انتقد معارض سوداني بارز أمس موقف احزاب المعارضة السودانية من اتفاق جيبوتي بين الحكومة السودانية وحزب الأمة المعارض، واعتبر ان بياناً أصدرته هذه القوى "سابق لأوانه". ودعا الى عدم رفض "نداء الوطن" مطالباً بتطويره وإكماله باعتباره "فرصة تاريخية لتجاوز التمزق". ورصدت "الحياة" حالة من التفاؤل تسود الشارع السياسي في البلاد في أعقاب التوقيع على "نداء الوطن" في جيبوتي. وقال رئيس المكتب السياسي ل"جبهة القوى الديموقراطية" المعارضة جاد غازي سليمان أمس ان "القرارات التي صدرت في بيان التجمع الوطني الديموقراطي في الخارج متشددة وسابقة لأوانها". وكان التجمع رفض اتفاق جيبوتي وأوصى اجتماع تشاوري عقده ممثلون لاحزابه في القاهرة بتجميد عضوية الأمين العام للتجمع مبارك المهدي الذي وقع على نداء الوطن نيابة عن جيبوتي. وطالب سليمان بضرورة "الحفاظ على وحدة التجمع"، مشيراً الى ان "أي شرخ في جسم التجمع سيؤدي الى اضعاف الحركة الجماهيرية في الداخل وبرنامجها المتمثل في قيام دولة متعددة الأعراق والديانات. ويقتسم فيها ابناء السودان الثروة والسلطة". وأكد غازي "عدم دقة القول بأن نداء الوطن يخالف قرارات التجمع في اسمرا". وأضاف ان "تلك الأقوال ليست دقيقة والصحيح انه ناقص ويجب إكماله". ووصف النداء بأنه "فرصة تاريخية لأبناء السودان لتجاوز التمزق الحالي في المجتمع السوداني بطريقة سلمية". ودعا الحكومة السودانية الى "المبادرة بإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات وقانون التوالي السياسي واعادة المفصولين من الخدمة العامة الى أعمالهم ورفع الغبن عن النازحين والإقرار بحرية العمل النقابي". واكد ان اتمام مثل هذه الخطوات "يدفع السودان نحو الاستقرار السياسي". وطالب زعيم تنظيم "الاخوان المسلمين" السيد صادق عبدالله عبدالماجد "جميع الأطراف السودانية المعارضة بالسير في طريق الوفاق والانضمام الى المسيرة التي بدأها المهدي". ودعا الحكومة الى "التعامل بجدية مع قضية الوفاق". وأكد الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي الشريف زين العابدين الهندي ترحيبه التام بالاتفاق بين الحكومة وحزب الأمة، معتبراً ان "ذلك العمل جزء مكمل لما بدأ من جهود لرأب الصدع السوداني". ودعا بقية الأطراف الى "تفهم الاتفاق والالتفاف حوله". واعرب الرئيس السابق جعفر نميري عن مساندته ل"خطوات اللجنة العليا للوفاق والسلام الجادة للمّ الشمل السوداني التي بدأتها بإعادة العقارات المصادرة من المعارضين والافراج عن السجناء السياسيين وأوصلتها الى اتفاق جيبوتي". أنصار المهدي وأعلنت هيئة شؤون الانصار، الجناح الديني لحزب الأمة "تأييدها ودعمها غير المحدود لاتفاق جيبوتي باعتبار انه المخرج الوحيد من المخاطر التي تحيط بالسودان". وناشدت الهيئة في بيان أصدرته في الخرطوم "القوى الوطنية كافة من تنظيمات سياسية وجماعات دينية ومؤسسات المجتمع المدني والمثقفين بمساندة هذا الاتفاق والسير في طريق الحل السياسي الشامل". ودعت، الحكومة الى "تهيئة المناخ اللازم لعقد المؤتمر القومي الجامع حتى ينعم السودان بالاستقرار وتحقن دماء أبناؤه". وأعلن "الحزب القومي الديموقراطي الجديد" تأييده اتفاق "نداء الوطن"، وأوضح بيان أصدره رئيس اللجنة التنفيذية للحزب منير شيخ الدين وتلقته "الحياة" امس ان الاتفاق "خطوة ايجابية تجد منا التأييد والمؤازرة ومحاولة موفقة للحد من التدخلات واقتراب السودانيين من حل مشاكلهم بطريقة متحضرة تنبذ الاحتراب والاستقطاب الدولي والاقليمي". ورحب خصوصاً بفقرة في الاتفاق دعت الى معالجة مشاكل منطقتي جبال النوبة في الغرب والأنقسنا في الشرق.