شهدت مباراة الأهلي والزمالك ظهر أمس في ملعب القاهرة الدولي في المرحلة الخامسة والعشرين للدوري المصري لكرة القدم مأساة أخلاقية غير مسبوقة. وانسحب فريق الزمالك من الملعب بعد 4 دقائق فقط من بدء اللقاء احتجاجاً على قرار الحكم الدولي الفرنسي الشهير مارك باتا بطرد لاعب الزمالك أيمن عبدالعزيز... وظل باتا في الملعب لمدة 16 دقيقة كاملة بعد اصدار القرار في انتظار عودة لاعبي الزمالك الى الملعب لاستئناف المباراة... ولكنه اضطر مؤخراً للخروج من الملعب وسط حراسة مشددة من رجال الشرطة... واحتفل لاعبو الأهلي مع جمهورهم الكبير بتفوقهم وفوزهم ببطولة الدوري. وتقدم مارك باتا بتقريره أمس الى اتحاد كرة القدم المصري بالواقعة. وتجتمع لجنة المسابقات بالاتحاد غداً لاعتماد فوز الأهلي بالمباراة 2/صفر وفقاً للائحة وتوقيع العقوبات المناسبة على نادي الزمالك ولاعبيه. والانسحاب هو الثاني للزمالك أمام الأهلي خلال ثلاث سنوات... وكان الفريق انسحب في الدقيقة 76 من مباراتهما في حزيران يونيو 1996 احتجاجاً على احتساب الحكم الدولي المصري قدري عبدالعظيم لهدف سجله حسام حسن، وهو الهدف الثاني للأهلي وتقدم به 2/صفر واعتبره لاعبو الزمالك تسللاً. المباراة أخفى اتحاد كرة القدم حكام المباراة عن الجميع حفاظاً على السرية، ولم ير أحد الفريقين مارك باتا وزميليه الا في الملعب. وكانت الشواهد قبل المباراة تسير لمصلحة الأهلي حيث اكتظ النصف الخاص به بأكثر من 50 ألف متفرج بأعلامهم الحمراء... وتناثر 15 ألف زملكاوي في النصف الخاص بالنادي ولكنهم ملأوا الملعب بحماستهم المتدفقة وهتافاتهم لناديهم واللاعبين. وعند نزول الفريقين الى الملعب كان واضحاً الفارق بين الحافز عند الجانبين، وأشرك الالماني راينر تسوبيل مدرب الأهلي ثلاثة مهاجمين - حسام حسن وعلاء ابراهيم وعلي ماهر - بهدف تحقيق الكثافة والفاعلية والضغط لاحراز الفوز. وأشرك فاروق جعفر مدرب الزمالك ستة لاعبين في وسط الملعب ومهاجماً واحداً هو عبداللطيف الدوماني، وهو ما يعكس مخاوفه من منافسه. وحصل الأهلي على ركلة البداية وظهرت أثار الحماسة الزائدة، واحتسب باتا ضربة حرة مباشرة للزمالك خارج منطقة جزاء الأهلي من الناحية اليسرى، ولكن مدافعي الأهلي شتتوا الكرة بسهولة بعيداً عن منطقة الخطر. ونال الأهلي ركلة ركنية في الدقيقة الثانية، وأوقف الفرنسي باتا تنفيذها لتوجيه تحذير شديد الى حسام حسن وبشير التابعي بعد أن تبادلا الدفع والجذب قبل لعب الكرة... وحول علي ماهر الكرة من الركلة الركنية خارج مرمى الزمالك مهدراً الفرصة الوحيدة في الدقائق القليلة. وثارت جماهير الأهلي - على استحياء - ضد الحكم باتا لعدم احتسابه ركلة حرة ضد سيد عبدالحفيظ في نصف ملعب الزمالك، واعتبرها الحكم رمية تماس للزمالك. وارتدت الكرة الى نصف ملعب الأهلي حيث مرر ابراهيم سعيد الكرة أرضية متقنة الى ابراهيم حسن عند خط المنتصف. وفي لحظة استلامه للكرة فاجأه أيمن عبدالعزيز بضربة عنيفة من الخلف وأسقطه مصاباً. وبادر باتا القريب جداً من الحدث باشهار البطاقة الحمراء في وجه أيمن عبدالعزيز معلناً طرده، وهو ثاني أسرع طرد في تاريخ لقاءات القمة بعد طرد نبيل محمود مدافع الزمالك في الدقيقة الثانية بواسطة الحكم الدولي السوري الشهير جمال الشريف، وفاز الأهلي وقتئذ 3/صفر. واعترض لاعبو الزمالك لأكثر من أربع دقائق، وظهر فاروق جعفر غاضباً ومصمماً على سحب فريقه من الملعب إذا تمسك الحكم بطرد أيمن. واتجه لاعبو الزمالك جميعاً بقيادة محمد صبري الى غرفة الملابس وتركوا الملعب خالياً الا من الحكام ولاعبي الأهلي. ضغط مسؤولو الاتحاد المصري على مارك باتا لتأجيل اعلان الغاء المباراة لحين اقناع لاعبي الزمالك بالعودة واكمال المباراة. وبعد 12 دقيقة ظهر اسماعيل يوسف مدرب الزمالك مجدداً في الملعب وتحدث طويلاً مع الحكم، واتجه مسرعاً الى غرفة الملابس وتوقع الجميع عودة لاعبي الزمالك مجدداً الى المباراة. وبالفعل خرج اللاعبون مرة أخرى ولكنهم اتجهوا الى جمهورهم القليل وبادلوه التحية، وعادوا طابوراً واحداً مسرعين الى غرفة الملابس. ولم يجد مارك باتا حلاً بعد مرور 16 دقيقة سوى الدخول الى غرفة الملابس دون اعلان نهاية المباراة، وهي الأقصر في تاريخ لقاءات الناديين ولم تستمر سوى 4 دقائق فقط، وهي الأقصر أيضاً في تاريخ مباريات الدوري المصري في 50 عاماً. الفوز رفع رصيد الأهلى الى 29 فوزاً على الزمالك مقابل 18 .