قال سفير المملكة العربية السعودية في لبنان احمد الكحيمي ان "المملكة اختطت لنفسها، منذ ايام مؤسسها، جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود، نهجاً توفيقياً بين الأشقاء العرب، تقرّب بينهم وتنتصر للمظلوم منهم، من أقصى مغرب العالم العربي إلى أقصى شرقه". كلام الكحيمي جاء في ندوة اقامها في بيروت أمس، لمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة، حضرها عدد كبير من السياسيين اللبنانيين والديبلوماسيين، اضافة الى الوزير نجيب ميقاتي ممثلاً رئيس الجمهورية إميل لحود والنائب صلاح الحركة ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير حسن شلق ممثلاً رئيس الحكومة سليم الحص. وأشار الكحيمي الى ان "التاريخ الحديث عرف شخصيات عدة تركت بصمات واضحة في شعوبها ودولها، إلا أنه لم يعرف مثل شخصية جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز موحّد الجزيرة العربية وباني الدولة العصرية الحديثة". وأضاف "منذ ذلك اليوم المجيد، الخامس من شوّال، عندما فتح جلالته مدينة الرياض واسترجع ملك آبائه وأجداده، بدأ يعمل على لمّ شمل أجزاء الجزيرة العربية التي كانت تنهشها الصراعات القبلية .. متناثرة هنا وهناك لا حول لها ولا قوة، وقد تمكن بفضل قيادته الشجاعة وعبقريته الفذة من تحقيق المعجزة الأولى بتوحيد الجزيرة العربية ليجعل منها قوة مستهابة"، مذكّراً بما قاله للأتراك حين حاولوا استمالته بالمال والسلاح واستدراجه الى معارك جانبية ضد خصومهم من العرب "انني عربي، والعربي لا يحارب عربياً". وقال "ان هذا الشعار - المبدأ تحوّل إحدى الثوابت الأصلية في علاقات المملكة مع أشقائها العرب"، واعتبر "ان الحدث الأهم كان إعلانه رسمياً ان الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية والجوف ووادي السرحان وبلاد عسير دولة واحدة موحدة تحت راية "لا إله إلا الله" باسم المملكة العربية السعودية في سنة 1352ه - 1932م". وتحدث عن نظام المملكة القائم على الشريعة الإسلامية وعلى الشورى "التي اخذت شكلها الحديث من خلال المجلس الذي اقامه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز"، وعن خدمتها للحجّاج وقطاعي التعليم والإستشفاء، ما حوّل الجزيرة العربية "بعناية الله وفضل جهاد الملك عبدالعزيز، من موقع مهمل على الخريطة الجغرافية الى قوة محترمة ومهابة في العالمين العربي والإسلامي والعالم كله". الهاشم والسماك وتحدث الوزير السابق جوزف الهاشم عن "ارض القداسة حيث مهبط الوحي" وعن تاريخ المملكة ومزايا الملك عبدالعزيز ومذكّراً بأقواله، معتبراً "ان التاريخ يشهد لعاهل أسطوري أسس مملكة على الرمل، فإذا هي الأصلب اساساً والأرسخ جذوراً والأمنع شموخاً". وقال "هذا الرجل الواحد الأوحد، ابن الواحد والعشرين ربيعاً، خاض جهاد الملهمين على مدى عمره، فحرر أرضاً وصان حرماً وناصر حقاً وأنشأ مملكة". وأضاف "حسبنا ان نستخرج ملحمته من ذمة التاريخ، الى ذاكرة الأجيال وأهل الفطنة والذمم". وتحدث السيد محمد السمّاك فرأى ان المملكة السعودية "تنفرد بميزات عدة أهمها انها مجتمع الدين الواحد والثقافة الواحدة واللغة الواحدة والعنصر الواحد، وتبعاً لذلك، لم يعرف مجتمعها اي قانون وضعي مدني او جزائي، فالشريعة كانت ولم تزل دستورها ومصدر تشريعاتها، اضافة الى انها لم تخضع لأي حركة استعمار على غرار ما تعرّض له الخليج وأطراف الجزيرة العربية". وأضاف "ان هذا السد مكّن مجتمع الجزيرة من الحفاظ على هويته القومية وإيمانه الديني. واليوم أصبحت هذه الدولة، بفضل تمسكها بالأسس التي قامت عليها، موضع إعجاب العالم كله وتقديره واحترامه. إنها معجزة قامت في زمن اللامعجزات". وعقب الندوة أقيم احتفال حضره رئيس الحكومة سليم الحص.