دعا البابا يوحنا بولس الثاني بلغراد امس الى فتح "ممر انساني" فى كوسوفو من اجل "افواج اللاجئين الذين ارغموا على ترك ديارهم والفرار الى الدول المجاورة". كما طالب في قداس الفصح الذي خصصه ل"ارض كوسوفو الشهيدة" ب"وقف الدوامة الجهنمية للاعمال الانتقامية والنزاعات العبثية بين ابناء الوطن الواحد". وجاء ذلك خلال القداس الذي اقامه البابا على درج كنيسة القديس بطرس امام اكثر من 30 الف شخص من بينهم رئيس الجمهورية الايطالية اوسكار لويجي سكالفارو. وتلا البابا رسالة التهنئة بعيد الفصح، مؤكداً انه "عيد الدم". وعم الاستياء الأوساط الكاثوليكية الايطالية لرفض الرئيس الاميركي بيل كلينتون التجاوب مع طلب البابا ايجاد "هدنة في الفصح". الا ان مصدراً مسؤولاً في الفاتيكان اكد ان "اليأس لن يتملكنا"، مشيراً الى المهمة التي قام بها "وزير خارجية" الفاتيكان المونسنيور جان لوي توران لبلغراد الخميس الماضي التي قال الاخير عنها انها كانت تهدف الى "تحريك الضمير لدى الجميع". داليما من جهة اخرى، قام رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما بزيارة مفاجئة امس الى البانيا، تفقد خلالها عدداً كبيراً من المخيمات التي اقامتها الحكومة الايطالية لاستيعاب آلاف اللاجئين من كوسوفو. وأكد داليما استعداد حكومته للمشاركة بأي جهد انساني من اجل ايجاد حل سلمي لأزمة كوسوفو بالتفاوض، معتبراً انه "لا يزال هناك وقت للسلام ووقت للتفاوض". وأكد مصدر اعلامي في رئاسة الوزراء الايطالية ل"الحياة" ان اجتماع داليما الذي كان يرافقه وزير خارجيته مع أمين سر الفاتيكان انجيلو سودانو ووزير خارجيته جان لوي توران، كان لفرض التنسيق لاطلاق مبادرة جديدة مشتركة لحل ازمة كوسوفو. كما اكد داليما موافقة بلاده على مبادرة الرئيس الروسي بوريس يلتسن التي تشمل دعوة لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الثماني الكبرى، للبحث في السبل الآيلة الى الخروج بسرعة من الازمة الراهنة في يوغوسلافيا وتحويل منطق الحرب الى منطق تسوية.