كان فوز النجمة على الانصار بهدف واحد في المرحلة ال18 من بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم بمثابة "الانقلاب الابيض"، الذي من المنتظر ان يُفَعِل لقاءات البطولة في المراحل الاربع الاخيرة المقبلة. وقد أسهم الفوز النجماوي على غريمه التقليدي الاول منذ ستة أعوام في دفع الصفاء الى الصدارة، وتقدمه بنقطتين 38 مقابل 36 اثر تغلّبه على الهومنتمن 2- صفر. واذا كانت المنافسة على مراكز الترتيب العام اشتعلت في "الطابق العلوي"، فقد بقيت على حالها في "الطابق السفلي"، لان التعادل عَنْوَن اداء الفرق المتصارعة على الهروب، باستثناء النجمة. فقد تعادل الاهلي صيدا والسلام من دون اهداف، وأهدر الاخاء الاهلي - عاليه الفوز امام شباب الساحل صفر- صفر، كما تعادل البرج والعهد 1-1. استحق الصفاء الفوز بعدما قدّم لاعبوه كل ما عندهم منذ الدقيقة الاولى، ونجح العراقي حمزه هادي في قيادة دفاع الفريق لتقديم اداء خالٍ من الاخطاء والتعقيد قدر الامكان... وتألق خط الوسط بقيادة النيجيري عثمان صالح مسجّل هدفي المباراة، ونجم المرحلة ال18، كما قام خط الهجوم بواجبه ونسّق طلعاته شادي كرنيب... وعلى جبهة النجمة والانصار، كرّر بطل لبنان عروضه الكبيرة العقيمة. فقد كان الطرف الافضل نظراً لسيطرته على خط الوسط واحتواء دفاعه الهجمات النجماوية المرتدة... كما تفوّق لاعبو الانصار بلياقتهم البدنية العالية ففرضوا الضغط على النجمة من خلال الانتشار الفعال لكن الإهدار الدائم للفرص عاب عرض الانصار... ومرة جديدة خسر الانصار نقاطاً مع تقديمه أفضل العروض... وتميّز النجمة "الجريح" بالروح القتالية العالية عند افراده الذين أحسنوا اقفال منطقتهم لكنهم أخفقوا في التهديد المباشر لمرمى الانصار. ولعل أبرز فرسان الفوز النجماوي الحارس وحيد فتال والمدافع النيجيري صنداي أوكو ومحمود كرنيب ومحمد حلاوة، وأكد الناشىء رامي اسعد أهليته للمباريات الكبيرة، كما تأقلم المهاجم وائل نزهة في "وظيفته الجديدة" كلاعب دفاع متقدم، فكان "ستوبر" ناجحاً، استغل موهبته الهجومية مرة واحدة فحقق الهدف الغالي وعاد الى الدفاع عن "عرين" فريقه لتبدأ أثر انتهاء المباراة احتفالات نجماوية، منها تجمهر حشود مناصريه، الذين تابعوا المباراة عبر شاشة التلفزيون أجريت المباراة من دون جمهور امام ملعب النادي في المنارة منتظرة وصول الحافلة التي أقلت اللاعبين من طرابلس. معركة الى ذلك، حصلت معركة شغب ميدانية في مباراة البرج والعهد، والتي أسفرت من حيث العقوبات عن نيل كل من عبدالقادر الرفاعي وعلي رحال البرج وعلي قبيسي ومأمون ديوب العهد بطاقة صفراء، وطرد كل من غسان شويخ وعبدالرحمن شومر البرج، وعامر عبدالوهاب وعلي هادي العهد، وتوقفت المباراة نحو عشر دقائق. ومن المواقف المنفرة في هذه المعركة، توجّه السنغالي عبدالرحمن شومر صوب الحارس العراقي عامر عبدالوهاب فور تلقي شباكه هدفاً من "بنالتي" سددها السوري عبدالقادر الرفاعي، فاستفزّه ودفعه ارضاً لتتحوّل ارض الملعب الى حلبة صراع وتشابك شارك فيها اللاعبون، وسط محاولات فضّ اشتباك من قبل مسؤولي الفريقين وطاقم الحكام بقيادة البولوني ميروسلاف ريسزكا والقوى الأمنية، ولم تكن المدرجات بريئة من تذكية الخلاف.