كشف عضو اللجنة الاستشارية في نادي الباحة الأدبي الدكتور صالح زياد، أن موضوع الرواية وقضاياها خصص منذ عامين، في ملتقى النادي السنوي، مشيراً إلى أن النادي اتكأ في هذا على فلسفة ترى أن أي ملتقى يأخذ صفة الانعقاد الدوري فإن اختصاصه في موضوع محدد يباعده عن التشتت، ويوفر له من الإثراء والإغناء ما يجعله ذا قيمة وأهمية. وأوضح زياد في تصريح إلى «الحياة» في معرض رده على ما جاء على لسان نائب رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور حسن النعمي، أن ملتقى نادي الباحة اختار الاختصاص في الرواية «بوصفها ظاهرة المشهد الأدبي السعودي والعربي والعالمي الأحدث، والمواكِبة لطموح ثقافي أكثر انفعالاً بالعصر، وأدلّ على وعي يجاوز الجماليات المأثورة أدبياً». وقال: «طرحنا محورين عن الرواية في العامين الماضيين، أولهما بعنوان «الرواية وتحولات الحياة في المملكة العربية السعودية»، والثاني عن «الرواية السعودية: مقاربات في الشكل». وفي هذا العام جاوزنا الإطار المحلي إلى العربي، لأن القيمة الأدبية في مستويات معينة لا تحدها المحلية أو الإقليمية، ولا نريد للملتقى أن ينحد في هذه الصفة، فطرحتُ على الزملاء مقترحاً بموضوع الملتقى المقبل وهو «الآخر في الرواية العربية»، وبعد نقاش لم يطل أبدى معظم الزملاء ترحيباً بهذا العنوان، وانتهينا إلى إقراره». وعن اعتراضات «أدبي جدة» على محور تمثيلات الآخر، لفت زياد إلى أن اعتراض النعمي الأول على الموضوع «كونه كان محوراً لجماعة حوار في نادي جدة الثقافي، والإجابة على ذلك كانت من أكثر من وجه: أولها أن الآخر نوقش من خلال نشاط جماعة حوار وليس من خلال الملتقى السنوي للنادي، فنشاط الجماعة داخلي غالباً وهو نشاط منبري لمدة عام، والثاني أن جماعة حوار لم تختص بالآخر في الرواية، إذ تناولت أوراق أعضائها الآخر في السينما وفي الشعر والعلاقة بين الحضارات... إلخ، والثالث – وهو ما اشترك في الإشارة إليه ثلاثة من الزملاء - أن عدداً غير قليل من الأوراق التي تمثل نشاط جماعة حوار ضعيفة، وبعضها يمثل مبتدئين أو من يشبههم، وفي المنشورة منها خير دليل على ذلك، والأمر الرابع أنه لا إشكال في تداول موضوع معين، وكنت في هذا الصدد أضرب للزملاء مثالاً بطلاب الدراسات العليا لدينا في الجامعة، فالطالب حين يتقدم بأطروحة للماجستير أو الدكتوراه في موضوع سبق طرحه، فلا مشكلة – مبدئياً - في ذلك ما دام على وعي بما طُرِح قبلاً وعلى استعداد لمجاوزته والاختلاف عنه وليس الوقوف عند حد التكرار له». وحول الملتقيات الأدبية في الأندية الأدبية، أوضح قائلاً: «أعتقد أنها أصبحت أشبه بالموضة، ولا بد لها كي تقدم شيئاً ذا قيمة من أن تتخصص في موضوع أدبي أو ثقافي محدد تُعرف وتمتاز به. وقلت مرة لماذا لا ننظر إلى النشاط الأدبي والثقافي في البلدان العربية الشقيقة؟ فهناك ملتقيات دورية خاصة بالشعر، وأخرى بالرواية، وثالثة بالقصة القصيرة... إلخ. وأعتقد أن الموضوع الذي يختص به الملتقى هو الماركة المسجلة له، مثلما نعرف الآن عن علاقة ملتقى الباحة بالرواية، وعلاقة نادي الرياض بالنقد ... وهكذا، وليس اسم الملتقى الذي لا ينم عن مضمونه أو محتواه»، مشيراً إلى أنه علينا «أن ننصرف إلى العمل، فالمناكفة بين الأندية ودعوى الأسبقية لا تصنع شيئاً. لنعمل ولنتعاون، فالعمل والإنتاج هما المحك الذي نقيس به الجدارة والفاعلية. والآن اختلفت حسابات التراتب والسبق بين أنديتنا، فإذا كنا في يوم من الأيام لا نعرف بالامتياز إلا نادي جدة، فإن نادي جدة اليوم لم يعد يملك امتيازاً عن نادي حائل أو الدمام أو الباحة مثلاً، بل إن نادي الرياض الأدبي، أصبح بكثرة فعالياته ومطبوعاته وتنوعها وامتيازها في مقدم الأندية».