اكدت سورية ان "الاولوية الاولى" التي سيطرحها وزير الخارجية فاروق الشرع في الجولة المقبلة من مفاوضات السلام مع اسرائىل والتي ستعقد في شيفردزتاون في فرجينيا الغربية، ستكون للانسحاب من الجولان السوري المحتل. فيما وصفت وسائل الاعلام الرسمية مسؤولي السلطة الفلسطينية ب"اصحاب المسار الخائف". وكتب المدير العام ل"الوكالة السورية للانباء" سانا الدكتور فائز الصائغ امس في صحيفة "الثورة" الحكومية: "الاولويات معروفة ولا يجدي نفعاً تبديلها، فلا الامن ولا الاستقرار ولا المياه ولا العلاقات السلمية ولا غيرها من العناوين يمكن ان تتقدم على اولوية الانسحاب التام من الجولان باعتباره اساساً لاي تقدم على مسار اي مسألة أخرى، ومنه تنطلق الاولويات الى ما عداها، وأي طرح يختلف عن هذا الطرح هو بمثابة وضع العربة أمام الحصان وبهذا تتوقف الحركة في اي اتجاه". واشار الصائغ الذي كان ضمن الوفد الاعلامي الذي رافق الشرع للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يومي 15 و16 الجاري في واشنطن، الى ان نجاح مفاوضات السلام على المسار السوري يتوقف على الجولة التي ستبدأ في الثالث من الشهر المقبل. ورأت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان مفاوضات السلام "مسيرة شاقة، والعقبات امامها قائمة الى ان يتم العكس، ذلك ان طروحات اسرائىل على مدى السنوات الماضية ما كانت تتعدى حدود الكلام ... وليس من الخطأ بشيء القول ان نتائج الجولة الثانية ستبقى متوقفة على مدى نيات اسرائىل وعلى مدى مواكبتها الموقف السوري الجاد الذي استقطب تأييداً اقليمياً ودولياً منقطع النظير"، في حين اعتبرت صحيفة "تشرين" الرسمية ان "الاختبار الحقيقي لجدية باراك سيظهر في الجولة المقبلة، حيث سيعكف الطرفان على الدخول في عمق القضايا الاساسية التي تمثل جوهر السلام، وهي: الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيرانيونيو عام 1967 ومن الجنوب اللبناني، والترتيبات الامنية المتساوية، وطبيعة السلام والجدول الزمني لهذا الانسحاب، وربما موضوع المياه". وبعدما اشارت الصحيفة الى ان موضوعي الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران ومبادئ الترتيبات الامنية "حسما في المفاوضات السابقة ... والصحيح ان الدخول في التفصيلات يمكن ان يشكل ذريعة لتخريب المفاوضات كلها" من اسرائىل، شددت على مواقف سورية، وهي: "اولاً، ان سورية لن تفرط بشبر واحد من أرضها المحتلة ولن تساوم على سيادتها وحقوقها الكاملة. وثانياً، ان دمشق هي مفتاح السلام الشامل في المنطقة، وان المحاولات السابقة للقفز فوق الدور السوري باءت كلها بالفشل. وثالثا، ان تلازم المسارين السوري واللبناني، هو واقع يستحيل احداث اي شرخ فيه. ورابعاً، ان سياسة الاحتلال والتوسع والهيمنة لا يمكن ان توفر الامن والاستقرار والسلام لاسرائىل والمنطقة". وتطرقت صحيفتا "تشرين" و"الثورة" الى آثار تحرك المسار السوري على المفاوضات الفلسطينية. وكتبت الاولى: "ان محاولات التهرب من القضايا الجوهرية، والتي درجت عليها اسرائيل في المسار الفلسطيني، لن تجدي نفعاً في المفاوضات مع سورية"، فيما كتب الصائغ: "على اصحاب المسار الخائف من تقدم المسار السوري ان يدركوا انهم بسورية اقوى من دونها وأنهم يضمنون استمرار تنفيذ اتفاقاتهم اذا تم الاتفاق على المسار السوري، وعليهم ان يتجنبوا الانجرار وراء الاوهام وان يقفوا مع العرب ومع العالم في دعم ومساندة المسار السوري لا ان يقفوا وحدهم في زاوية الخوف كما عملوا سابقا في زوايا الظلام". يذكر ان مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل ستستأنف في الثالث من كانون الثاني يناير المقبل في فندق كلاريون وفي مركز المؤتمرات في مدينة شيفيردزتاون على بعد 124 كيلومترا الى الغرب من واشنطن. وافاد بيان لوزارة الخارجية الاميركية ان "لجان المفاوضين من الوفدين اضافة الى الوسطاء الاميركيين ستقيم في مركز المؤتمرات طوال مدة المفاوضات"، فيما اعلن مسؤول في وزراة الخارجية الاميركية ان هذه المفاوضات ستكون "مكثفة" وان اي موعد لم يتحدد لانهائها. واضاف ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت "ستكون حاضرة طوال فترة المفاوضات وكذلك الرئيس بيل كلينتون عندما يكون حضوره ضروريا". واختيرت مدينة شيفيردزتاون التي تبعد نحو ساعتين عن واشنطن لان مركز المؤتمرات منعزل بشكل كاف يمكن من اجراء مناقشات خاصة ومتواصلة ولأن المدينة قريبة من العاصمة حتى يتمكن المسؤولون من الوصول اليها سريعا. وفي عمان د ب أ، أجرى العاهل الاردني عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا مساء اول من امس مع الرئيس حافظ الاسد عرض خلاله الزعيمان التطورات في عملية السلام، خصوصا بعد استئناف المفاوضات مع اسرائيل. وقالت مصادر القصر الملكي ان الملك عبدالله أكد وقوف الاردن ومساندته للسوريين في جهودهم من أجل استعادة الاراضي السورية المحتلة واقامة السلام العادل في المنطقة. وتابعت أن الرئيس السوري أطلع الملك عبدالله على نتائج الجولة الاولى من المحاثات السورية - الإسرائيلية التي عقدت في واشنطن اخيرا، مؤكدا سعي سورية الجاد نحو السعي قدما في دفع عملية السلام والوصول بها إلى غاياتها المرجوة. وكانت مصادر فلسطينية أشارت بعد لقاء الملك عبدالله مع الرئيس ياسر عرفات الاثنين الماضي في عمان إلى أن الاردن أبدى استعدادا لبذل جهود لتحسين العلاقات السورية - الفلسطينية.