تصاعدت حدة القتال بين الميليشيات الصومالية في مقديشو، لليوم الثالث امس، في ما بدا تجدداً للصراع القبلي للسيطرة على العاصمة التي قتل فيها امس 22 شخصاً على الاقل وجرح اكثر من خمسين آخرين، كما نزحت مئات العائلات من مناطق الاشتباكات. وكان القتال بدأ بين انصار محافظ مقديشو حسين علي احمد الذي ينتمي الى فرع "ماتان" من قبيلة ابغال التابعة لقبيلة "هوية" الرئيسية، وبين انصار موسى سودي يلحو الذي ينتمي الى القبيلة نفسها، ولكن الى فرع "داؤود"، وذلك في محاولة للسيطرة على اجزاء من العاصمة المقسمة الى عشرات من مناطق النفوذ القبلية. وأكد شهود في مقديشو ومصادر اخرى ل "الحياة" في اتصالات هاتفية امس، ان يلحو الذي كان نائباً لزعيم "التحالف لانقاذ الصومال" علي مهدي محمد وانشق عنه، حاول الاسبوع الماضي فرض اتاوات على التجار في سوق كاران في شمال العاصمة واشتبكت قواته مع ميليشيات تابعة للتجار، وتراجعت قوات يلحو بعد سقوط عشرات من القتلى والجرحى من الجانبين. ويرفض يلحو الادارة الموحدة للعاصمة التي اعلنها علي مهدي وحليفه حسين عيديد قبل نحو عامين وعينوا في إطارها محافظ العاصمة وقرروا اعادة فتح ميناء مقديشو ومطارها الدولي، لكنهم لم ينجحوا في ذلك حتى اليوم لأسباب عدة، من بينها سيطرة ميليشيات يلحو على حي "مدينة" في جنوب شرقي مقديشو حيث يقع المطار والميناء على مرمى نيران قوات يلحو. وتجدد القتال قبل يومين في حي "مدينة" وتصاعدت حدته امس لدى تدخل قوات محافظ مقديشو الذي تعرض منزله للنهب واحرق جزء منه. وكان بين القتلى امس سبعة مدنيين و15 من الميليشيات المتصارعة، منهم الناطق الرسمي باسم المحافظ محمد محمود معلم المعروف باسم "تريبل ام" والقيت جثته مع جثث 6 آخرين من انصاره امام منزل المحافظ. ويعتقد مراقبون في مقديشو ان العاصمة الصومالية ستشهد حرباً شاملة في حال تدخل حلفاء المتقاتلين الكبار، خصوصاً ان لكل منهم مصلحة في السيطرة على المرافق الرئيسية في المدينة بما في ذلك الاسواق الكبيرة والميناء والمطار، التي تعتبر مصدراً مالياً مهماً لتمويل آلتهم الحربية.