لم يحد الظلام الدامس ولا البرد القارص من ارتداء القاهرة للون الأبيض بعد الفوز الكبير الذي حققه الزمالك على الاهلي 2-1 بعد عرض "اوروبي" رائع من الطرفين في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري المصري لكرة القدم، وتجمع محبو الفائز حول مقر ناديهم في ميت عقبة حتي الساعات الاولى من الصباح للتعبير عن فرحتهم. والفوز جاء كبيراً لأسباب عدة أبرزها أنه الأول للزمالك على الاهلي منذ نيسان ابريل 1994 بعد أن عانى من الهزيمة خمس مرات والتعادل خمس مرات، وهو أحيا آماله في المنافسة على بطولة الدوري بعد أن فرط في 13 نقطة متتالية خلال مبارياته السابقة، وزاد من الفرحة أن الزمالك ألحق بمنافسه هزيمته الأولى في الدوري الحالي بعد أن فاز الاهلي في كل مبارياته الثماني السابقة. وخرج الزمالك من كبوته الطويلة وذاق أنصاره الفرحة مع مدربهم الألماني الجديد اوتو بفستر في اختباره الأول في القاهرة، وضاق الفارق بين الاهلي المتصدر وله 24 نقطة من 9 مباريات وبين الزمالك الثاني وله 23 نقطة من 12 مباراة. ووجه المسؤولون عن الأمن في القاهرة الشكر لجماهير الناديين على سلوكها المثالي وخلو اللقاء من الهتافات النابية وأحداث الشغب التقليدية في تلك المباريات. اكتظت مدرجات ملعب القاهرة الدولي بأكثر من 70 ألف متفرج من أنصار الناديين، وبدأ اللقاء سريعاً من الدقيقة الأولى بتسديدة بعيدة المدى لسعيد عبدالعزيز ظهير الاهلي ولحق عبدالواحد السيد حارس الزمالك المتقدم عن مرماه بالكرة في اللحظة الأخيرة. ورد الزمالك بضغط جماعي وهجوم مكثف وامتلك زمام المباراة تماماً عن طريق انطلاقات ناجحة للثنائي أحمد صالح وعبدالحليم علي في اليمين، وخالد الغندور وطارق السعيد في اليسار، وأيمن عبدالعزيز والمالي اسماعيل كوليبالي في العمق. وارتبك الاهلي جداً في مواجهة هجوم الزمالك المكثف والمنظم، وبدت ملامح الخطورة البيضاء سريعاً بانفراد عبدالحليم من اليمين لكنه سدد بعيداً ثم تسديدة أخرى له بين يدي عصام الحضري حارس الاهلي. وشهدت الدقيقة 12 فرصة ثمينة للزمالك عندما اخطأ أحمد عبدالظاهر مدافع الاهلي الأخير بمحاولة مراوغة أيمن عبدالعزيز، وخطف أيمن الكرة وانفرد بمرمى الاهلي من مسافة 25 متراً، لكنه تعجل التسديد فخرجت الكرة الى جوار القائم وضاعت أسهل فرص المباراة. ازداد الايقاع سرعة ونال بشير التابعي مدافع الزمالك انذاراً للخشونة مع حسام حسن، وكشر لاعبو الزمالك عن أنيابهم مع الحكم الدولي الدنماركي كيم ميلتون نيلسون في اعتراض جماعي على الانذار، وتذكر الجميع واقعة الانسحاب الشهيرة في المباراة السابقة. ووضح جلياً ان الدنماركي تأثر فعلاً بهذا الاعتراض لأنه تجاهل توقيع أي عقوبة بعد دقيقتين فقط على أيمن عبدالعزيز الذي ضرب سيد عبد الحفيظ بالكوع في وجهه، واكتفى نيلسون باحتساب الخطأ وتحول الاعتراض هذه المرة الى لاعبي الاهلي. دخل الاهلي الى أجواء المباراة في الدقيقة 22 عندما مر عبدالحفيظ بالكرة بين ثلاثة من منافسيه ومررها الى علاء ابراهيم المندفع والمنفرد بالمرمى وسدد الأخير بيسراه خارج القائم. واقترب الزمالك جداً من مرمى الاهلي بتسديدة لكوليبالي وسلسلة من ضربات الرأس داخل منطقة الجزاء وأخيراً جاء الهدف المرتقب. في الدقيقة 33 ومن ركلة حرة على جانب منطقة الجزاء أرسل خالد الغندور كرة عالية وحولها بشير التابعي من دون أي ضغط من المدافعين برأسه في المرمى. واكتست المدرجات باللون الأبيض، والطريف أن التابعي أحرز هدفاً في مرماه بطريق الخطأ في مباراة الفريقين الموسم الماضي. تراجع الزمالك بعد الهدف معطياً الفرصة للأهلي للهجوم، ولاحت لسعيد عبدالعزيز فرصة لكنه سدد عالياً، وتألق التابعي في إبعاد الكرة قبل حسام المتأهب، ورفض نيلسون مرتين متتاليتين احتساب خطأ لمصلحة سيد عبد الحفيظ خارج منطقة الجزاء وسط غضب أهلاوي عارم. ساد الاهلي الشوط الثاني تماماً وتمكن باكراً من التعادل في الدقيقة 50 من كرة عالية أرسلها ابراهيم حسن و حولها علاء ابراهيم غير المراقب داخل منطقة الجزاء بيمناه مباشرة أجمل أهداف المباراة. ولم يستغل عبداللطيف الدوماني مهاجم الزمالك انفراداً كاملاً في الهجمة التالية، ولم يستجب الحكم لطلب الاهلي احتساب ركلة جزاء لحسام حسن بدعوى تعرضه للدفع داخل المنطقة، ونال طارق السعيد انذاراً للخشونة مع عبد الحفيظ وذهبت تسديدة خلفية لحسام بجوار القائم. عاد الزمالك بقوة الى المباراة في الدقيقة 60 وهاجم مجدداً ولم يستمر هجومه لأكثر من دقيقتين لأنه سجل خلالها هدف التقدم، وجاء من ركلة حرة مباشرة من 20 متراً سددها المالي كوليبالي بيسراه قوية واصطدمت الكرة بركبة حسام حسن وتحولت في الزاوية المعاكسة لمرمى الحضري. ضغط الاهلي بكل قواه بحثاً عن التعادل ودفع مدربه الالماني تسوبيل بالمهاجمين وليد صلاح الدين والنيجيري اسحق أول بدلاً من المدافعين احمد عبد الظاهر وهشام حنفي، لكن وليد أصيب في ركبته بعد دقيقة واحدة وأكمل المباراة متحاملاً. ولاحت للأهلي الفرص تباعاً وسدد علاء ابراهيم من داخل المنطقة عالياً، وأنقذ كوليبالي برأسه فرصة خطيرة قبل ان تذهب الكرة لرأس حسام، وأهدر علاء ابراهيم اسهل الفرص عندما حول الكرة برأسه فوق العارضة من مسافة ثلاثة أمتار. وتوقف اللعب طويلاً لعلاج بشير التابعي المصاب ثم عبدالواحد السيد المصاب أيضاً، ونال الأخير إنذاراً لتعمده اضاعة الوقت. واضاف الحكم ست دقائق كوقت بدل ضائع ولاحت خلالها فرصة العمر لحسام حسن للتعادل، لكن تسديدته اصطدمت بقدم حارس الزمالك ووقفت أمامه وامسكها وهو غير مصدق. وانطلقت صفارة النهاية لتعلن فوز الزمالك الكبير. مثل الاهلي: عصام الحضري، احمد عبد الظاهر وليد صلاح الدين وحسين شكري وابراهيم سعيد وابراهيم حسن وسيد عبد الحفيظ وهادي خشبة وهشام حنفي اسحق أول وسعيد عبدالعزيز وعلاء ابراهيم وحسام حسن. ومثل الزمالك: عبدالواحد السيد، سامي الشيشيني وبشير التابعي وعمرو فهيم، واحمد صالح واسماعيل كوليبالي وايمن عبدالعزيز وخالد الغندور طارق السيد وطارق السعيد وعبداللطيف الدوماني وعبدالحليم علي.