أكد المسؤولون الجزائريون ان عمليات الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد تسير على نحو جيد في الصناديق المتنقلة، سواء في الخارج او في الولايات البعيدة أو الثكن العسكرية التي بدأت العملية فيها أمس. راجع ص5. ومع تكرار تأكيد حياد الادارة والمؤسسة العسكرية في الحملة التي استمرت 19 يوماً وفي عملية الاقتراع في الصناديق المتنقلة، أو في الثابتة غداً الخميس، لا يزال هاجس التزوير مسيطراً لدى غالبية المرشحين. وفي ظل تشديد الاجراءات الأمنية في العاصمة، عشية الاقتراع، اجتمع المرشحون الثلاثة احمد طالب الابراهيمي ومولود حمروش وعبدالله جاب الله وممثل حسين آيت احمد في مقر جبهة القوى الاشتراكية لاصدار بيان يؤكد ان "لدينا معلومات أكيدة تثبت لنا ارادة السلطة في اللجوء الى تزوير ضخم للانتخابات"، معدداً مراحل هذا "التزوير"، داعياً الى "توجيه تحذير الى الهيئات والمصالح والادارات المعنية بوقف هذا التزوير". وقد ينضم لاحقاً الى توقيع البيان المرشحان يوسف خطيب ومقداد سيفي، بحسب أوساط مطلعة. ولاحظت هذه المصادر ان البيان الذي ركز على الجانب التقني من العملية لا ينفي اتفاق المرشحين الأربعة على اللجوء الى تصعيد اللهجة لاحقاً. لكن الاعتقاد العام هو ان العملية الانتخابية ستجرى على نحو لن يوفر حججاً كافية لإمكان الطعن في النتائج خصوصاً ان الشكاوى ال38 التي تلقتها اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات جرى البت فيها جميعاً، وان كانت اللجنة تشهد تجاذباً نظراً الى وجود ممثلي المرشحين والأحزاب في عضويتها. وعقد امس زعيم حركة مجتمع السلم السيد محفوظ نحناح الذي انحاز، بعد تردد كثير، الى دعم المرشح السيد عبدالعزيز بوتفليقة، مؤتمراً صحافياً عرض فيه وجهة نظره، متمنياً "ألا تكون للصناديق أجنحة أو صحون طائرة" و"ان يكون للذين ينبهون الى التزوير حجم في مستوى التلويح الى ذلك". أما بالنسبة الى اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات، فاعتبر رئيسها السيد محمد بجاوي ان التخوف من التزوير أمر ايجابي. لأنه يعكس الرغبة العامة في اقتراع شفاف، مؤكداً "لذلك نقف جميعاً كرجل واحد لمنع التزوير". وذكر بجاوي، في مؤتمر صحافي أمس، ان اللجنة تلقت 38 طعناً من المرشحين "درسناها كلها"، وان اللجان الفرعية في الولايات تلقت طعوناً جرى البت فيها و"تم التغلب على المشاكل كلها". وقال ان كل الطعون التي قدمت حسمت داخل اللجنة وفي اللقاءات الدورية مع المسؤولين، رافضاً الرأي القائل ان الانتخابات محسومة سلفاً، وواعداً بأن يتضمن تقريره الى الرئيس الجزائري، بعد انتهاء الاقتراع، كل ما شهدته الحملة الانتخابية وعمليات التصويت. ووصف الحملة التي جرت "من دون أي حادث كبير" بأنها "تسير بصفة جيدة"، مشيراً الى ان التجاوزات الطبيعية في كل عملية اقتراع لا قيمة لها "إلا في حال تأثيرها المباشر على نتيجة الاقتراع"، معبراً عن اعتقاده بأن الحصيلة العامة "ايجابية". ومع بدء التصويت في ثكن الجيش وقوى الأمن، شدد المسؤولون على ان العملية ستتم في اطار الصناديق المتنقلة لجهة وجود ممثلي المرشحين في مراكز الاقتراع. وفي نقل الصناديق الى مراكز الفرز، الخطوة التي تحدث للمرة الأولى وخلال عمليات الفرز. لكن بعض المرشحين شكوا امس من ان ممثلين لهم لم يحصلوا في الوقت المناسب على بطاقات الدخول الى الثكن، الأمر الذي قال بجاوي ان لا علم له به، واعداً بالتدخل بعد الظهر.