يبدو ان المنتخب الاولمبي سيكون الضحية الجديدة التي ستقدمها الكرة البحرينية في الفترة المقبلة على الساحة الدولية، وهو الذي سيشارك في منافسات المجموعة الآسيوية الثالثة ضمن تصفيات اولمبياد سيد الى جانب منتخبي لبنان وايران في ايار مايو وحزيران يونيو المقبلين ذهاباً وإياباً. واعتادت الكرة البحرينية في السنوات الاخيرة على تقديم ضحاياها من منتخبات واندية نتيجة الواقع الصعب الذي تعيشه على مختلف الاصعدة، واصبحت في حاجة ماسة الى ما يشبه الصدمة الكهربائية لتفيق وتتطور كما حدث لنظيراتها في بقية البلدان الخليجية. غابت البحرين عن التصفيات الاولمبية المؤهلة لدورة اتلانتا 1996، وعندما تظهر قريباً في محاولة الوصول الى سيدني 2000، نجدها تعود متأخرة من الباب الضيق، حيث تواجه منتخبها عقبات لا اول لها ولا آخر منذ تشكيله في كانون الاول ديسمبر الماضي، رغم ان التصفيات الاولمبية هي اول تحد حقيقي لاتحاد الكرة بعد تشكيله الجديد - والذي سبق تشكيل المنتخب في الشهر ذاته - بعد انتخابات ساخنة افرزتها صدمة "خليجي 14" التي استضافتها البحرين، وخيبت نتائجها آمال جماهيرها. وهرع الاتحاد الجديد الى محاولة تهيئة الاجواء للمنتخب، فاختار له طاقما تدريبياً بقيادة سلمان الشريدة، واعطى للمسؤولين الضوء الاخضر من اجل العمل بسرعة لاختيار عناصر المنتخب من خلال مباريات الدوري وادخالها في تجمعات اسبوعية لبدء مرحلة اعداد جادة. وفي الوقت ذاته وضع الجهاز الفني برنامجاً زمنياً للاعداد . ولان ما يكتب على الورق شيء وما يجري على ارض الواقع شيء آخر، لم تطابق حسابات الحقل حسابات البيدر، لان الشريدة واجه صعوبة كبيرة في تجميع فريقه في خضم الدوري، فتم ارجاء عملية التجمع الى آذار مارس الماضي على امل اقامة معسكر لمدة اسبوع واداء مباراتين مع فريق مقاطعة بريمن الالمانية، فتم التجمع ولكن لم يلعب الاولمبي البحريني سوى مباراة واحدة مع بريمن انتهت بفوز كبير له 4-1... بعدها، تجمد كل شيء بسبب وفاة امير البحرين. رحلة الالف ميل وشعر المسؤولون عن المنتخب بانهم دخلوا فعلاً عنق الزجاجة في الوقت الذي يواصل فيه اللبنانيون والايرانيون استعداداتهم، لذا لم يجدوا بداً من ضغط مباريات الدوري الممتاز وانهاء جولاته السبع الاخيرة خلال 25 يوماً فقط. واخيراً، بدأت رحلة الالف ميل للمنتخب البحريني نحو سيدني 2000، ومن المقرر ان يلعب المنتخب 4 مباريات، الاولى مع فريق نيوزيلندي سيصل البحرين خلال ساعات، والثانية مع منتخب الكويت الاولمبي هذا الاسبوع، ثم يطير اول الشهر المقبل الى ابو ظبي ليلعب مع نظيره الاماراتي مباراتين قبل ان يتوجه الى طهران مباشرة. واعترف الشريدة بصعوبة المهمة، وقال: "نتمنى ان نسير في الفترة المقبلة حسب ما رسمنا، وما يزيد موقفنا صعوبة ان المنتخبين الايراني واللبناني جاهزان". وتضم القائمة الاخيرة للاعبين التي اعلنها الشريدة عدداً من العناصر الدولية التي مثلت المنتخب الاول مثل غازي الكواري وراشد جمال ومحمود جلال الرفاع الغربي وراشد الدوسري وهادي حميد ومحمد سالمين وحسين علي المحرق ومحمد حسين الاهلي وابراهيم المشخص الحالة.