكثير من الجبال الخلابة المتعددة الألوان والأشكال، كما في الطريق إليها أيضاً واحة وادي فيران التي تضم الكثير من البساتين الفريدة بجمالها والحافلة بمختلف أنواع الأشجار الثمرة. ودفعت المقومات الطبيعية والحضارية والتاريخية الخاصة في المدينة المسؤولين المصريين إلى اعتبارها محمية طبيعية. وتضم المدينة محمية حضارية تاريخية ذات تراث حضاري فريد من نوعه يتمثل في دير سانت كاترين والجبال المقدسة في المنطقة منها جبل موسى وجبل كاترين وجبل الرحمة، في حين تضم المحمية الطبيعية الحيوانات النادرة ومنها التاتيل والغزال والذئب والثعلب والضبعة والأرانب البرية والزواحف ومنها الغبر والورل والحية المقرنة والطيور، بجانب النباتات والأعشاب الطبية ومنها الزعتر والحرجل والقيون والنجرم والسموا والسكران والطرفة واللصف. معرض الجماجم في الدير معرض الجماجم الشهير، إذ اعتاد الرهبان ترك جثث موتاهم في المدافن ثم يأخذون عظامها ويضعونها في معرض خاص قرب المدفن يسمى "كنيسة الموتى" وللمعرض قبو متسع تعلوه كنيسة وفيه رصت الجماجم بعضها فوق بعض، أما العظام فرصت في الجهة الأخرى، وهناك بعض الهياكل المتماسكة من الرأس إلى القدم وتوضع هياكل المطارنة في صناديق خاصة. وتتميز سانت كاترين أيضاً بوجود مطار دولي لاستقبال الطائرات المتوسطة والصغيرة تم تطويره غير مرة حتى يصبح أكثر قدرة على استقبال الحركة السياحية المتزايدة. وتتعدد مناطق الإقامة في مدينة سانت كاترين فهي تضم فندقاً طاقته 180 سريراً ومكاناً للضيافة طاقته 96 سريراً، وبالقرب منها أقيمت قرية سانت كاترين السياحية في وادي الراحة في مواجهة دير القديسة كاترين على بُعد كيلومتر واحد، وتتكون القرية من نحو 100 شاليه، كما تضم مناطق الإقامة في سانت كاترين مخيم الزيتون الذي تبلغ طاقته 50 سريراً. دير سانت كاترين يعتبر دير سانت كاترين من أكثر مناطق السياحة الدينية جذباً للسياح، فهذه المنطقة هي التي يقال، في بعض الروايات الدينية، إن الله كلّم فيها عبده موسى وهي أيضاًً المنطقة التي يقال إن العائلة المقدسة مرت فيها واستراحت فيها في الطريق الى مصر من بيت المقدس، وهي المنطقة التي شهدت بدايات الرهبنة والنسك في مصر بل في العالم كله. ويقع دير سانت كاترين في سفح قمة من قمم جبل طور سيناء، على أحد فروع وادي الشيخ ويرتفع عن سطح البحر بنحو 5012 قدماً. ويقال انه فوق قمة هذا الجبل تلقى موسى الوصايا العشر. ويتميز هذا الدير بروعة منظره وما يحيط به من مناظر خلابة بجانب ما يضمه من نفائس الأيقونات والمخطوطات والتحف، ويضم رفات القديسة كاترين التي يُروى عنها انها استشهدت بسبب عقيدتها المسيحية. ويرجع تاريخ تشييد الدير الحالي الى عهد الامبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي. وتعد مكتبة الدير من أشهر الآثار الموجودة به وهي تقع في الدور الثالث جنوب الكنيسة الكبرى، مكونة من ثلاث غرف في صف واحد وتضم المكتبة أكثر من ستة ملايين مجلد وبها محفوظات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسطينية. وفي داخل الدير معصرة للزيتون ومخازن للغلال والمؤن وطاحونتان وفرنان ومطبخ ومنزل للمطران والضيوف ومنازل للرهبان وغرفة للطعام، كما بها ست آبار أشهرها بئر موسى الذي سقى منها غنم بنات شعيب، وبئر العليقة، وبئر اسطفانوس الذي يشرب منه الرهبان، وبئر مكاريوس وماؤها بارد صيفاً، وبئر اللوزة بجانب ثلاثة ينابيع أخرى.