كان ذلك في خريف 1997... الشيخ احمد الفهد، القيادي الرياضي الكويتي الذي تعرف مناصبه به ولا يعرف بها، عقد مؤتمراً صحافياً في طهران على هامش الدورة الاولى لالعاب اتحاد غرب آسيا... وقد ركز الفريق الصحافي اللبناني على الدورة الثانية التي تنظمها بلاده عام 2001، واقترحت كأردني على الشيخ احمد ان يتم تعديل موعدها لانها تتعارض مع موعد الدورة الرياضية العربية التاسعة التي كان مقرراً ان ينظمها الأردن في العام ذاته... جوابه جاء مفاجئاً حيث قال: "نتباحث في الاتحاد العربي للالعاب الرياضية لاقناع الأردن بتقديم موعد الدورة عامين لتقام في 1999"... بالطبع، كان الخبر الموضوع الرئيسي وبالعناوين البارزة في صفحات الرياضة بالأردن صباح اليوم التالي. المنظمون وافقوا على تقديم موعد الدورة العربية 24 شهراً ولم يعودوا يملكون سوى 20 شهراً للتصدي لمهمة يفترض ان تمنح اي دولة تتصدى لها خمس سنوات كحد ادنى، على حد تعبير وزير الرياضة والشباب الأردني محمد خير مامسر الذي تسلم حقيبته الوزارية الجديدة منذ شهرين ونيف. مع ذلك لم يترك مامسر فرصة الا واستثمرها لتوجيه الشكر والامتنان للشيخ احمد لمساعيه الحميدة من اجل اقناع اللجان الاولمبية العربية بالمشاركة في دورة عمان 99، لكنه على ما يبدو اثار حفيظة الشيخ احمد والكويتيين بسبب تصريحاته المتكررة حول دعوة العراق للدورة، واصراره على ان الدولة المنظمة لا تملك صلاحية حجب الدعوة عن اي دولة عضو في جامعة الدول العربية. كلام الوزير الأردني يستند الى لوائح جامعة الدول العربية فهو منطقي. ولكن هل من الضروري ان يسود المنطق؟ على الجانب الآخر، يفترض في كل محايد ان يضع نفسه مكان الشيخ احمد قبل ان يعلق على موقفه او موقف بلاده الداعي الى مقاطعة العراق. والمعروف ان والد احمد، الشيخ فهد، قضى وهو يذود عن بلاده خلال اجتياح القوات العراقية للكويت، ومرارة فقدانه لا تزال عالقة في الحلوق... لذا فان موقف الكويت منطقي. ولكن نكرر السؤال مرة اخرى هل من الضروري ان يسود المنطق؟ وعلى جانب ثالث، فان المراقب يلاحظ ان الكويت شاركت في اكثر من عشر مناسبات رياضية - عربية آسيوية واولمبية - رغم ان العراق كان طرفاً فيها، فلماذا تتمسك بموقفها الآنف في الدورات الرياضية العربية؟ من المفروض ان يتفق الأردن مع كل من الكويتوالعراق على حدة، للتوصل الى صيغة توفيقية تضمن مشاركتهما معاً في الدورة مع تجنب التقاء رياضييهما وجهاً لوجه في المنافسات والمباريات... ومن المحتمل ان توجد منطقة وسطى سواء اتفقت مع المنطق او أدارت له ظهرها!