هل صحيح أن بيتهوفن مات بسبب تناوله كميات كبيرة من السمك؟ بعد اختبارات وتجارب عدة مستمرة منذ ثلاث سنوات في مختبر أميركي تبين ان السمك النهري الكراكي ذا الرأس الطويل والسمك النهري الأوروبي التنش ربما كان وراء وفاة بيتهوفن بالتسمم. وقد خضعت أخيراً خصلات من شعر مؤلف السيمفونيات التسع الى درس دقيق أسفر عن أن بيتهوفن لم يمت بداء الاستسقاء التهاب الكبد في 1827، حيث أن ملفه الطبي أحرق بعد التشريح وأن بعض الأطباء المعاصرين اعتبروا ان التهاب الكبد هو وصف للعوارض بدل ان يكون تفسيراً للأعراض. ونفى علماء أميركيون ما تردد على لسان سكرتيرة بيتهوفن آنتون شيندلر من أن بيتهوفن 56 عاماً تسمم بواسطة الطب المشعوذ... ودلت اختبارات خصلات الشعر حيث يحتفظ العلماء ببصمات أصابع مؤلف "نشيد الفرح" في الأشهر الستة الأخيرة قبل وفاته، على أن لا دلائل لاستخدام المورفين والقليل من الزرنيخ الذي تسبب بوفاته. وفي اختبار 20 خصلة من شعر بيتهوفن البني اللون تحت معدن ثقيل في مفاعل نووي في مؤسسة أبحاث الصحة قرب شيكاغو، تبين وجود قليل من الزئبق الذي استخدم آنذاك في علاج السفلس مرض الزهري وكمية وافية من زرنيخات الرصاص الذي يحتمل ان يكون بيتهوفن تسمم بها في الأشهر الأخيرة التي سبقت وفاته وربما كانت وراء صممه في منتصف عمره قبل أن تقضي عليه. واللافت هو تركيز العلماء على أن النمسا في القرن التاسع عشر كانت تعاني من انتشار المعدن المصهور في كل مكان وأن فيينا كانت مدينة صناعية كبرى للرصاص. وأن بيتهوفن كان يهوى صيد السمك في نهري الدانوب والراين اللذين ربما كانا ملوثين برصاص المعادن. نتائج التحاليل النهائية ل "دي ان اي" ستعرف في العام المقبل عندما ينشر الكاتب الأميركي راسل مارتن تاريخ خصلات شعر أحد كبار الموسيقيين في العالم، التي قصها أحد المعجبين به من علبة تحتفظ بها رابطة طلاب جامعية المانية وهرب بها بعد تسلم النازية السلطة، وبيعت هذه الخصلات قبل 5 سنوات في مزاد سوذبيز ب 4 آلاف و200 جنيه استرليني الى عالمة موسيقية اميركية تدعى ايرا بريليانت.