أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى    نائب أمير جازان يفتتح المعرض التقني والمهني بالمنطقة    انعقاد الاجتماع التشاوري للدورة 162 لمجلس الوزاري الخليجي    الأمير عبدالعزيز الفيصل يتحدث عن نمو السياحة الرياضية    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    على نفقة أمير تبوك.. توزيع معونات الشتاء في قرى وهجر ومراكز المنطقة    آل دغيم يهنيء سمو محافظ الطائف ومجتمع الطائف بهذه الخطوة التنموية    "الأمن السيبراني".. خط الدفاع الأول لحماية المستقبل الرقمي    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    الإحصاء: ارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير بنسبة 17.4 % خلال عام 2023    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية بذكرى استقلال بلاده    اليونسكو: 62% من صناع المحتوى الرقمي لا يقومون بالتحقق الدقيق والمنهجي من المعلومات قبل مشاركتها    انخفاض أسعار النفط وسط زيادة مفاجئة في المخزونات الأميركية وترقب لاجتماع أوبك+    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الاستسقاء في جامع الإمام تركي بن عبدالله    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    مصير غزة بعد هدنة لبنان    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    شخصنة المواقف    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    النوم المبكر مواجهة للأمراض    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    غولف السعودية تكشف عن المشاركين في البطولة الدولية    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية تجميلية في الوجه افضل من عشر اجازات في الكاريبي !
نشر في الحياة يوم 10 - 05 - 1999

"اذا كنت مجرماً ومطلوباً من "الانتربول" فهذه قد تكون فرصتك للهروب من العدالة".
ليست هذه نكتة يبثها أحد مهووسي الكومبيوتر عبر الانترنت بل واقعة يؤكدها الدكتور محمد ذهني فرّاج، مستشار جراحة القلب والصدر في لندن، حيث يقول ان الكثير من مجرمي العالم يذهبون الى طبيب جراحة تجميلية مشهور في البرازيل ويقومون بإخفاء معالمهم لتضيع حتى عن أقرب الناس إليهم.
غير أن المجرمين الأثرياء ليسوا على ما يبدو الأكثر اهتماماً بهذا النوع من الطب، فأرقام العمليات الجراحية التجميلية تتزايد في العالم بشكل رهيب، وفي بريطانيا، حيث يعتبر الشعب البريطاني محافظاً يجري ستون الف بريطاني عمليات جراحة تجميلية. وفي استفتاء أجري هذه السنة سئلت فيه حوالى عشرة آلاف امرأة في مختلف بقاع بريطانيا، تبين ان حوالى ثلث النساء تحت سن الأربعين يفكرن باجراء عمليات تجميل، وفي اميركا وحدها تزداد نسبة الجراحات التجميلية 125 في المئة سنوياً، واذا كانت هذه الأرقام صحيحة فمن الممكن أن تصبح الأمة الأمريكية خلال خمسين عاماً شعباً من "المجروحين تجميلياً" عن بكرة أبيهم!
هذه النسبة يمكن استيعابها اذا عرفنا أن بعض الأشخاص يقومون بعدد كبير من العمليات، مثل الأميركية سندي جاكسون التي قامت ب29 عملية جراحية خلال عشر سنوات، أجرت خلالها عمليات لازالة الجيوب تحت عينيها، ونفخ وجنتيها، وتوسيع المسافة بين عينيها وانزال عظمة حنكها الى الأسفل، ووشم ماكياج على وجهها بحيث تبدو بالشكل نفسه حتى عندما تستيقظ صباحاً. والسبب الذي تقدمه لكل هذه العمليات هو أنها ترفض ترك الطبيعة تقرر مصيرها "فقط لأنني خسرت في يانصيب الجينات" على حد تصريحها لقناة "بي بي سي" الثانية البريطانية.
ظاهرة العمليات الجراحية التجميلية، مثلها مثل الفضائيات، وأفلام هوليوود، تجاوزت حدود العالم الغربي، ولم تعد "موضات" للتفكّه عليها في التلفزيون، باعتبارها عجائب من العالم، ولم تدخل عمليات الجراحة التجميلية البلاد العربية فحسب، بل ان بلادنا صارت تقوم بانجازات رقمية فيها، تؤهلنا لأن نكون، نحن أيضاً، في بلاد أكثر بعداً منا عن "الحضارة" والاستهلاك، "عجائب من العالم"، ومن ذلك أن نسبة الاهتمام "الرجالي" العربي بالتجميل والجراحة التجميلية هي ضعفا او ثلاثة أضعاف نسبتها في بلد مثل بريطانيا.
الأرض بتتكلّم عربي!
ذكرت مقالة نشرت في الملحق السابق المخصص للتجميل في جريدة "الحياة" أن 30 في المئة من العمليات الجراحية التجميلية من شدّ وجه وبطن وشفط دهون في مصر يقوم بها رجال، وهو جزء من توجّه كبير، على ما يبدو، لدى الرجال العرب للاهتمام ب"جمالهم"، فقد لاحظت كل خبيرات التجميل اللواتي قابلناهن مؤخراً ان الرجال العرب يبدون اهتماماً متزايداً بمسائل التجميل وهم يشترون الكريمات والمطريات وكريمات العين لاستعمالهم الشخصي. ولاحظت احدى الخبيرات ان الرجال والنساء العرب لا يهتمون بكريمات تنظيف البشرة وكريمات العناية بالجسد، ولذلك انتبهت الى أن الرجال العرب عندما يأتون في فترة عيد الميلاد لشراء الكثير من العطور وكريمات العناية بالجسد والوجه فإن هذا النوع من الطلب ليس للمرأة العربية وانما للغربية التي جاء الرجل خصيصاً من أجلها.
ومن الطريف أن خبيرات التجميل لاحظن أن عطراً من ماركة "شارلي" Charlie يستهلك بكميات كبيرة في بعض البلدان العربية وعادة ما يطلبه الزبون قائلاً: "اريد شارلي المصنوع في اسرائيل". وكانت الموظفة ترد: "ليس هناك شارلي مصنوع في اسرائيل بل هناك شارلي مصنوع في فرنسا" إلى أن صار يأتيها زبائن ويطلبون الطلب نفسه فصارت تضطر للقول ان "هذا هو شارلي المصنوع في اسرائيل".
وما لبثت الموظفات لاحقاً ان اكتشفن ان عطر شارلي النسائي الذي يباع بكميات كبيرة كان يستخدمه الرجال لا النساء.
نسبة عمليات التجميل للرجال في بريطانيا، بحسب طبيب الجراحة التجميلية عواد عواد هي بحدود 15 الى 20 في المئة، وسبب ذلك هو "ان اهتمام الرجال بشكلهم أقل من اهتمام النساء"، أما الدكتور باسم متي، أخصائي الجراحة التجميلية، والاستشاري في مستشفى "تشارنغ كروس"، فيعتقد ان نسبة الرجال الذين يقومون بعمليات جراحية تجميلية في لندن هي 15 في المئة، وان النسبة في ازدياد.
ويعزو الدكتور عمر احمد ازدياد عدد الرجال الذين يخضعون لعمليات جراحة تجميلية الى "تغير في صورة الرجل الجذاب عند المرأة، واذا كان الرجل قديماً يجذب المرأة من خلال العضلات والفروسية، فإن الرجال العصريين الحاليين، متأثرون بالصور الشائعة في الاعلام والتي تقدم الرجل الأنيق، الذي يجذب المرأة بلبسه أو قصة شعره، او شكله، باعتباره النموذج الجذاب للنساء".
نسبة الرجال الذين يقومون بعمليات تجميلية حسب احمد جواد هي بحدود 10 في المئة، وهو يعتقد أن أحد أسباب قيام الرجال العرب بعمليات تجميل، يكمن في ان الرجل في المجتمع العربي حرّ يستطيع السفر الى اوروبا للقيام بعملية من دون أن يسأله أحد إلى أين أنت ذاهب، وماذا تريد أن تفعل.
وأنواع العمليات التي يقوم بها الرجال: ازالة الدهون، تصغير صدر، ازالة الشحوم من البطن، تعديل أنف، الصلع. وحسب احمد جواد فإن قسماً كبيراً من عمليات ازالة الصلع غير مجد ولا مضمون.
أما الدكتور خليل فاضل، استشاري الطب النفسي، فيقول: "عملت في أكثر من بلد عربي، وقد رأيت الكثير من الرجال يقلّمون أظافرهم ويضعون المينيكير الفاتح ويتكحلون بالكحل العربي والماسكارا ولكن يختارون الألوان الفاتحة بشكل لا يظهر أنهم يستخدمون الماكياج".
ويعيد الدكتور فاضل ذلك لسببين: الأول هو الغنى المفاجئ الذي أدى الى مجتمع رفاهية واستخدام قشور التكنولوجيا، ما أدى لانقلاب اجتماعي ونفسي في الدور النمطي للرجل والمرأة، حيث يفترض أن يتصف الرجل بالرجولة، والمرأة بالخجل والتهذيب.
ويعتبر الدكتور فاضل ذلك انقلاباً على مستوى لاشعوري غير مقصود، وحصل على شكل تبادل أدوار بين الرجل والمرأة، بحيث أصبحت لدى الرجل رغبة أن يتمثل بشيء آخر جميل، والجميل في الدنيا هو المرأة. لقد ملّ الرجل من الخشونة وأصبح يميل للنعومة. ويقول الدكتور عواد ان الرجل العربي يهتم بجسده اكثر من الغربي، فرجال العرب لديهم تشوهات اكثر، بسبب الكروش والدهون.
الزبائن: فنانون وأغنياء؟
ما هي الفئات الاجتماعية التي تقوم بعمليات تجميل في بريطانيا، وهل هي ترف للأغنياء فحسب؟
يعتبر الدكتور احمد جواد ان التجميل لم يعد حكراً على الأغنياء، فهو مطلوب من جميع القطاعات، وخصوصاً المتوسطة، ودون المتوسطة، لأنه يعطي ثقة بالنفس، ويعطي دوراً أكبر في المنافسة مع الآخرين.
ويوافق الدكتور عواد مع الدكتور جواد على دخول فئات الطبقة المتوسطة في بريطانيا ميدان العمليات التجميلية، ويعتبرها قادرة على القيام بذلك لأن العمليات ليست مرتفعة التكاليف عليها وعموماً فان اجراء عمليات التجميل أمر سهل في مجتمع يسوده الرخاء العام. ففي المجتمعات الغربية لا تتجاوز تكاليف عملية التجميل كلفة اجازة لعائلة خارج بريطانيا، وعمليات التجميل بازدياد بسبب ازدياد المعرفة بين الناس في هذه المسائل من خلال التلفزيون ووسائل الاعلام.
ولا يتفق الدكتور باسم متي مع زميليه حول الفئة الاجتماعية التي تقوم بعمليات تجميلية، فهو يقول ان من يقومون بهذه العمليات هم من الأغنياء، والذين يستطيعون الدفع، كفئات الممثلين والأغنياء الأجانب، ومنهم العرب.
ولكن الدكتور عواد يشير إلى أن زبائنه من الوافدين هم غالباً من الطبقة الغنية في المنطقة العربية او الطبقة "المرتاحة مادياً"، او الطبقة ما فوق المتوسطة. ويأتيه أحيانا فنانون، وأناس معروفون ومشهورون، منهم عارضات أزياء او ممثلون، وأغلب القادمين هم من الخليج والسعودية والأردن وكذلك من افريقيا والهند وباكستان. كما أن قائمة زبائن الدكتور جواد تضم كثيراً من المذيعين والناس المشهورين الذين يظهرون على الشاشة.
وهل تجري عمليات جراحية لمراهقين ومراهقات؟
يقول الدكتور عواد: "أصادف ذلك. تأتي احياناً بنات بعمر 16 سنة لديهن عدم نضوج في الصدر او لديهن تشوهات خلقية بشكل يمنع الصدر من النمو نهائياً ما يؤثر عليهن نفسياً".
الجرّاح الشاطر لا يسلّم رأسه!
ولكن اذا كان الناس بهذا الاندفاع والحماسة لتسليم وجوههم وأجسامهم لأطباء التجميل، فهل نجد الحماسة نفسها عند هؤلاء الأطباء أنفسهم، وهل يمكنهم أن يسلموا أجسامهم لجرّاحين مثلهم؟
الدكتور عمر احمد، استشاري الطب النفسي، يرى انه لا يحتاج إلى عملية تجميل، "ويجب أن يقبلني الناس كما أنا، واذا لم يقبلوني، فهذه مشكلتهم، وليست مشكلتي"، أما الدكتور فراج فيقول: "لست ضد عملية التجميل اذا كان غرضها تحسين مجرى حياة الشخص، واذا كانت زيادة السعادة ممكنة عن طريق التجميل فهذا ليس غلطاً، ولكنني ضد عمليات التجميل التي تغير منظر الانسان بشكل كامل".
أما الدكتور أحمد جواد فيرى أن ذلك ممكن. وهذا يتعلق برأيه بفائدة العملية له من الناحية النفسية. ويضيف ضاحكاً: "من ناحية أخرى اذا فكرت في الزواج مرة أخرى، فيمكن أن أقوم بذلك!".
ويوافق الدكتور متي على رأي فراج وجواد ويقول: "بالتأكيد. سأقوم بعملية اذا احتجت الى ذلك، واذا كنت مقتنعاً 100 في المئة بفائدتها لي، فأقبل ما أطبقه على الآخرين"، وعندما واجهته قائلة: "ولكن وجهك مليء بالتجاعيد فلماذا لا تقوم بعملية إذن؟"، رد: "عندما أشعر بضرورة العملية سأختار من أثق به من زملائي الجراحين ليقوم بها".
ويقول الدكتور عواد: "يمكن أن أفكر بالقيام بعملية تجميل في منطقة غير متوازنة او غير جميلة او غير طبيعية في جسمي، لو كنت محتاجاً لذلك، لكنني اذا حافظت على نفسي بالرياضة والغذاء الصحي وعدم التدخين، فلن أحتاج، واذا احتجت، فسأخاف من القيام بعملية، لأن من الصعوبة العثور على الشخص المناسب للقيام بهذه العملية".
أنا جميل إذن أنا مريض!
هل يمكن أن نعتبر هوس بعض الأشخاص، مثل سندي جاكسون ولا ننسى مايكل جاكسون أيضاً، بالعمليات الجراحية نوعاً من المرض النفسي؟
الدكتور عمر احمد، استشاري الأمراض النفسية والعصبية في عيادات مستشفيي كرومويل وتشارتل بلندن، يعتبر ذلك نوعاً من الوسواس التكاملي، فهؤلاء الناس برأيه "يريدون أن يصبحوا كاملين في كل شيء".
ويتابع: "ان الهدف من عمليات التجميل هو التصحيح في الشكل، ويختلف هذا عن النوع الآخر من العمليات وهي تغييره بشكل شبه كامل، لأن هذا النوع من الناس، هم أناس نرجسيون، يريدون الحصول على اعجاب كل الناس، ويعتبرون العالم مسرحاً، وأنهم وسطه، والجميع يقول عنهم أنهم جميلون. إنهم الطبعة الانسانية من الطاووس".
ستيفاني سيمور، السوبر موديل، قد تكون واحدة من هؤلاء الطواويس، فهي أصدرت كتابا بعنوان "أسرار الجمال للمبتدئات"، ومع ذلك انتقدها خبراء الجمال في صميم تخصصها، اذ أشاروا الى ان الجراحة التجميلية التي أُجريت لها لتكبير حجم شفتيها، أدت الى تأثير عكسي، لأن شفتيها قبل الجراحة كانتا اكثر جمالاً وتناسقاً.
هذا النوع من الهوس بالعمليات الجراحية التجميلية يعتبر نوعاً من الادمان والبحث المستمر والاثارة المرتقبة مع شخص مختلف تماماً لا يمت للشخص الأصلي بصلة "عندما ينظر الى المرآة للمرة الأولى بعد الجراحة"، حسب رأي الدكتورة جمال حسان، استشارية الطب النفسي.
دهن في البرّاد وثقب في الرأس!
أحدث التكنولوجيات في الجراحة التجميلية - حسب الدكتور احمد جواد - هي القيام بثقب في مكان غير ظاهر تحت قشرة الرأس مثلاً لادخال كاميرا تلفزيونية واجراء بعض العمليات.
ويضيف ان جراحة نقل الدهن من منطقة إلى أخرى تعتمد على اخذ الدهن من المناطق الزائد فيها في الجسم ويخزن بدرجة تبريد عالية لمدة سنتين حيث يمكن للمريض أن يعود ويأخذ من دهنه المخزون للقيام بعمليات تجميل أخرى تحتاج لدهن مثل عمليات الوجنتين. ومن الآلات المستخدمة في العمليات التجميلية آلة كبس الدهن من الخارج لعلاج السيلولايت والتي تعمل على مساج لتكسير الدهن السطحي.
كيف تكون ردة الفعل الأولى للخاضع لعملية جراحة تجميلية عندما يرى نفسه في المرآة للمرة الأولى؟
يلاحظ الدكتور احمد جواد ان ردة الفعل الأولى هي الضحك عندما يرى المعالج التغيير. وأكثر العمليات التي تؤدي الى استغراب هي عمليات تكبير الصدر، واكثر ردود الفعل دهشة وسروراً تكون بسببها.
أما الدكتور متي فقد قام قبل يوم من مقابلتي له بعملية شدّ وجه لسيدة، وعندما شاهدت وجهها في المرآة انقضّت على الطبيب تقبيلاً وحضناً، وهذه من الأمور التي تدخل السعادة في قلب الطبيب كما الشخص المعالج.
بطن كلوديا شيفر ب1200 جنيه!
لم يقنعنا تردّد الأطباء بالقيام بعملية تجميلية، فهل تشجّعنا أسعارهم على ذلك؟
قدّم عواد عواد، الجرّاح في إحدى أغلى مستشفيات لندن، قائمة بالأسعار على الشكل التالي:
الأسعار للتداخل غير الجراحي مثل حقن دهن او Botox او اعطاء مرهم، بين 150 و 300 جنيه.
العمليات الصغيرة مثل شفط دهن من منطقة معينة، مع تعديل بسيط، او عمليات العيون، بين 1000 و1500 جنيه. العمليات المتوسطة مثل تعديل أنف أو تصغير او تكبير صدر 3000 جنيه. العمليات الكبيرة، كشدّ الوجه، حوالى 5000 جنيه. ويعتبر د. عواد أن أسعار العمليات التجميلية في بريطانيا بالنسبة للناس ليست غالية، ففي المجتمعات الغربية الطبقة المتوسطة تملك بيتا وسيارة وتستطيع الذهاب في عطلاتها خارج بلادها، وتكاليف عملية التجميل فيها لا تتجاوز تكاليف اجازة لعائلة خارج بريطانيا.
أما قائمة الدكتور احمد جواد فكانت على الشكل التالي:
تعديل أنف 2000 - 2500 أو اكثر، تكبير الشفاه 1500 جنيه، أعلى رقم لعملية 8000 جنيه ويمكن أن يجرى في هذه العملية ثلاث عمليات في وقت واحد: شفط دهون، تكبير صدر وشدّ وجه.
أما مجلة "كوزموبوليتان" المعلومات من الدكتورة جمال حسان فتقدم المسألة بمنظور مختلف ومشوّق مقياسه المشاهير فتقول ان الجراحة التجميلية قد تساعد المرأة في الحصول على أنف كأنف ليز هارلي 2700 جنيه ووجه مثل وجه غولدي هون 4300 جنيه وصدر باميلا اندرسون بتكلفة 3600 جنيه ومؤخرة كمؤخرة سندي كروفورد 4000 جنيه وبطن كلوديا شيفر 1200 الى 4000 جنيه، وفي عالم الرجل يتهافتون على وجه مثل هيو غرانت 3000 4300 جنيه أو صدر بيتر اندري 1200 4000 جنيه او أنف جيمي ثيكستون مقدم برامج التلفزيون 2700 جنيه.
كامل الأوصاف!
وهذا يدفعنا مجدداً للحديث عن نجاح هذه العمليات. سألنا الأطباء المختصين بهذا الأمر لنعرف ان كانت آراؤهم ستتفق مثل الاتفاق في قوائم أسعارهم؟ باسم متي رأى أن من الممكن تغيير الشكل بشكل كامل وأن من الممكن اجراء عملية تقريب شكل شخص الى شخص آخر وذلك يعتمد على طبيعة العظم والجلد، وان كان كطبيب جراح لا يقبل ان يغيّر شكل المريض كما يريد، فالمريض الذي يطلب هذا النوع من الطلبات هو على الأغلب مريض نفسي، ومن الممكن أن يطلب اليوم أن يصبح شبيهاً بمايكل جاكسون وغداً يريد أن يصبح مادونا.
عواد عواد قال أن بعض زبائنه يحضرون معهم بعض الصور للتشبه بأصحابها، لكن منهجه أن لا يغير ملامحهم، وأن لا يظهر أنهم قاموا بعمليات، بل يوجه نظرهم الى المناطق التي تحتاج تحسيناً في شكلهم. وهو يعمل على تجميل القبيح، أو تحسين الغلط، وليس تحسين جمال الجميل.
عادة يكون الشبه موجوداً، ويتم العمل على تقريب الشبه أكثر، وذلك باجراء بعض العمليات البسيطة للحصول على شكل شبيه بالآخر. لكن عواد عواد يؤكد أنه "لا يمكن تحويل انسان من نقيض الى شبيه. ولذلك يمكن تغيير شكل 100 في المئة الى شكل آخر مختلف تماماً، ولكن لا يمكن تقليد شكل معين 100 في المئة، بمعنى أوضح، يمكن تغيير شكل شخص الى النقيض، ولكن لا يمكن تغيير شكل ليصبح مشابهاً 100 في المئة لشخص آخر".
يحدث مع الأطباء الكثير من الطرائف مع زبائنهم، وعن ذلك يقول الدكتور احمد جواد: "يأتينا كثيراً حالة أم وابنتها. في احدى الحالات جاءت أم وابنتها لاجراء عمليتي تجميل. الأم تريد شدّ وجه، والبنت تريد تكبير صدر، فجرى بينهما جدل طريف جداً، الأم تقول أنا أولاً، والبنت تقول أنا أولاً، اذ أنهما لا تستطيعان دفع تكاليف العمليتين معاً، ففي هذه الحالات البنات يتغلبن على الأمهات دائماً، بسبب عاطفة الأم على البنت".
أما الدكتور عواد فحصل له سوء تفاهم مع احد زبائنه اذ ان اسم الجراح التجميلي بالانكليزية هو "بلاستيك سيرجن" وتعني باللاتينية، التشكيل والتكوين. يقول الدكتور عواد: "جاءني مريض قبل نحو ثلاثة اعوام يطلب اجراء "بلاستيك سيرجري"، وعندما شرحت له بالتفصيل ماذا سيتم خلال العملية، قال لي، هل تمانع أن أسألك سؤالاً محرجاً؟ أنتم قلتم لي إنني سأعمل "بلاستيك سيرجري"، وطوال شرحك للعملية لم تذكر لي أين ستضع البلاستيك في عمليتي! فاضطررت لشرح له ان العملية تعني اعادة تشكيل ما يحتاج لتعديل في الجسم، ولا نعني بها وضع بلاستيك في الوجه او الجسم".
وهكذا، فإذا كان هذا التحقيق، قد حسّن، من دون قصد، سمعة الجراحة التجميلية لدى "المطاريد" والهاربين من السلطات القانونية فقد أحبط همّة الراغبين في الهرب من تأثير العمر والزمن، او الراغبين، ببساطة، بتغيير أشكالهم. إذن للمهتمين بالموضوع، وحتى اشعار آخر: لا امكانية موجودة حتى الآن لتحويل غير الجميل الى جميل وغير ذات حُسن الى حسناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.