دفع رنين الهاتف المتواصل العامل فادي محمد مصطفى النائم الى التقاط السماعة بغضب، وسمع صوت صديقه قصي السبيلة ينقل اليه خبر فوزهما بسيارة لكزس في اول سحب لمسابقة جريدة "الحياة": "مئة عام في مئة يوم". تذمر فادي من مداعبة صديقه التي كررها للمرة الثانية في يومين. والشراكة الطريفة بدأت مع اول يوم في مسابقة جريدة "الحياة" اذ جاء قصي لصديقه فادي الجالس مع اثنين آخرين من زملائهما وعرض عليهم فكرة المشاركة الجماعية في المسابقة. اي ان يشتروا أربع نسخ يومياً من "الحياة" فاذا كسب احدهم الجائزة فإنها تقسم على اربعة. "وتحمست"، كما يقول فادي، "للفكرة بينما رفض الآخران المشاركة". وهكذا بدأ مشوارهما اليومي في مطاردة الحظ والامل الى ان وقفا على رأس فادي في محل الخردة الذي يعمل فيه. يقول فادي "قفزت من مكاني بعد سماعي الخبر. ركبت سيارتي على رغم نصيحة قصي لي بركوب سيارة اجرة خشية ان تتسبب الفرحة الكبيرة في أي حادث. ولم أشعر إلا وأنا في المنزل أتلقى التهاني من اصدقائي الذين أصروا على تناول طعام العشاء على حسابي انا وقصي". ولكن ماذا دار في ذهنك بعد التأكد من الفوز؟ - اول ما تذكرته هو أمي ودعواتها لي قبل ان اغادر الاردن الى السعودية منذ اربعة شهور بأن يفرج الله كربتي وان يساعدني في تسديد ديوني انا وأخي فشعرت ان الله استجاب دعواتها. معنى ذلك انك حديث الوصول الى السعودية؟ - نعم. لم أحضر إلا من أربعة شهور فقط!! وأعمل في مؤسسة للتجارة في السكراب الخردة وأحمل شهادة الثانوي وعمري 24 عاماً. وماذا ستعمل بالجائزة؟ - سأبيع السيارة وأتقاسم ثمنها مع صديقي قصي تنفيذاً للعهد الذي قطعناه على نفسينا معاً، وأول ما سأفعله بنصيبي هو تسديد ديوني أنا وأخي في الاردن والباقي سأضعه في البنك لوقت الحاجة. واتجهنا الى صاحب فكرة الاشتراك في المسابقة الاردني قصي السبيلة 34 عاماً ويعمل مندوب مبيعات، وسألناه لماذا الاشتراك في المسابقة فقال: "أنا من قرّاء "الحياة" منذ ثماني سنوات. اقرأها من أول شعار "الحياة عقيدة وجهاد" الى عمود الاستاذ جهاد الخازن. أحترم جداً هذه الجريدة لصدقيتها في الاخبار واحترامها لعقل القارىء، وأثق تماماً في المحررين والاداريين فيها، وبالتالي كنت على ثقة من ان المسابقة ستكون على مستوى سمعة الجريدة سواء في إعداد المسابقة أو في فرز الاصوات. لهذا اعتمدت على الله واشتركت في المسابقة أنا وصديقي فادي مصطفى وكسبنا بتوفيق من الله". وماذا ستفعل بنصيبك في الجائزة؟ - لو كان لجريدة "الحياة" أسهم للبيع لاشتريتها.