سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإمام المغدور تتلمذ على الخوئي والخميني وباقر الصدر وتربطه قرابة بخاتمي ... وسجن 3 مرات وألّف 30 كتاباً . صدام اتصل بالصدر بعد خطبته "القاتلة" وطلب منه منع "المسير الى كربلاء" ووضعه في الاقامة الجبرية لأنه تمرد ... وعندما خرقها اغتيل مع نجليه
سبقت عملية اغتيال آية الله محمد محمد صادق الصدر ليلة الجمعة سلسلة من المواجهات والمواقف المتباينة بينه وبين السلطة العراقية. فالمرجع الشيعي الذي اختارته حكومة بغداد عام 1992 مرشحاً لخلافة الامام ابو القاسم الخوئي، واجه عقبة وجوده موازياً للمرجعية الشيعية التي ارست تقاليد اكثر من الف عام منذ تأسيسها بالنأي عن السلطة او مواجهتها، والتي مثلها آنذاك آية الله الاراكي ثم آية الله السيستاني، والتي يختارها عادة العلماء والمراجع الشيعة الاخرى من دون تدخل السلطة. واختير آية الله محمد الصدر لثلاثة اسباب: الاول ان اسم الصدر ارتبط عراقياً واسلامياً وعالمياً بآية الله محمد باقر الصدر الذي اعدمته سلطات بغداد في الثامن من نيسان ابريل 1980، فهو ابن عمه. كما ان اولاد محمد الصدر الثلاثة الذين قتل اثنان منهم معه وهما مصطفى ومؤمل، متزوجون من بنات الامام محمد باقر الصدر. وفضلاً عن ذلك فان محمد الصدر هو تلميذ الامام محمد باقر الصدر. ولذلك سيقبل به حتى خصوم السلطة التي اعدمت ابن عمه. اما السبب تالثاني فهو محاولة النظام طمس معالم اعدامه مع اخته بنت الهدى، والذي احدث ضجة عالمية وترك اثاراً سلبية في العالم الاسلامي، خصوصاً لدى التيارات الدينية السياسية التي تثقفت على كتابيه الشهيرين "اقتصادنا" و"فلسفتنا". والسبب الثالث هو شخصية محمد الصدر نفسه التي تتسم بالتواضع والليونة والبعد عن التحدي، الامر الذي اعتقدت السلطة العراقية من خلاله انها وجدت الرجل المناسب الذي يلين لها بلا مشاكل او مواجهات. لكن تاريخ المرجعية الشيعية في النجف يعتبر الاعتماد على السلطة امراً شاذاً وغير طبيعي في دعم هذه المرجعية. ومعروف ان الذين اعتمدوا على دعم السلطات في شتى العهود نبذتهم عامة الشيعة وعلماؤها. من هو محمد الصدر؟ ولد آية الله محمد الصدر في النجف عام 1943. وكان ابوه محمد صادق الصدر رجل دين معروفاً ايضاً، وهو الرجل الوحيد الذي سمح له نظام صدام حسين بزيارة الامام محمد باقر الصدر اثناء فرض الاقامة الجبرية عليه في بيته قبل اعدامه. درس محمد الصدر الفقه والاصول على يد ثلاثة من ابرز الاساتذة العلماء في تاريخ الحوزة العلمية الدينية في النجف في العصر الحديث، وهم الامام محمد باقر الصدر والامام الخوئي والامام الخميني اثناء فترة اقامته في النجف. وله عدد كبير من "التقريرات" لاساتذته الثلاثة وهي نوع من التأليف معتمداً على محاضرات اساتذته. ويرتبط آية الله محمد الصدر برئيس الجمهورية الايرانية السيد محمد خاتمي عن طريق المصاهرة، فهو ابن عم والدة زوجة خاتمي. كما يرتبط بعلاقة مماثلة مع الامام موسى الصدر. كذلك فان زوجات اولاد المغدور يرتبطن بعلاقة مع زوجة خاتمي، فهي ابنة خالتهن وهن بنات محمد باقر الصدر. اعتقل محمد الصدر مرتين: الاولى عام 1972 والثانية عام 1974 مع 150 آخرين، ونقل من النجف الى مديرية امن الديوانية مع عدد من تلامذة الامام محمد باقر الصدر واعضاء حزب الدعوة الاسلامية. ويذكر السيد حسين الشامي المشرف العام على مؤسسة "دار الاسلام" في لندن الذي كان زميله في الاعتقال انه عذب تعذيباً شديداً، وان المحققين ركزوا اسئلتهم معه على امرين: علاقته بحزب الدعوة وعلاقته مع السيد باقر الصدر. ويذكر ان هذه المجموعة من المعتقلين عرفت بمجموعة الشيخ عارف البصري احد قادة حزب الدعوة الذي اعدمته سلطات النظام مع عدد من رفاقه. واعتقل الصدر مرة ثالثة مع 106 من رجال الدين الشيعة اثر الانتفاضة التي تلت حرب الخليج عام 1991 بعد اصداره بياناً شديد اللهجة مؤيداً للانتفاضة، وخرج في هدنة قبل بعدها ان يتولى المرجعية ويتمتع بصلاحيات تمديد اقامة الطلاب غير العراقيين في الحوزة العلمية واصدار الفتاوى الشرعية والاشراف على الروضة الحيدرية والمدارس الدينية واستقبال الوفود الدينية. وهي الصلاحيات التي كان يتمتع بها الامام الخوئي قبله. ويعتبر الصدر مؤلفاً بارزاً في الجوانب العقائدية والفقهية والفكرية والتاريخية. فقد ألّف قبل اكثر من ثلاثين عاماً كتاب "الاسلام والميثاق العالمي لحقوق الانسان" و"ما وراء الفقه" وهي موسوعة طبع منها 13 مجلداً في بيروت عنيت بالمسائل الحديثة التي لم تبحث فقهياً في السابق وقسم الكتاب ابواباً مثل فقه الفضاء وفقه الطب وهكذا… والف كذلك "موسوعة المهدي" في 4 مجلدات ضخمة تجاوزت اربعة آلاف صفحة وهي "تاريخ الغيبة الصغرى" و"تاريخ الغيبة الكبرى" و"تاريخ اليوم الموعود" و"تاريخ ما بعد الظهور". وكان السيد باقر الصدر كتب مقدمة هذه الموسوعة وتوقع فيها ان يكون لمحمد الصدر شأن كبير في العلم. ومن مؤلفاته ايضاً كتاب "الصراط القويم" وهو رسالة علمية وكتاب "اضواء على الثورة الحسينية" وكتاب "فلسفة الحج ومصالحه في الاسلام". وانضم منذ شبابه الى تحرير مجلة "الاضواء" عام 1960 التي كان في هيئة تحريرها آية الله محمد حسين فضل الله. ونشر فيها عدداً كبيراً من البحوث والدراسات. ويعرف عنه انه شاعر من مؤيدي حركة التجديد اذ كتب الشعر الحر وكان متأثراً ببدر شاكر السياب. كما كتب الرواية والقصة القصيرة. ونال درجة الاجتهاد وهو في بداية العشرينات من عمره. ماذا حدث في الكوفة ومدن العراق؟ لم يكن اغتيال الصدر مفاجئاً اذ سبقته سلسلة من الاحداث والمواجهات الساخنة منذ شهر عاشوراء وشهر شعبان وشهر رمضان الماضي، حيث طلبت السلطات منه منع المسيرة السنوية التي يقوم بها عشرات الآلاف من المشاة من مختلف مدن العراق متوجهين الى كربلاء. لكنه اصدر امراً الى الناس بالتوجه الى المدينة، وذلك خرقاً للمنع الذي كان النظام العراقي اصدره ووافق عليه الصدر آنذاك. واستجاب المواطنون وخرجوا وطلب النظام من الصدر التراجع عن موقفه فرفض، فهدد بالقتل وطلب منه ان يكتب "ان الظروف لا تسمح بمثل هذه التظاهرة" فرفض وكتب امراً يقول "ان الدولة تمنع الزيارة وعلى الناس الاستجابة". ثم طلب النظام منه ان يقلص الحضور لصلاة الجمعة ومنع الصلاة خارج المساجد وحصرها بداخل صحن المساجد لكنه رفض ذلك واستنكره علناً في الخطبة التالية، ووجه توبيخاً الى موظفي الدولة الذين ضيقوا على الزائرين والمصلين. ثم تلا ذلك، في منتصف شهر رمضان، اعتقال امام جمعة الناصرية الشيخ اوس الخفاجي وهو من اتباع الصدر، وجرى صدام بين المصلين واجهزة الامن، وقاد القاضي الجعفري الشيخ اسعد الناصري تظاهرة طالبت باطلاق الخفاجي. وواجهت قوات الامن المتظاهرين واطلقت فوق رؤوسهم رشقات من الرصاص. وصلوا صلاة العصر امام مديرية الامن ولم تقع ضحايا. واعتقل الشيخ الناصري والقيت قنابل مسيلة للدموع فتفرق الناس. ثم اعتقلت السلطة جميع اعضاء مكتب الصدر في الناصرية وعلى رأسهم الشيخ عقيل الموسوي مدير المكتب والشيخ احمد شمخي، كما اعتقلت جموعاً من المصلين وانقطعت الصلاة في الناصرية. ويبدو ان حدة التوتر تصاعدت واتسع مجال التحدي فحاولت السلطات منع امام جمعة الكوت السيد كاظم الصافي من اقامة الصلاة، لانه رفض الدعاء للنظام في خطبة الجمعة. وهذه مقاومة - كما هو واضح - لتحويل المرجعية الشيعية المستقلة تاريخياً لتبعية الدولة ووزارة الاوقاف. ويؤكد ذلك ان السلطات منعت الصلاة ايضاً في مسجد مدينة الشعب في بغداد ووضعته بتصرف وزارة الاوقاف، لكن المصلين اصروا على اقامة الصلاة فيه. ووصل الامر الى حد المرافعة القضائية التي اعيد المسجد بموجبها الى المرجعية، لكن الوزارة عينت من قبلها اماماً آخر، وتجمع الناس للصلاة وراء الشيخ علي الكعبي فحدثت اشتباكات وقع فيها عدد من الجرحى والقتلى فاعتقل جميع المصلين، فأمر الصدر بوقف الصلاة هناك الى وقت آخر. وفي شهر شعبان امر الصدر الشيخ علي الشوكي باقامة الصلاة في مسجد مدينة الشعب فمنعته السلطات وأغلقت المسجد فصلى الشيخ بالناس في الشارع لبضعة أسابيع. وفي جمعة البياع في بغداد، وهي المدينة الثانية بعد مدينة الثورة من حيث الكثافة السكانية، منع الشيخ مؤيد الخزرجي من الصلاة بسبب عدم الدعاء للنظام في خطبة الجمعة. اما في مدينة العمارة فأقفلت السلطة مكتب الصدر واعتقلت السيد حسن المحمداوي والقاضي الشيخ نديم الساعدي، الامر الذي أثار العشائر فضغطت على موقف السلطة. وتغير الموقف اكثر عندما اعتبر الصدر اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة امراً منوطاً بالامام المبسوط اليد أي الذي يتمتع بتأييد المؤمنين، ويعتبر هذا تطوراً كبيراً لدى الشيعة بتعديل الرأي وإجازة اقامة صلاة الجمعة خلف المرجع الديني بدلاً من الامام المهدي المنتظر، الامر الذي اعطاه مكانة كبيرة وحاسمة. ويعتبر مسجد الكوفة من اكبر مساجد العراق ويستوعب عشرات الآلاف من المصلين. وأقيمت الجمعة في غالبية مساجد الشيعة للمرة الأولى مع خطبة تتطرق للأوضاع السائدة التي تستدعي انتقاد السلطة. خلال ذلك حاولت السلطة قطع الطرق المؤدية الى المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة وخطبتها، وقطع الكهرباء عنها. لكن المصلين كانوا يلجأون الى المولدات الكهربائية ومكبرات الصوت ويقيمون الصلاة في تحد واضح ومتصاعد. فضلاً عن ذلك قاوم الصدر تياراً حكومياً لالحاق المرجعية تدريجاً بالدولة، ولالحاق مساجد الشيعة بوزارة الاوقاف والتحكم بتعيين ائمتها، فسعى الى بناء مرجعية عربية عراقية يشغل العراقيون فيها مناصب الوكلاء والاستاذة والأئمة. ومن خلال ذلك بنى شبكة واسعة من المكاتب وأئمة المساجد تمتد الى معظم مدن العراق. فتنامى نفوذه وتأثيره في العراق. وقبل اغتياله بيومين نشرت جريدة "المبلغ الرسالي" التي تصدر عن المجلس الاسلامي الأعلى ويرأس تحريرها الشيخ صدر الدين القبانجي مقالة تعرضت له ولعلاقته بالنظام العراقي، الامر الذي انعكس في مجلس الفاتحة الذي اقامه مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي، اذ قوبل باقر الحكيم رئيس المجلس بهتاف معاد ومواقف حادة اضطرته الى مغادرة مجلس الفاتحة. وهو ما استند عليه وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف واعتبره صراعاً بين المرجعيات. وتقول مصادر اسلامية عراقية معارضة "ان النظام العراقي يحاول التخلص من آثار جريمة اغتيال الصدر، فاضطر للمرة الأولى الى الاعتراف بالمعارضة العراقية حين اتهمها بأنها وراء اغتياله في محاولة بائسة ويائسة، اذ ان الصراع الذي تصاعد بين النظام والمغدور كان وصل الى ذروة التحدي. وتطورت المواجهة حين توجه الى الصدر رافع دحام التكريتي مدير المخابرات العام وطاهر حويش التكريتي مدير الأمن العام، وطلبا منه منع صلاة الجمعة فرفض. ثم تطور الأمر فتوجهت الى مسجد الكوفة قوة تضم افواجاً من الجيش ورجال الأمن يقودها محمد حمزة الزبيدي الحاكم العسكري للمنطقة الوسطى وعضو القيادة القطرية والمسؤول عن حزب البعث في الفرات الأوسط، وهو مشهور بدوره في قمع الانتفاضة عام 1991. وطلب الزبيدي من الصدر منع الصلاة وحاول منعه بالقوة، فأمر الناس بالثبات وإقامة الصلاة وعدم مغادرة المسجد فأقيمت الصلاة وانطلقت الهتافات مع خطبة الجمعة التي القاها من على منبر مسجد الكوفة، وحدثت اشتباكات مع قوات الجيش التي انسحبت. وهي خطبة الجمعة الاخيرة بعد 44 جمعة. وحدثت في 26 شوال الماضي المصادف 12 شباط فبراير وطلب فيها الافراج عن المعتقلين، وإلا اصدر امراً لأئمة الجمعة بالحديث عن اعتقالهم والطلب من المصلين التحرك للافراج عنهم. وانتشر شريط التسجيل الذي يضم الخطبة وقال فيها: "ان شعائر الله سبحانه وتأييد الدين من المتوقع جداً بكل وضوح ان تكون ضمن الحملة الايمانية التي تتبناها الدولة منذ سنين، فان المفروض بهذه الحملة ان تدعو الى الايمان لأنها ايمانية والى تأييد الشعائر وتكثير الطاعات وتقليل المعاصي". وأكد في خطبته الاخيرة: "لا شك ان افضل ما تفعله أية دولة لمجتمعها وشعبها هو اعطاء الحرية للتصرف والقيام بشعائرها الدينية والتنفيس عن قناعاتها النفسية والعقلية بالشكل الذي لا يضر الدولة اصلاً ولا يمت الى سياستها وكيانها بأية صلة". وانتقد منع السير الى كربلاء واعتبره عملاً ضد الاستعمار والحصار فقال: "اننا الآن في نظرهم أي في نظر السلطة في ظروف الحصار الاستعماري الاقتصادي الغاشم. من الراجح ان نواجه الاستعمار وأن نتشجع ضده وأن نقوم بكل عمل لا يرتاح اليه ولا يحبه بما في ذلك الشعائر الدينية عموما، والسير الى كربلاء المقدسة خصوصاً. اذن فهذه الشعيرة المقدسة ستكون الى جنب السائرين ضد الاستعمار والمستنكرين للحصار وخطوة جيدة يمكن ان تكون تدريجاً مفتاحاً لفك الحصار والضغط الشعبي على الاستعمار. فما قيل هنا من ان ظرف الحصار لا يناسب القبول بالمسير الى كربلاء ليس امراً مقبولاً بطبيعة الحال. بل الامر بالعكس ولا يحتاج ذلك الحد الى التفاتة بسيطة الى واقع الحال الاجتماعي الذي نعيشه". وبعد هذه الخطبة اتصل صدام حسين بالصدر تلفونياً وطلب منه منع التحرك فرفض فصدر امر بوضعه في الاقامة الاجبارية، واعتقل وكلاؤه في المدن العراقية حتى خرق الصدر امر الاقامة الاجبارية مع ولديه مصطفى ومؤمل فأطلقت عليه النار. وقال شهود عيان ان ابنيه قتلا في الحال ونقل هو الى المستشفى وترك ينزف حتى الموت. وطلب من عائلته دفنه من دون تشييع. ويذكر السيد حسين الصدر عميد المعهد الاسلامي في لندن انه تلقى رسالة بالفاكس قبل يومين من اغتيال الصدر تفيد ان قوات البادية حفرت خنادق داخل مدينة النجف وخارجها تحسباً لأي طارئ. وبعد اغتيال الصدر اندلعت من جامع الحسن في مدينة الثورة تظاهرات صاخبة اغلقت الشوارع الرئيسية للمدينة من جهة قناة الجيش وساحة المظفر والحبيبية وحي جميلة. ورفعت شعارات ضد صدام حسين ونددت باغتيال الصدر وقذفت جداريات صدام بالوحل، وهرعت قوات "فدائيي صدام" يقودها قصي صدام حسين الذي اتخذ موقع قيادة له في نقطة قريبة من قناة الجيش ليوجه عملية التصدي للانتفاضة بنفسه. وأكد شهود عيان توجه 12 دبابة وعدد من المدرعات والسيارات التي تحمل الدوشكات الاحادية والثنائية نحو المدينة وأخمدت الانتفاضة في اليوم الأول لها بعد سقوط ما يقرب من 50 قتيلاً وجرح 200 آخرين، فيما سقط 17 قتيلاً في صفوف الجيش وكذلك اندلعت تظاهرات ومواجهات في مدينة الناصرية التي تقرر احتلال مراكزها الحساسة لمدة يوم واحد والانسحاب منها لئلا تتكرر مجازر عام 1991. ولعل هذا يفسر اصطحاب وزارة الاعلام في بغداد عدداً من مراسلي الصحف الى بعض اجزاء مدينتي الثورة والناصرية بعد انتهاء المواجهات