أمتع الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا عشاق كرة القدم على مدار 16 عاماً من 1978 الى 1994، وقدم خلالها فنوناً جديدة في المراوغة والخداع والتمرير والتسديد.. وفي التمثيل والغش أيضاً. امتلك مارادونا افضل قدمي يُسرى لأي لاعب كرة قدم على مر العصور... لم تكن في قوة قدم الهنغاري بوشكاش ولكنها كانت أدق. وبرع مارادونا رغم قصر قامته في خداع جميع منافسيه أصحاب القامات الفارعة بأدائه السريع وتغيير اتجاهه المفاجئ وتحكمه الفائق في الكرة بالاضافة الى حركة كتفيه في التمويه، ولا ينسى أحد هدفه الاسطوري في مرمى انكلترا في نهائيات كأس العالم 1986 بعدما راوغ خمسة من لاعبي انكلترا تباعاً وبعدهم الحارس بيتر شيلتون في انطلاقة لمسافة 40 متراً قبل ان يودع الكرة في الشباك. كشف مارادونا مهاراته مبكراً بين رفاقه في الحي الفقير الذي نشأ فيه، وانضم صغيراً الى نادي بوكا جونيورز ولعب مباراته الأولى مع الفريق الأول قبل أن يكمل 16 عاماً، وانضم سريعاً الى منتخب الارجنتين تحت قيادة مينوتي، ولعب مباراته الاولى بعد شهور قليلة من عامه السادس عشر، لكن الاختيار تجاوزه لكأس العالم 1978 في الارجنتين، وهذا ما دفعه للثأر في كأس العالم للشباب 1979 في اليابان وأحرز لقبها بجدارة، وانتظر بعدها 3 سنوات واثبت في مونديال 1982 أنه أحسن لاعب في العالم. المكسب الثاني من مونديال 1982 كان احترافه في نادي برشلونة الاسباني أغنى أندية العالم في ذلك الوقت، واصبح مارادونا أغلى لاعب في التاريخ في ذلك الوقت. لاحقته عين الحسود بسبب المال الوفير الذي تدفق عليه، وعانى من المرض مراراً ومن الاصابة كثيراً حتى كانت الصدمة الهائلة من مدافع اتلتيكو مدريد غويكوتشيا الذي خاشن المارد القصير، فسقط على الارض صارخاً من الألم وكشفت صور الاشعة تفتت عظام الكاحل. وبقي النجم في غرفة العمليات 7 ساعات وظلت قدمه في الجص ثلاثة شهور، وابتعد عن الملاعب سبعة شهور وقرر في نهايتها ترك اسبانيا الى مكان آخر أكثر نظافة في الأداء. لم يلعب مارادونا سوى 36 مباراة فقط مع برشلونة خلال الموسمين، وانتقل الى نابولي الايطالي بعدما تضاعف سعره مرتين ونصف المرة واصبح مجدداً أغلى لاعب في العالم. صعد نابولي من المؤخرة الى الوسط واحتل المركز الثالث في الدوري عام 1986، وتحولت جماهير نابولي من تشجيع المنتخب الايطالي في مونديال 1986 الى تشجيع مارادونا ومنتخب الارجنتين، واحتفلت بفوز مارادونا وبلاده بكأس العالم، وكأن مدينة نابولي تابعة لدولة الارجنتين الاميركية الجنوبية. كان المونديال المكسيكي نقطة التحول الرئيسية في حياة مارادونا كلاعب كرة قدم، سلباً وايجاباً في توقيت واحد. قدم خلاله من الفنون ما لم يقدمه لاعب في نهائيات كأس العالم منذ 1930. أكد مارادونا في تلك النهائيات أن لاعباً فذاً يمكنه ان يقلب الموازين وأن يقود فريقاً متوسط المستوى الى الفوز بكأس العالم، ولم يكتف بدور القائد ولا صانع الألعاب بل تحول الى الهداف في أهم مباراتين ضد انكلترا وبلجيكا في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي، وسجل أهداف منتخبه الأربعة في المباراتين، وكانت تمريرته الساحرة الى بوروتشاغا في المباراة النهائية ضد المانيا الغربية هي مسك الختام. لكن الجانب السلبي تمثل في هدفه الأول ضد انكلترا، حيث وصلته كرة عالية فقفز مع الحارس شيلتون ولمس الكرة بيده لتتحول داخل الشباك وهو الجرم الذي لم يغفر له أحد. أرقام وأعوام. - دييغو مارادونا من مواليد 30 تشرين الاول اكتوبر 1960. - لعب مارادونا في 20 تشرين الاول اكتوبر 1976 مباراته الاولى في دوري الدرجة الاولى الارجنتيني مع ناديه ارجنتينيوس جونيورز. - في 1977 لعب مباراته الدولية الأولى مع منتخب الارجنتين، لكنه لم يحصل على مكان في تشكيلة بلاده لكأس العالم 1978، قاد منتخب الارجنتين للشباب الى الفوز بكأس العالم في اليابان عام 1979، واختير أحسن لاعب في البطولة. - انتقل عام 1981 الى نادي بوكا جونيورز وقاده الى الفوز ببطولة الدوري للمرة الأولى وشارك في نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا، وتعرض للطرد أمام البرازيل. - انتقل الى برشلونة الاسباني بعد كأس العالم مقابل 3 ملايين دولار، لكنه أمضى عامين غير ناجحين بسبب الاصابة والمرض ثم انتقل الى نابولي الايطالي عام 1984 مقابل 5،7 مليون دولار وقاد منتخب الارجنتين للفوز بكأس العالم 1986 في المكسيك، ونال لقب أحسن لاعب في العالم. - نجح في قيادة نادي نابولي الى احراز بطولة الدوري الايطالي للمرة الأولى في التاريخ عام 1987 والى الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1989، وهو أول لقب دولي للفريق ولكنه رفض الانضمام الى ناديه خلال فترة الإعداد وتخلف عن بداية الموسم، ورغم ذلك تمكن من إحراز بطولة الدوري الثانية لنابولي نهاية موسم 89-90. - خسر نهائي كأس العالم 1990 أمام المانيا الغربية صفر -1. - في آذار مارس 1991 أثبتت الفحوصات تعاطيه الكوكايين خلال إحدى مباريات الدوري الايطالي فتقرر ايقافه 15 شهراً، واعتمد الاتحاد الدولي العقوبة في المباريات الدولية. - في نيسان ابريل 1991 اوقفته الشرطة الارجنتينية لتعاطيه الكوكايين. - في حزيران يونيو 1992 رفض العودة الى ناديه الايطالي نابولي، وطلب الانتقال الى ناد آخر، وبالفعل وقع في ايلول سبتمبر 1992 لنادي اشبيلية الاسباني مقابل 5،7 مليون دولار. - عاد الى منتخب الارجنتين بعد غيبة طويلة في شباط فبراير 1993، وقاده ضد البرازيل في مباراة تذكارية احتفالاً بمرور 100 عام على تأسيس الاتحاد الارجنتيني لكرة القدم. - رفض نادي اشبيلية منح مارادونا مليون دولار من مستحقاته بسبب عدم التزامه وترك النجم اسبانيا عائداً الى الارجنتين، وفسخ اشبيلية عقده من طرف واحد في حزيران يونيو 1993، وانضم بعدها الى نادي نيولز اولد بويز الارجنتيني. - قاد مارادونا منتخب الارجنتين في المباراة الفاصلة ضد استراليا لتحديد الفريق الصاعد الى كأس العالم 1994. - في شباط فبراير طرده نادي نيولز أولد بويز لعدم التزامه بالمران. - اختاره المدرب كارلوس بيلاردو ليقود منتخب الارجنتين مجدداً في كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدة، وتألق في المباراتين الاولى والثانية لكنه سقط مجدداً في كشف المنشطات وابعد عن المسابقة. - التحق مجدداً بنادي بوكا جونيورز عام 96 فلم يستمر طويلاً واعتزل. - رصيده الاجمالي 90 مباراة دولية ولقب كأس العالم 1986، وأحسن لاعب في العالم 1986، وبطولة دوري الارجنتين 1981، وبطل كأس اسبانيا 1983، والدوري الايطالي عامي 87 و1990، وكأس ايطاليا 1987، وكأس الاتحاد الأوروبي 1989، وكأس العالم للشباب 1989.