بعد نكسات كرة القدم السورية عربياً وآسيوياً وعدم تحقيقها اي نتيجة ايجابية منذ اكثر من خمس سنوات، يسعى المنتخب الاولمبي الى نيل رضا مشجعيه في تصفيات اولمبياد سيدني2000 التي ستجمعه مع الكويتوعمان منتصف ايار مايو المقبل... ولا يخفي القائمون على المنتخب تخوفهم من النتائج التي يمكن ان يحققوها والآثار السلبية التي ستتركها على مستقبل اللعبة بعد "العقم" الذي اصابها في السنوات الاخيرة. وفي خطوة جديدة، لجأ اتحاد الكرة الى مدرب وطني هو انور عبدالقادر، علّه ينقذ سمعة المنتخب. لكن هذا الاجراء قوبل بعدم رضا شرائح رياضية واسعة تعتقد بان اتحاد الكرة لم يوفق في اختياره المدرب كونه لا يملك الخبرة الكافية في تحقيق نتائج ايجابية ولان المدرب كان مدرباً لاحد اندية الدرجة الثانية. والى مشكلة اختيار المدرب المناسب، يعاني المنتخب الاولمبي صعوبات في طريقة اعداده لتزامن بطولة الدوري والكأس مع مسابقة تصفيات الدورة الاولمبية كما اكد رئيس اتحاد كرة القدم السابق عبدالفتاح الامير الذي قال: "يعيق تزامن الانشطة الثلاثة تدريب المنتخب خصوصاً فيما يتعلق بالحمل الزائد الذي يتعرض له اللاعب من خلال مشاركاته الاسبوعية في تدريبات المنتخب وناديه... وهناك مشكلة اصابة اللاعبين في الدوري وعدم اتاحة الفرصة امامهم للشفاء التام بفعل من الاندية او من تعطش اللاعبين انفسهم للعب ما يؤدي الى تفاقم الاصابة". ورغم تحميل اتحاد الكرة المدربين الاجانب دوماً مسؤولية فشل المنتخبات السورية فإن الامير لم يكن راضياً عن استبعاد هؤلاء لان الاجانب حسب رأيه لم يعطوا الفرصة الكاملة "حتى يكون المدرب ناضجاً وملماً بكل ما يحيط به يجب ان يكون مستقراً في البلد الذي يعمل فيه لسنوات عدة... ونحن لم نحظ باستقرار المدرب الاجنبي بسبب تعطشنا للنتائج السريعة". من جهته بدا مدرب المنتخب الاولمبي انور عبدالقادر غير مرتاح لمسيرة الفريق لعدم تفرغ اللاعبين، وقال :"نقوم بتجميع اللاعبين ثلاثة ايام في الاسبوع ويؤدون ستة تدريبات، واللاعب يستفيد بشكل جيد لكن ذهابه الى ناديه لخوض مباريات الدوري يؤدي الى حدوث خلل بين اعدادنا له واعداده في النادي". واضاف "بقدر ما يتاح للاعبين من امكانات التحضير الجيد والاعداد المتكامل فان النتائج ستكون ايجابية". اللاعبون والمدرب والمكافآت واكد احد اعضاء اتحاد كرة القدم ان موازنة المنتخب مفتوحة وكل ما يحتاجه يتم تقديمه من دون اي تقصير. واتفق المدرب انور مع رأي عضو الاتحاد لكن الاثنين تناسيا حقوق اللاعبين حيث لا يتقاضى الواحد منهم سوى مئة دولار شهرياً من المنتخب بينما تزيد مكافأتهم من انديتهم عن هذا الرقم، وهي مكافآت تتجمد عند تجميعهم في المعسكرات الاعدادية، وبالتالي يفضل اللاعبون بقاءهم مع انديتهم على الانخراط في المنتخبات. وحول ما يشاع عن دور المحسوبيات في انتقاء اللاعبين رفض عبدالقادر هذا الطرح معتقداً انه لا يوجد لاعب سوري خارج التشكيلة الحالية وضمن الفئة العمرية التي تحددها مشاركات التصفيات الاولمبية. وعبر المدرب عن تخوفه من المجموعة التي سيلعب فيها المنتخب السوري، واصفاً المنتخب الكويتي بأنه "من احسن الفرق العربية ويضم في صفوفه مهاجمين اختيروا افضل مهاجمين في آسيا". ومع هذا، أمل بأن يقدم فريقه اداء مقنعاً في التصفيات وأبدى استعداده للمحاسبة في حال تعثر خطاه. وما يمكن ان يخسره المدرب في حال النتائج السلبية لن يزيد عن مئة دولار يتقاضاها شهرياً لقاء تدريبه للمنتخب الاولمبي، في حين كان المدرب الروماني رادوليسكو يتقاضى اربعة آلاف دولار على اعتبار ان المدربين الاجانب في سورية مصنفون "خبراء". واعتبر انور ان راتبه غير كاف، فرد عليه عضو "الانظمة والقوانين السورية لا تسمح باعطائه اكثر من هذا المبلغ". واصر مدرب المنتخب على ان المدرب الوطني لا يختلف عن المدرب الاجنبي من حيث الامكانات والطاقات ومن المفروض ان يتقاضى اجوراً اعلى مما يحصل عليها الآن. واشتكى معظم اللاعبين من "سوء الاقامة والطعام"، وعبروا عن انزعاجهم لعدم وجود اهتمامهم من قبل اتحاد كرة القدم بالمنتخب الاولمبي، مشيرين الى ان النتائج لن تكون ايجابية اذا ما استمر الاعداد بهذه الطريقة. وانتقد لاعب خط الوسط ماهر السيد طريقة الاعداد والتحضير ووجه سيلاً من الاتهامات الى اتحاد الكرة وادارة المنتخب لقلة اهتمامهما به، وقال :"كل شيء سيئ من الاقامة الى الطعام وبدأنا نشعر بالخوف والملل ونحن نسمع ان منتخبي عمانوالكويت يتم تحضيرهما في اوروبا بينما يتم تحضير المنتخب السوري في دمشق". ولفت السيد الى ان منتخبي عمانوالكويت لديهما الامكانات للتأهل، لكن "نحن لا نملك من هذه الامكانات سوى حماستنا ومحبتنا لوطننا، وكل المنتخبات السورية تعاني من قلة الامكانات وتعتمد بشكل اساسي على حماسة اللاعبين". واتفق هداف الدوري السوري ولاعب المنتخب طلال شومان مع السيد على سوء الاقامة والطعام، وتحدث عن المعاناة التي يعيشها اللاعبون اثناء تدريباتهم لسوء ارضية الملاعب "وهذا ما يعيق فنياتنا". واعرب سيد بيازيد، افضل مهاجم سوري حالياً، عن عدم رضاه عن مستوى الاعداد واكتفى بما قاله زملاؤه. في ظل هذه المعطيات، يجمع المراقبون على ان وضع المنتخب الاولمبي لن يكون افضل حالاً من سابقه باعتبار ان اعداد المنتخبات السورية لا يزال يسير ضمن خطط عقيمة تتكرر قبل كل بطولة، ولم تساعد هذه الخطط حتى الآن على تطور الاداء ورفع مستوى اللعبة. ويضم المنتخب الوطني الاولمبي وجوهاً جديدة. وهنا التشكيلة: حراسة المرمى: سامر سعيد ورضوان الازهر وياسر جركس. الدفاع: احمد عزام وشريف كردية ونيال اباظة وعلي خليل وضرار رداوي وخالد جادبية ومهند عيسى وبلال حاري. الوسط: نهاد الحاج مصطفى وماهر السيد واحمد كوسا ومصطفى حمصي وطلال شومان. الهجوم: سيد بيازيد وزياد شعبو وحسان ابراهيم وانس صاري.