هل العالم مستعد علمياً لمواجهة النتائج المترتبة على اكتشاف حياة اخرى خارج الكوكب الأرضي؟ وكيف يمكن التعامل بأمان مع سكان الفضاء الخارجي؟ ما العمل إذا لم تكن الكائنات الاخرى مصنوعة من الكربون كسكان الأرض، بل من مواد مختلفة؟ هل هناك تجارب مختبرية يمكننا القيام بها الآن استعداداً للقاء محتمل؟ وما نوع التجارب المسموح لنا اجراؤها على الكائنات الفضائية القادمة؟ هذا هو القسم الأول من أجندة البحوث التي يعدها مصطفى شاهين رئيس العلماء في "مختبر الدفع النفاث" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا". وذكر شاهين ل"الحياة" أن البحوث جزء من برنامج "التحديات العظمى" المتعلق بالمشاريع الفضائية المقبلة للسنوات 2005 و2010. وتتضمن البرامج موضوعين آخرين، أحدهما يبحث المسائل المتعلقة بالسفر بين النجوم، والثاني يركز على استخدام بشر آليين وكائنات آلية في استكشافات معمّقة لكواكب المنظومة الشمسية. وقال شاهين أن هذه البحوث تقدم فهماً أفضل ليس فقط لما يعنيه الاتصال بأشكال اخرى للحياة، بل تطرح أيضاً مفاهيم جديدة للبحث عنها. إذ يمكن عن طريق تحديد طريقة العمل في حال العثور على الكائنات الحية الفضائية البحث عنها بشكل أفضل. فالبحث عن الذهاب الى النجوم الاخرى واستكشاف عوالمها يحفز على استخدام النظرية النسبية لأينشتاين في فهم الملاحة في نطاق الجاذبية. ويساعد ذلك على التوصل الى طرق غير تقليدية للدفع النفاث وتوليد الطاقة. ويتوقع شاهين أن تطلق هذه الاستقصاءات فتوحات علمية وتكنولوجية تنقل موضوع السفر بين النجوم من قصص الخيال العلمي الى عالم الواقع الممكن. فإقامة مستوطنات على سطح الكواكب والنجوم تستدعي تطوير نوع جديد من البشر الآليين المؤهلين للإدامة الذاتية والتكاثر، وتدفع الى استحداث كائنات آلية صغيرة كالنمل للقيام ببحوث كثيفة لما تحت سطح الكواكب ومحيطاتها وأجوائها. ويتضمن البرنامج الخاص بالمستوطنات الآلية تطوير "حياة اصطناعية"، أو ما يطلق عليها اسم "الكائنات الآلية المؤنسنة". ويتناول جزء خاص من البرنامج موضوع شبكة الاتصالات بين الكواكب وإقامة "الانترنت الكوني". ويُعتبر مصطفى شاهين، اللبناني الأصل من أكثر علماء الفضاء اعتقاداً بوجود حياة اخرى في الكواكب والنجوم البعيدة. وتحتل واجهة مكتبه في "مختبر الدفع النفاث" في باسادينا في كاليفورنيا صورة جدارية فوتوغرافية لكوكب مداري تم اكتشافه خارج المنظومة الشمسية. واُعلن أمس عن اكتشاف ستة كواكب اخرى يحتمل أن تحتوي على الماء وبعض أشكال الحياة. وبالاكتشاف الجديد يبلغ عدد الكواكب خارج المنظومة الشمسية 28 كوكباً بعضها يدور على مسافات بعيدة عن شموسها مما يسمح بالحفاظ على الماء والحياة ربما. ويُعتقد أن خمسة من هذه الكواكب الجديدة تقع ضمن منطقة قد تسمح بالحياة، حيث تراوح درجات الحرارة على سطحها ما بين 39 و44 درجة مئوية. ومع أن هذه الكواكب غازية مثل كوكب المشتري فالأمل بوجود أقمار تدور حولها قد تحتوي على ماء أو شكل ما من أشكال الحياة. ويأخذ البحث عن حياة خارج الأرض شكل حملة عالمية يساهم فيها آلاف الناس. وتوفر مواقع خاصة على الانترنت برامج يمكن للجمهور استخدامها في البحث عن أي اشارة قادمة من الفضاء يُحتمل أن يكون مصدرها حضارات في النجوم والمجرات البعيدة.