يغيب اياكس امستردام الهولندي للمرة الاولى منذ ثماني سنوات عن دوري ابطال الاندية الاوروبية لكرة القدم لانه اخفق في الفوز بدوري بلاده. اما السبب فيعود الى هجرة لاعبيه الى اندية اوروبية كبيرة طمعاً بالمال من دون ان يتمكن البدلاء من تحقيق التوازن وسد الثغرات. قبل عام واحد، ازيل ملعب "مير" الذي شهد انتصارات كرويف، صار حقلاً كبيراً وستبنى على ارضه عمارات سكنية تحيط بها شوارع "بنفيكا" البرتغالي و"انفيلد رود" الانكليزي و"دللي البي" الايطالي... اسماء خاصة بملاعب أندية عريقة فاز عليها اياكس في الماضي بنفيكا وليفربول ويوفنتوس... وفي مرحلة اولى كان مقرراً اطلاق اسماء مشاهير النادي على تلك الشوارع، غير ان مسؤولي النادي رأوا انه لا يجوز تمجيد لاعب وهو حي يرزق. وانتقل اياكس الى قلعته الجديدة "ارينا A"، وتزامنت النقلة مع انتقال عدد كبير من نجوم الفريق العريق الى اندية خارجية آخرهم الشقيقان فرانك ورونالد دي بور اللذان انضما الى برشلونة الاسباني وسبقهما الى ذلك المدرب لويس فان غال وباتريك كلويفرت وينستون بوغاردي ورود هيسب وميكايل رايستيغر، وتركه دينيس برغكامب ومارك اوفرمارس والنيجيري كانو الى ارسنال اللندني وكلارنس سيدورف الى ريال مدريد الاسباني ودافيدز الى ميلان الايطالي والنيجيري فيندي جورج الى بيتيس الاسباني... وهجرة نجوم اياكس الى اندية اوروبا ليست جديدة بالتأكيد، وفي العقدين الماضيين هجره نجوم كبار بدءاً من يوهان كرويف مروراً بيوهان نيسكنز ورود كرول وجوني ريب وآري هان وماركو فان باستن وفرانك رايكارد... وهي حلقة مستمرة تتكرر الهجرة المكثفة فيها مرة كل خمس سنوات او سبع... اسهمه في البورصة انخفضت وبسبب تدني مستوى الفريق، فإنه فقد بطولة الدوري الموسم الماضي وهو سيفقدها في الموسم الحالي لانه في المركز الرابع ويتخلف عن فيينورد صاحب الصدارة 14 نقطة. ولانه صار يملك فريقاً عادياً هبطت قيمة اسهم اياكس في البورصة بنسبة 30 في المئة، وكان جميع اصحاب الاشتراكات السنوية وعددهم 47 الفاً يحضرون بكاملهم مبارياته ثم انخفض هذا العدد الى 33 الفاً. وللمرة الاولى منذ 1988 اضطر مسؤولو النادي الى اقالة المدرب الدنماركي مارتن اولسن الذي عين مكان لويس فان غال خلال الموسم فحل محله لاعب الوسط الدولي السابق في الفريق يان فاوترز. واذا لم يحالف اولسن التوفيق فلأن الشقيقين دي بور كانا يريدان الرحيل بأي ثمن فضلاً عن اصابة الفنلندي ياري ليتمانن واعتزال الدنماركي ميكايل لاودروب وعدم تكيف الجورجي كينكلادزي. ومهما تغيرت وجوه المدربين في اياكس فإن هامش المناورة الخططية عندهم محدود، فالفريق يلعب دائماً بثلاثة مدافعين وثلاثة مهاجمين واربعة في الوسط، واجتهاد المدرب يجب ان يكون من خلال هذه الخطة. ذلك ان لاعب اياكس لا يعرف لهذه الخطة بديلاً منذ ان يبدأ شبلاً الى ان يصبح في الفريق الاول. هذا يعني ان اللاعبين يجب ان يتكيفوا مع الخطة لا ان تتكيف الخطة مع امكانات اللاعبين. وعندما ترحل المواهب يصبح تعويضهم بلاعبين من خارج النادي امراً صعباً. مستقبل قاتم ولا شك ان الفريق صار خالياً من النجوم الذين قادوه الى كأس ابطال اوروبا للمرة الاخيرة عام 1995 على حساب ميلان الايطالي والمركز الثاني عام 1996 خلف يوفنتوس الايطالي، وإن ملأ النادي خزائنه بالمال. ومن فريق 1995 و1996 لم يعد موجوداً الا ليتمانن وداني بليند وفان در سار. ويعيش الثلاثة موسمهم الاخير مع الفريق لان الاول سينتهي عقده والثاني سيعتزل بعدما تخطى سن الثامنة والثلاثين والثالث مطلوب لمانشستر يونايتد. وفي الفريق ايضاً النيجيري بابانجيدا لكنه ليس بمستوى فينيدي، والنيجيري الآخر اوليسيه، والجورجيان ارفيلادزي وكونكلادزي والجنوب افريقي ماكارثي والبرتغالي داني والدنماركيان توبياسن وغرونكاير والارجنتيني خوان والبولندي رودي والبرازيلي وامبرتو... ولم يقبض اياكس شيئاً عندما تركه كلويفرت ودافيدز ورايتسيغر وبوغاردي لان عقودهم كانت قد انتهت ولا يحق للنادي ان يمنعهم من الانتقال قانون بوسمان... وبعد هذا القانون صار مضطراً الى اعتماد حل من اثنين بشأن لاعبيه الجدد: إذا وقع لاعب شاب عمره 16 عاماً عقداً لسنة او سنتين فان الاندية الخارجية تنتظره بعدما ينتهي العقد وتستعين به، واذا وقع هذا اللاعب عقداً لمدة خمس سنوات يصاب بالاهمال والترهل خلال فترة تدريبه لانه مغطى بالعقد. وفي كلتا الحالتين فإن اياكس خسران. ومن دون فريق قوى لم يعد "ارينا A" ينفع كثيراً، ولم يعد امام مشجعي الفريق الا اجترار ذكريات الماضي العريق.