تدرس وكالة وزارة النفط للثروة المعدنية في السعودية عروض المنافسة الجديدة الخاصة باستغلال خام البوكسيت في منطقة الزبيرة للمرة الثانية بعد أن أعادت وزارة النفط ممثلة في وكالتها للثروة المعدنية طرح المشروع العام الماضي في منافسة دولية، اثر تعثر مشاركة الشركات العالمية المتخصصة لأسباب مختلفة من بينها جدوى المشروع وفق وجهة النظر التي طرحت بها المنافسة واقتصار المنافسة على شركتين فقط. وقالت مصادر مأذونة في وزارة النفط ل "الحياة" ان عشر شركات عالمية متخصصة في التعدين تقدمت للمنافسة على المشروع من بينها "شركة التعدين العربية السعودية" معادن. واضافت المصادر نفسها بأن تقويم العروض سينتهي أواخر الشهر الجاري على أبعد تقدير ما لم تطرأ تغييرات على تفاصيل المشروع. وكانت السعودية طرحت المشروع في النصف الثاني من عام 1994 على شركات الخبرة لإكمال اعداد دراسات الجدوى الخاصة به، ضمن أربعة مشاريع تعدينية أخرى مختلفة طرحتها في مقدمها الفوسفات والمغنسيت والنحاس والحديد ولم تدخل مراحل التطوير حتى اليوم لأسباب عدة. ويقدر احتياط خام البوكسيت في منطقة الزبيرة، حسب دراسات وكالة وزارة النفط للثروة المعدنية، بنحو 173 مليون طن متري والاحتياط القابل للتعدين بنحو 102 مليون طن متري. وصنفت رواسب البوكسيت في المنطقة بأنها أحادية الماء الذي يحتوي على نسبة 75.5 في المئة من ثالث أوكسيد الالومنيوم وستة في المئة من ثاني أوكسيد السليكون وثمانية في المئة من أوكسيد الحديد. وقدرت الدراسات نفسها كلفة تعدين الخام في المنطقة بأكثر من 47 مليون دولار. من ناحية ثانية قالت مصادر في وكالة وزارة الثروة المعدنية ل "الحياة" ان "معادن" تقدمت رسمياً بطلب للحصول على رخصتين للإستكشاف خاصة بخام الفوسفات في المناطق الشمالية من السعودية، مشيرة الى ان مساحة كل ترخيص تبلغ نحو عشرة آلاف كلم مربع. وتنوي السعودية اعادة درس وجود الخام في أراضيها بصورة شاملة، بعد أن اقتصرت الدراسات السابقة على منطقة الجلاميد شمال السعودية، لتشمل حدودها الشمالية مع الأردن والعراق وذلك بهدف وضع خطة شاملة لتطوير الخام الموجود بكميات متفاوتة في المناطق الشمالية من السعودية وأبرزها الجلاميد 120 كلم شمال مدينة عرعر وأم الوعال 35 كلم شمال مدينة طريف والعامود 120 كلم جنوب مدينة طريف والثنيات 220 كلم جنوب غربي مدينة طريف، اضافة الى اكتشاف مناطق أخرى ما زالت تحت الدرس بعدما أثبتت الدراسات الأولية وجود كميات تجارية فيها. وقال صناعيون التقتهم "الحياة" ان تجزئة تنفيذ مشروع استغلال خام الفوسفات، في اطار سياسة شاملة في السعودية، سيؤدي الى جذب الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وسيساهم بالتالي في تطوير القدرات السعودية على رسم سياسات استثمار الخام خلال الخمسين سنة المقبلة. كما سيؤدي الى فتح الأسواق العالمية التي تحتكرها بعض الشركات الكبيرة خصوصاً وأن خام الفوسفات الموجود في السعودية يعد من أنقى أنواعه الموجودة في العالم. ومعروف أن شركة "جيكوب" الأميركية أعدت دراسة متكاملة لاستغلال خام الفوسفات لصالح وكالة وزارة النفط للثروة المعدنية في منطقة الجلاميد، بإستثمارات تبلغ نحو 1.736 بليون دولار وعائدات استثمارية تراوح بين 7 و 10 في المئة من الكلفة الإستثمارية للمشروع طرح في مناقصة عام 1994 خلال سنوات الامتياز. وتعثر المشروع، بعد أن تأهلت للمرحلة النهائية ست شركات سعودية وأجنبية وأخرى مشتركة، لأسباب مختلفة من بينها وضع استراتيجية استغلال خام الفوسفات في الأراضي السعودية كمشروع وطني متكامل، ما يؤهل السعودية لاحتلال مركز قيادي بين الدول الرئيسية في أسواق الفوسفات والأسمدة، وتأسيس الصناعات التي تعتمد على الفوسفات لتعظيم الأرباح وغيرها من الاسباب.