عاد الزجاج الملون مرة اخرى ليتربع على عرش موضة الديكور، وليجد رواجاً كبيراً في كل انحاء العالم. والفنان منذ القدم يعمل على استخدام الخامات والمؤثرات ذات القدرة على التغلغل في النفس البشرية. ويهدف مهندسو الديكور والعمارة الداخلية في العالم الى البحث عن هذه المؤثرات، وكان من أبرزها استخدام الزجاج الملون والمعشق. وهم حاليا عادوا الى استخدامه، بعدما كان من أنجح الوسائل التي استخدمت في الكنائس والمساجد والقصور لما له من أثر فعال في إضافة طابع مميز يتسم بالهدوء والنقاء والسمو. من جهة اخرى فإن الألوان المستخدمة في تكوين الزجاج عادة تكون ذات آثار نفسية عميقة على الجهازين النفسي والعصبي كذلك تؤثر على الانسان من الناحية الفسيولوجية. يوجد مبدعون كثيرون في مجال تلوين الزجاج. واتباعاً للمثل القائل بأن ابن الوز عوّام، ها هو الدكتور حاتم فوزي الذي حصل على جائزة الرأي العام الدولية، في الفنون والابتكار عن اعماله في الزجاج الملون والمعشق، بالاضافة الى دكتوراه في علم الالوان من انكلترا وسبقها بكالوريوس في الهندسة قسم عمارة وهو نجل الدكتور الحسين فوزي مؤسس قسم الحفر في كلية الفنون الجميلة والذي أتم عامه ال93، يعد رائدا في فن الحفر في مصر. يقول فوزي إن الزجاج الملون والمعشق من أمتع الاعمال الفنية. فالفنان يجد نفسه يرسم لوحة لكن من الزجاج، وهناك تطور هائل في هذا المجال، فيمكن حاليا عمل لوحة فنية مبدعة من الزجاج الملون مع بروز بلون الرصاص توحي للمشاهد انه من الزجاج المعشق. وعن مراحل تطور فن تلوين الزجاج والمواد المستخدمة فيه يقول: "من خلال اختراق الضوء للزجاج الملون وجد الانسان نوعاً من الجمال فبحث عما يربط هذه الالوان ببعضها فاستخدم الجبس، لكنه كان سميكاً جدا وصعب التطويع وظل يبحث عن مادة أرق، وتوصل الى الرصاص". ويوضح فوزي أن الزجاج الملون كان موجودا لدى قدماء المصريين مثله مثل الفخار، وحاليا تستخدم اضافات جديدة زادت من جمال الزجاج ومنها النحاس والنحت والشطف وحفر الزجاج، وإدخال الزجاج المسنفر مع الزجاج العادي، وهناك زجاج الموزايك وهو عبارة عن قطع صغيرة الحجم تلصق على السطح المراد زخرفته. وللزجاج الملون استخدامات عدة فمنه ما يستخدم للإضاءة أو لتزيين الاركان، أو في النوافذ والابواب. ويشير فوزي الى انه لا بد وللعاملين في هذا المجال من اكتساب كفاءات فنية خاصة، تأتي عن طريق التعليم والمعرفة التامة بعلم الالوان اولا ثم الممارسة والخبرة ثانيا.أما عن الاستخدام الجديد للزجاج الملون، فهو في الاواني الفخارية. كما عاد استخدامه في واجهات المنازل والكنائس والجوامع والمستشفيات. والجدير ذكره ان الزجاج الملوّن كان منذ عصور مادة من المواد التي استخدمت فنياً لبناء لوحات قائمة بذاتها. وتقوم جماليات الزجاج على لعبة الضوء والإنعكاسات التي تتركها، والظلال التي تنجم عنها. وهذه الجماليات كفيلة بأن ترسّخ مناخاً فنياً خاصاً.