لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين... وآخر من قرن هذا القول بالفعل كان فريق نادي الشباب عندما هزم الهلال بهدف ولا احلى جاء من قدم لاعب "صاروخي" فعلاً هو عبدالله الشيحان في نهائي كأس ولي العهد السعودي لكرة القدم على الاستاد المتجدد لرعاية الشباب في مدينة الدمام امام نحو 35 الف متفرج تقدمهم ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز. وعبثاً حاول الهلال تكرار سيناريو نهائي دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي عندما حوّل تخلفه بهدفين الى الفوز بثلاثة لاثنين... غير ان الشبابين استوعبوا الدرس ولم تنطل عليهم الحيلة. وكان متوقعاً ان ينتفض الشباب وينفض عن بدنه غبار القول المأثور انه احسن فريق يصل النهائيات واحسن فريق يخسر النهائيات... واحرز تالياً اللقب للمرة الثالثة. لكن ما لم يكن متوقعاً هو ان يظهر يوسف الثنيان وبطانته بتلك الصورة الباهتة التي عبثت بتاريخ النادي. فريق مجتهد لا يضم اسماء طنانة ورنانة، زرع جنبات الملعب، وتألق ككل وقدم عرضاً جماعياً جيداً بقيادة الشيحان وصالح الداوود وعبدالله الواكد وصالح صديق وسالم سرور... وقد وفق مدربه جون فرانسيسكو بعدم الاستعانة بلاعبي الخبرة الكويتي بدر حجي والنيجيري "الثقيل" رشيدي يكيني طيلة الشوطين والدولي السابق "الاثقل" سعيد العويران الا في الشوط الثاني فبدا باهتاً، لان اللياقة البدنية لها الاولوية في مثل هذه المباريات. وفريق تسلح بالسمعة والامجاد لا اكثر فلقي خسارة مستحقة برغم انف دولييه... وفي تقييم سريع لدولييه، فان الثنيان الذي لا يتحمل اللعب لاكثر من شوط واحد لم يظهر الا عندما وجه بكوعه ضربة اصابت وجه الواكد "الواعد" في منتصف الشوط الثاني كادت ترميه في المستشفى من دون ان يمنع ذلك الواكد من القول "سامح الله الثنيان"... ولم يظهر سامي الجابر الا عندما رفعت في وجهه بطاقة حمراء أواخر المباراة... اما التمياط العائد من الاصابة بعد غياب طويل والتيماوي وخميس العويران فكانوا حاضرين غائبين... ووحده الدولي احمد الدوخي حاول ان يفعل شيئاً غير ان يداً واحدة لا تصفق. وشارك الدولي الكويتي بشاردو مع انه مصاب وانكشف مستوى ليتانا لانه كان مكلفاً مراقبة الشيحان فخرج مع نهاية الشوط الاول. الهلال ذو الشعبية الطاغية في حال يرثى لها منذ تصفيات كأس الاندية الآسيوية وتقلق الجميع بما فيهم غير الهلاليين، لان انخفاض مستوى لاعبي اي فريق كبير ينعكس سلباً على المنتخب، ومن غير المستبعد ان يحاسب مدربه خليل الزياني حساباً عسيراً لاخطاء في التشكيلة والخطة وهو لم يستوعب "التكتيك" الشبابي الا متأخراً اي بعدما طارت الطيور بارزاقها... لكن ما عساه الزياني يفعل بلاعبين يغطون في نوم عميق؟ عموماً جاء الفوز الشبابي تتويجاً لعطاءاته في المسابقة بعد ان نجح في اقصاء ثلاثة فرق من العيار الثقيل، وهو تسلى بالاتحاد والنصر وتحلّى بالهلال! وامضت الرياض معقل الهلال ليلة هادئة، ولزم الهلاليون بيوتهم بعد ان حرمهم "اشباح" فريقهم الفوز، وانحصرت آمال الهلاليين ببطولة واحدة فقط هي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ولا يضمن احد ما سيقدمه فريقهم امام الاهلي بعد ايام قليلة. شريط المباراة جس النبض بين الفريقين لم يطل، وسيطرة الشباب على وسط الملعب وضحت بسرعة، وكان سرور والخثران والواكد والسبيعي افضل واسرع من الثنيان والتمياط وابو اثنين وخميس العويران. وبعد 7 دقائق جرب فهد السبيعي حظه وسدد كرة بين يدي الحارس حسن العتيبي، ومررت كرة زاحفة داخل المنطقة الى الشيحان فتدخل ليتانا على آخر رمق وابعدها الى ركنية في الدقيقة العاشرة. وفي الدقيقة 23، نفذ التونسي عيادي الحمروني ركنية لمصلحة الهلال لم تثمر وارتدت الكرة بسرعة الى المعسكر الهلالي ومرر مرزوق العتيبي كرة طويلة الى الشيحان فسبق ليتانا اليها وواجهه الحارس العتيبي الذي فشل في ابعاد الكرة بقدمه، وهو بالتالي مسؤول مع ليتانا عن الهدف، فصار الشيحان وحده امام الشباك وفعل ما فعل. وانذر سالم سرور 25، وانحصرت خطورة الهلال في تقدم الدوخي من الظهير الايمن الى الجناح الايمن في حين طغت الفردية على الاداء الازرق خصوصاً من قبل الجابر والحمروني الذي بدا انه "قرفان" ويريد ان ينتهي الموسم باقصى سرعة للعودة الى بلاده. وسدد العتيبي كرة زاحفة بجوار القائم الهلالي الايسر 31، وقذف الشيحان من زاوية ضيقة صاروخاً كاد يعطب الحارس العتيبي 41 ثم انهى احداث الشوط الاول الشبابي تماماً بتسديدة بين يدي العتيبي في الوقت بدل الضائع. وهبط الاداء الشبابي في الشوط الثاني نسبياً لان توزيع الجهد مطلوب، وخرج ابو اثنين وليتانا من صفوف الهلال ونزل بشاردو وصالح الموينع مكانهما، وانحصر اللعب طويلاً في المنتصف، وازداد تراجع الشباب الى الدفاع ما اعطى فرصة المبادرة للهلال الذي لم يكن له حول ولا قوة. وندرت الفرص والتسديدات على المرميين، وخرج التمياط ونزل التيماوي 71، وحل يحيى ديسا محل الشيحان المجهد 71، وبلغ سرور والداود القمة في ادارة الدفة الشبابية، وكان بشار انانياً عندما دخل المنطقة وسدد بدل ان يمرر الى الجابر 75، وانذر الحمدان لمخاشنته الجابر وانذر 76، ونزل سعيد العويران مكان العتيبي 81، وخرج الواكد بعد "كوع محترم" من الثنيان 84، ورفعت بطاقة حمراء في وجه الجابر، لخروجه عن الآداب العامة اغلب الظن لكنه اعتذر من الحكم العقيلي قبل خروجه فبيّض صورته 87. .... وارتدت الدمام كل الالوان باستثناء اللون الازرق.