تبدو مصادفة مثيرة للإستغراب ان الفريقين اللذين سيخوضان اليوم مباراة نهائي كأس العالم في الركبي في إستاد الألفية في كارديف ويلز، أمام ملكة بريطانيا، هما فريقا استرالياوفرنسا. إذ ان علاقة بريطانيا بكلٍ منهما تمر في مرحلة بالغة الحساسية. ففي استراليا، يدلي اليوم السبت نحو 3،12 مليون شخص بأصواتهم في إستفتاء على استبدال ملكة بريطانيا - التي ستُقدّم الكأس للفريق الفائز اليوم - برئيس للدولة. أما فرنسا فإنها في نزاع مرير مع بريطانيا ناتج عن رفض الأولى استيراد منتجات لحم البقر البريطاني في تحد لقرار الإتحاد الأوروبي في شأن سلامة اللحوم البريطانية. ومن المقرر ان يحضر نهائي كأس العالم رئيس الحكومة البريطاني توني بلير ونظيره الفرنسي ليونيل جوسبان، إضافة الى الرئيس جاك شيراك. ويُتوقع ان يسعى بلير الى إقناع الفرنسيين برفع سريع لقرار حظر صادرات لحوم البقر البريطانية، لتلافي معركة قضائية طويلة. وكان أعضاء الفريق الفرنسي أشاعوا السعادة لدى البريطانيين عندما أصروا على تناول لحم البقر البريطاني في فندقهم. أما بالنسبة الى الإستفتاء في استراليا، فإن كابتن الفريق الاسترالي، جون إيلز، معروف بأنه يؤيد استبدال الملكة برئيس للدولة. لكنه قال أمس ان بين أعضاء فريقه من يؤيد إبقاء الملكة. وأضاف ان الملكة "من أكثر الناس إحتراماً في العالم" بغض النظر عن نتيجة إستفتاء اليوم. وصوّت أعضاء الفريق الاسترالي في الاستفتاء في تشرين الأول اكتوبر الماضي في سفارة بلادهم في دبلن ايرلندا حيث نزلوا في بدء مباريات كأس العالم. وأفادت إستطلاعات الرأي في استراليا ان نتيجة التصويت ستكون على عكس رغبة الجمهوريين، ليس لأن غالبية المواطنين تؤيد التمسك بالملكية، بل لأنهم لا يريدون ان ينتخب البرلمان الرئيس مباشرة بدلاً من أن ينتخبه الشعب. وقال 41 في المئة من الذين شملهم الإستفتاء انهم سيصوتون لمصلحة الجمهوريين، في حين قال 47 في المئة انهم سيصوتون ضدهم. وفي حين هطل المطر بغزارة أمس في كارديف، استمر الجدل في شأن إغلاق سقف إستاد الألفية. وهذا الملعب الذي كلّف بناؤه 200 مليون دولار أميركي، هو الملعب الوحيد للركبي في العالم الذي يُمكن إغلاق سقفه. وطلب إتحاد الركبي الإسترالي، هذا الإسبوع، ان يتم إغلاق سقف الملعب إذا أمطرت خلال المباراة النهائية. وكانت مباراة ربع النهائي، بين استراليا وويلز، شهدت مطراً غزيراً غمر أرض الملعب. لكن صحفاً بريطانية انتقدت الطلب الاسترالي، مقترحة ان يتحوّل اعضاء الفريق الاسترالي "الى راقصي باليه إذا لم يريدوا ان تتمرّغ ملابسهم بالوحل". لكن إدارة الفريق الفرنسي ساندت أمس الطلب الاسترالي، معتبرة ان إغلاق سقف الملعب سيكون أفضل لطريقة اللعب في حال هطل المطر. وبعد الفوز - المفاجأة لفرنسا على نيوزيلندا، الأحد الماضي، يرى كثيرون ان نهائي اليوم سيكون بين النصف الجنوبي للكرة الأرضية ونصفها الشمالي. وعبّر الفريق النيوزيلندي عن غضبه مما اعتبره لعباً خشناً من الفريق الفرنسي، مطالباً الحَكَم الجنوب افريقي، اندريه واتسون، بمراقبة طريقة لعب الفرنسيين اليوم. وخفّضت مكاتب المراهنات في بريطانيا أمس حظوظ استراليا بالفوز من 8 -13 الى 3-1. وستكون استراليا، في حال فوزها، الفريق الأول الذي يفوز بكأس العالم مرتين. أما في حال فوز الفريق الفرنسي، فإن تولوز، وليس باريس، ستكون العاصمة العالمية للركبي.