أطلق «مستشفى ومركز بلفو الطبي الجامعي» برنامجه الخاص بتحضير السيدات الحوامل لمرحلة الولادة وتثقيفهن وتحضيرهن للأسابيع الأولى من الأمومة. وهو متاح لكل سيدة حامل ترغب في ذلك، إذ تتابع سلسلة صفوف بدءاً من الشهر الرابع من الحمل وحتى الولادة. وتتخلل البرنامج تمارين جسدية تزاوَل في صالة رياضة مجهزة للحوامل ومحاطة ببيئة خضراء هادئة، فضلاً عن صفوف الرياضة المائية AquaGym. كما يشمل مكتبة متخصصة بتوفير المعلومات حول هذا الموضوع. ويلبي البرنامج الحاجات المتزايدة لدى السيدات الحوامل في لبنان، لاسيما من يخضن التجربة للمرة الأولى. وعلى رغم أن هذا المفهوم لا يزال انتشاره محدوداً في لبنان، فإنه يحظى باهتمام متزايد وسريع، بفضل وعي الأهل أهمية الاستعداد للحمل. ويقدّم المركز الطبي للأهل فرصة الاستعداد ومعرفة ما ينتظرهم على الصعيدين الجسدي والعاطفي، قبل المخاض وخلاله وفي مرحلة ما بعد الولادة. إضافة إلى ذلك، يفتح المستشفى أبوابه لاستقبال كل من يرغب في التثقف حول الرضاعة الطبيعية وسبل الاعتناء بالرضع، في صفوف مجانية تقدم شهرياً. ومعلوم أن شهور الحمل تشكل لدى السيدة التي تنتظر مولوداً للمرة الأولى، مزيجاً من الإثارة والقلق والترقب، ما يولّد حاجة ملحة إلى متابعة صفوف خاصة بالاستعداد للولادة. لقد بات لدى الحامل فرصة للتعبير عن مخاوفها وتجاربها، ومزاولة تمارين معينة كالتنفس والتدليك والتحرك والتموضع. كذلك، تزود بمعلومات مفيدة ونصائح عملية عدة، مثلاً حول حقنة التخدير في العمود الفقري epidural وسبل التمييز بين التقلصات الصحيحة والخاطئة، وحتى طريقة تغيير حفاض الرضيع، وغيرها من الأمور التي تسهل مرحلة ما بعد الولادة لتي غالباً ما يغفلها الأطباء. وتشرف على الصفوف قابلات اختصاصيات خبيرات يحرصن على جعلها مفعمة بالمرح والحيوية كما يشجعن المناقشات المفيدة. كما إن الآباء مرحب بحضورهم الجلسات. وتلفت منسقة البرنامج ريتا عاقوري إلى أن «من شأن هذه الصفوف تحضير الأم جسدياً ونفسياً عبر تعليمها تقنيات التعامل مع المخاض ما يرسخ لديها مستوى عالياً من الثقة في قدرتها على الدخول إلى غرفة الولادة بلا خوف وقلق والتحلي بالتوق لاستقبال مولودها المنتظر». وشددت عاقوري على أهمية تثقيف الزوجين اللذين ينتظران مولودهما ومدهما بكل ما يلزمهما من معلومات كي يكونا على دراية واستعداد للمرحلة الجديدة. إن المخاض، كما تعكس العبارة، يمكن أن يكون صعباً وشاقاً جداً ومع اقتراب الحمل من نهايته ينتاب سيدات كثيرات قلق وخوف مما سيواجهنه. لذا، فإن الاستعداد وتعلّم بعض الأمور عن المخاض وموعده والشعور الذي يرافقه، سيساعدان بالتأكيد في تبديد مخاوف وهواجس كثيرة.