انفكت اخيراًَ عقدة الالماني اوليفر بيرهوف واحرز هدفين جميلين لفريقه ميلان الايطالي في مرمى فريقه السابق اودينيزي... والمناسبة كانت المرحلة التاسعة والعشرين من بطولة ايطاليا لكرة القدم. وتعرض ميلان في بداية هذا الموسم لهزة عنيفة نزلت به الى وسط الترتيب وهو امر لم يعتد عليه مشجعوه كثيراً، لكنه نجح مع شئ من الهدوء والاستقرار في تخطي الصعاب، وتمكن من صعود سلم الترتيب خطوة خطوة الى ان وصل الى المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن لاتسيو المتصدر. وخلال فترة "الترنح" قوبل بيرهوف، افضل لاعب الماني عام 1998، بعبارات الاستهجان في مباريات كثيرة من محبي الفريق الذين عبروا عن استيائهم برفع لافتات كتب عليها "استيقظ يا بيرهوف" مع انه احرز 15 هدفاً حتى الآن في 29 مباراة هي كل مباريات فريقه في البطولة. صائد الاهداف واعترف قائد منتخب المانيا، الملقب بصائد الاهداف، بانه مر بازمة نفسية حادة بسبب هبوط مستواه الفني واضاعته الكثير من الاهداف السهلة خلال مباريات هذا الموسم، وقال: "اشعر بأنني لم اصل بعد الى مستوى يؤهلني لأكون لاعب ميلانو الاول، لكن هذا لا يعني انني لم أعط الفريق اي شئ حتى الآن... لقد احرزت 15 هدفاً ولم يسجل احد من زملائي اكثر مني". وحول استمرار لافتات الاستهجان، اوضح: "لم أُعر انتباهاً لها لأننا كنا نترنح في وسط اللائحة، اما اليوم، وقد اصبحنا في المركز الثاني، وربما نتمكن من الحصول على اللقب فان الامر تجاوز حدوده". ونفي بيرهوف 31 عاماً ان يكون اكتسب مكانه في ميلان بسبب اصرار مدربه البرازيلي البرتو زاكاروني على اصطحابه معه عندما تولى تدريب الفريق مطلع هذا الموسم قادماً من اودينيزي "اكتسبت مكاني في ميلان عن جدارة واستحقاق وكنت سأنتقل الىه حتى لو بقي زاكاروني في اودينيزي او انتقل لأي ناد آخر، ويكفي انني لعبت المباريات كلها، وهذا خير دليل على انني استحق هذا الموقع، ولا تقولوا انني لعبت لأن زاكاروني اراد ذلك لأنه ليس هناك اي مدرب في العالم يوافق على مشاركة اي لاعب ان لم يكن له دور فعال في خطة الاداء". ويبرر بيرهوف قلة اهدافه هذا الموسم بقوله: "اختلفت طريقة الاداء هنا عما كانت عليه في اودينيزي رغم ان المدرب واحد... ذلك ان امكانات اللاعبين في الناديين مختلفة، والمهم اننا نفوز الآن وهوية من يحرز الاهداف امر غير مهم لان الكل يلعب لميلان". تبّاً للاعلام الرياضي ورأى بيرهوف، ان الاعلام الايطالي له دوره في التأثير على الجماهير "لا ادري ما هي الاسباب الحقيقية وراء عدم حياد رجال الاعلام هنا، انهم يضخمون الامور ويبرزون المساوئ والسلبيات من دون ان يتعرضوا للمحاسن والايجابيات... عندما اضيع هدفاً تقوم الدنيا ولا تقعد، وعندما احرز هدفاً قد تقوم ولكنها تقعد في ثوان... الاعلام في حاجة الى ضبط النفس والبعد عن الاهواء والميول الشخصية، انه يثير الجماهير ضدنا كثيراً وتكون النتيجة ما نشاهده من خروج عن المألوف في الملاعب". وتمنى مهاجم ميلان ان يبتعد الاعلاميون عنه، وان يتركوه يعيش في سلام. ودافع زاكاروني عن لاعبه المفضل: "انه افضل مهاجم لدي والحالة التي يمر بها هي ازمة مؤقتة ستمر سريعاً"، واضاف "الحملة على بيرهوف وحده جائرة لأن الفريق في حاجة الى بذل مزيد من الجهد...المهاجم الموهوب مثله يمر احياناً بمرحلة انعدام الوزن، يفتقر خلالها الى حساسيته المعهودة في تسجيل الاهداف لكنه لا يستسلم بسهولة ويعود سريعاً الى مستواه المعروف". واعتبر المهاجم البرازيلي اموروزو زميل بيرهوف السابق في اودينيزي ان الازمة التي مر بها المهاجم الالماني هي امر عادي: "من الطبيعي ان يتعرض بيرهوف لما تعرض له مع ميلان لأنه كان عليه منذ البداية ان يعرف كيف يخدم نفسه بنفسه... كان عليه ان يبحث هو عن الكرة لا ان ينتظر حتى تصله... الامر في ميلان يختلف تماماً عن اودينيزي. هنا كنا جميعاً في خدمته نتعب ونعرق كي نهيء له الكرات السهلة للتسجيل...وهذا لا يمنع ان بيرهوف نجم كبير وقادر على اثبات ذاته في اي فريق يلعب ضمن صفوفه". مسيرته الايطالية وبدأ بيرهوف مشواره مع الكرة الايطالية في ايلول سبتمبر 1991 مع فريق اسكولي، وخاض اول مباراة رسمية على ارضه وتحديداً ضد ميلان وقد خسرها فريقه بهدف. واستمر معه حتى نهاية موسم 94-95، وانتقل بعد ذلك الى اودينيزي ومنه الى ميلان مطلع هذا الموسم. شارك في 131 مباراة بالدوري الايطالي احرز خلالها 71 هدفاً. حصل في الموسم الماضي على لقب الهداف برصيد 19 هدفاً في 25 مباراة متقدماً على دل بييرو يوفنتوس والبرازيلي رونالدو انتر ميلان بفارق هدفين. وسجل بيرهوف هذا الموسم ثلاثة اهداف بقدمه اليمنى وثلاثة من ركلات جزاء و9 اهداف بالرأس... تمكن في ثلاث مباريات من احراز هدفين امام بولونيا في المرحلة الاولى 3- صفر وساليرنتينا في التاسعة عشر 3-2 واودينيزي في التاسعة والعشرين 5-1، كما احرز هدفين في كأس ايطاليا في شباك تورينو ولاتسيو. حقق مع منتخب بلاده كأس أمم اوروبا 1996 في انكلترا وسجل هدفين رائعين في المباراة النهائية ضد تشيخيا التي انتهت 2-1. لعب لأندية بايرن اوردينغن وهامبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ في المانيا... واسكولى واودينيزي وميلانو في ايطاليا.